بردى – دمشق – دانا وهيبة: بدأ مشواره الفني عام 2002 ليطل عبر أعمال درامية تلفزيونية توزعت بين الاجتماعي والتاريخي والبيئي، مسجلاً في رصيده ما يقارب الـ 50 عمل، لكن شاشة السينما السورية كانت المنبر الأقوى الذي قربه من الجمهور، فبعد أن لعب الفنان السوري محمد الأحمد بطولة فيلم “مطر حمص” هطلت عليه عروض شاشة الفن السابع، ليسجل بعده تعاون جديد مع المخرج جود سعيد عبر فيلم “رجل وثلاثة أيام” الذي افتتحت المؤسسة العامة للسينما العرض الخاص به بانتظار عرضه الجماهيري قريباً، وها هو اليوم يجدد تعاونه مع المخرج ذاته من خلال فيلم جديد عنوانه “نجمة الصبح” الذي بدأت عمليات تصويره منذ أيام قليلة في ريف اللاذقية.
محمد الأحمد تحدث في لقاء مع “بردى” عن شراكته الفنية مع المخرج السوري، وقال: “أصبح بيننا وحدة حال، ونشعر براحة كبيرة أثناء العمل سوية ومن المهم للمخرج أن يعمل مع فنان قادر على فهم ملاحظاته على الفور، دون بذل مجهوداً كبيراً، ما يدفع الممثل على تقديم أفضل ما لديه”. يضيف “أما بالنسبة إليّ فأشعر بأن جود يفهمني بشكل جيد واستطاع أن يُخرج مني طاقات كامنة، وهذا ظهر جلياً في فيلم «مطر حمص»، والشراكة بيننا تعكس علاقة ممثل بمخرج محترفَين أمام الكاميرا وخلفها”.
درامياً أطل محمد هذا العام ببطولة مسلسل “وهم” (نص سليمان عبد العزيز وإخراج محمد وقاف)، حيث جسد فيه شخصية المحقق “بيان”، الذي يتصف بالهدوء والذكاء والجدية والصرامة، عاش حياته محافظاً على هيبته ومكانته، وأخلص لعمله ومهنته لكنه يتورط بحادث يقلب حياته رأساً على عقب.
النجم السوري أكد لـ “بردى” أن جمالية الورق هو أكثر ما شجعه على المشاركة في هذا العمل، منوهاً إلى أن نصوص الكاتب سليمان عبد العزيز تتميز بخصوصيتها الكبيرة “الورق كان مغري حقيقة وهذا الأمر لمسته في جميع أعماله ابتداءً من الشامية حتى وهم”.
وشرح محمد أن الممثل هو من يصنع الشخصية ويتفرد بها، مبيناً أن شخصية المحقق هنا ليست تقليدية ولا تشبه أي شيء قدم، “لأن بيان لم يقدم على أنه شخصي مثالي بل انسان طبيعي يمتلك الكثير من الحسنات وكذلك السيئات”.
وعبر هذا العمل يسجل محمد تعاوناً جديداً مع الفنانة صفاء سلطان التي سبق وعمل معها منذ 10 سنوات وتجدد تعاونهما في العام ذاته بـ “دومينو” و “أحمر”، معرباً عن سعادته بالتعاون معها “أشعر أن هناك كيمياء جميلة تجمع بيننا فنحن نرتاح بالعمل مع بعضنا كما أن الجمهور أحبنا سوية”.
وكان من المقرر أن يطل ببطولة “الفرصة الأخيرة” المؤلف من 60 حلقة موزعة على مدار جزأين (نص فهد مرعي وإخراج فهد ميري) لكن لم يحالفه الحظ في الوصول إلى الشاشة.
غرايب سود كشف الارهاب ومصالحه
كما تحدث محمد عن مسلسل “غرابيب سود” الذي عرض في رمضان 2017 وأثار جدلاً واسعاً ، مبيناً أن أي جدل يحدث حول عمل، سواء كان مسلسلاً أو فيلماً أو حتى أغنية، يفيده ويزيد من نسبة الاهتمام به، وبالتالي ترتفع نسب مشاهدته، وهذا ما حدث مع هذا المسلسل، “الذي كانت رسالته واضحة وتتلخص في الكشف عن المصالح الخاصة لتنظيم داعش”.
وعن شخصية “أبو طلحة” التي أداها، أكد أنها مستفزة وغير تقليدية، معتبراً إياها من الأدوار التي لا يمكن تقمّصها بسهولة، “وهذا كان بمثابة تحدٍّ بالنسبة إلي، ولا أنكر أنه من أصعب الأدوار التي قدمتها على مدار مشواري الفني”، مشيراً إلى أنها استنفذت طاقته وأرهقته على المستوى النفسي والجسدي “لكن في النهاية دور أمير داعشي لم يجعلني شخصاً شرساً ولم يحولني إلى إنسان عنيف، فالشخصية لم تسيطر عليَّ الى هذه الدرجة”.
محمد لم ينكر أن مشاهد القتل والضرب التي اعتمدت على الدماء كانت صعبة جداً، لكن الأصعب بالنسبة له هو العنف الداخلي في الشخصية وكيفية إظهار التناقض فيها، فرغم عنفه وحبه للقتل والذبح، إلا أنه عاشق ويحب امرأة ولا يستطيع أن يسيطر على نفسه أمامها، فهي نقطة ضعفه الوحيدة.
أما عن التعليقات وردود الأفعال التي وصلته حول الشخصية، قال إن 90 بالمئة منها كانت إيجابية للغاية، وأشادت بالعمل وبدوره خصيصاً، بل وطالب كثر من المشاهدين بتقديم مزيد من الأعمال التي تفضح تنظيم «داعش» وتكشف عن حلول لمواجهة هذا الخطر، مضيفاً “للأسف 10 في المئة من ردود الفعل هاجمت المسلسل، واتهمت صناعه بتشويه صورة الإسلام، رغم أن هدف العمل في الأساس كان العكس تماماً”، لافتاً إلى أن هذه الآراء لم تزعجه كون أي عمل فني يختلف عليه كثيرون، “فالبعض يرى أنه مميز، والبعض الآخر يهاجمه”.