دارمو – لندن: افتتح متحف “داليتش غاليري” العريق في لندن معرضاً فردياً للفنانة السورية العالمية “سارة شمّة بعنوان «سارة شمّة: أرواح جريئة» ويستمر حتى الخامس والعشرين من شباط من العام المقبل، لتكون أول رسامة عربية تقيم معرضاً في هذا المتحف.
ويضم المعرض مجموعة جديدة من أعمال شمّة مستوحاة من لوحات محددة من مجموعة المتحف التاريخية، ركزت فيها على الشخصيات النسائية، وسعت للدخول إلى روح تلك النساء، مع ربطهن بحلقات من حياتها الخاصة، لإعادة سرد قصصهن للمشاهدين المعاصرين.
وتقدّم “شمّة” كل لوحة تفسيراً قوياً ومحفّزاً لأعمال فنانين من بينهم رامبريت وبيتر ليلي وأنتوني فان ديك وبيتر بول روينز، لتستكشف الهوية والموت والأمومة والجمال غير المتوقع في الأعمال التي تُظهر خبرتها الفنية العالية كرسامة، فضلاً عن تقديرها الطويل الأمد وتبحرها الاستثنائي في أعمال المعلمين القدماء، ومع ذلك فهي المرة الأولى التي تستجيب فيها مباشرة لمجموعة من اللوحات الأوروبية التاريخية.
وستعلق لوحات “شمّة” جنباً إلى جنب بين لوحات كبار الفنانين والمعلمين القدماء في أحد أهم المتاحف في لندن.
الجدير ذكره أن المتحف يستضيف في الفترة نفسها معرضاً للفنان الفلامنكي الكبير “بيتر بول” (1577 – 1640) بأكثر من 40 لوحة أتت من أهم المتاحف في العالم، وتمثل نساء مختلفات بين زوجتيه وابنته وبورتريهات لنساء ثريات من عصره وقديسات وآلهة كلاسيكية.
ويحمل المعرض اسم “روبنز والنساء”، الموضوع الذي يجمعه بمعرض شمّة ويفتح المجال لحوار فني ونقاش فكري عميق بين عصرين فنيين، الأمر الذي يشكّل تجربة جديدة وفريدة لزوار المتحف، لذلك تقرر أن يتم افتتاح المعرضين في الحفل نفسه.
يذكر أن “سارة شمة” هي رسامة سورية، تم اختيارها كشخصية شهيرة وفنانة مشاركة في البرنامج الغذائي العالمي للأمم المتحدة في عام 2010.
ووصفها مؤرخ الفن الشهير “إدوارد لوسي سميث” بأنها كانت لديها الشجاعة لتتفاعل مع ما يحدث وتعلق عليه، بخاصة المأساة التي عانيها بلادها، والتي تظهر خلال لوحاتها الحديثة، والتي هي ليست بأي شكل من الأشكال تقريرية أو وصفية، وإنما ترجع صدى الشعور بالأوضاع التراجيدية الراهنة في وطنها.