رولا اللحام – دارمو – دمشق:
تميّزت أعماله بالنجاح والإبداع، وعمل في البداية كمدير إضاءة وتصوير ثم اتجه للإخراج، المخرج السوري أحمد ابراهيم أحمد الذي له العديد من الأعمال الدرامية الضخمة التي أخرجها للتلفزيون ومنها: “طريق النحل ولعنة الطين وسوق الورق وزمن البرغوت وعناية مشددة وزوال وهوا أصفر ومقامات العشق وولاد البلد”.
واليوم خصّ المخرج أحمد ابراهيم أحمد موقع “دارمو” بالحوار التالي:
_ على اعتبار أن مسلسل لعنة الطين تحدث عن الفساد في سوريا والمجتمع السوري في حقبة زمنية محددة… هل ممكن أن تعيد التجربة بمسلسل مشابه يتحدث عن الفساد في وقتنا هذا؟
لعنة الطين هو من أقرب المسلسلات لقلبي لما يحويه من قيمة نصية وقيمة على الصعيد الفني وقيمة لها علاقة بذاكرة الناس بفترة الثمانينات، أرجو أن أجد نصاً جميلاً كنص لعنة الطين، وأتمنى أن أعمل مثل هكذا عمل، مع العلم أنني سأتصدى لهذا المشروع وسأسعى لإنجاز عمل يشبه لعنة الطين بالقريب العاجل إن شاء الله.
_ أخرجت مسلسل زمن البرغوت الذي يتحدث عن البيئة الشامية، وبعده ظهرت مسلسلات بيئة شامية عديدة، ما رأيك بهذه الأعمال التي باتت مشابهة لبعضها البعض في الأفكار والطريقة والطرح، وهل ممكن أن تكرر تجربة البيئة الشامية؟
جميع أعمال البيئة الشامية تشبه بعضها من ناحية المحتوى ومن ناحية الشكل التي تُقدم به، وهناك بعض التجارب المختلفة عن النمط السائد للبيئة الشامية والمتمثلة بالحارة والزعيم والعكيد، وهناك تجارب تُحترم بالفعل، ولكن السمة الغالبة على هذه الأعمال أنها أشبه للفلكلور الذي لا يُقدم شيئاً جديداً على صعيد المنحى الحكائي للعمل.
_ لماذا لم تشارك بأي عمل في موسم رمضان 2024
ولماذا ظهورك أصبح قليلاً في الفترة الأخيرة؟
أشارك في عمل عربي خلال موسم رمضان 2024
من نوع الـ”Big broudaction”، العمل اسمه “هامرلي” وتم تصويره في العراق، وهو عمل ضخم إنتاجياً، وسيعرض على الشاشات العراقية والمحطات العربية.
أما عن المشاركة في الأعمال السورية فلم يُتاح لي ذلك، ربما بسبب قلة الأعمال الدرامية أو قلة العروض، بالإضافة إلى الوضع العام في سوريا، فهناك شُح بالأعمال الدرامية قياساً إلى سنوات ما قبل الأزمة، أتمنى الفرج القريب ورؤية أعمال درامية كثيرة كما قبل.
_ لا بد أنك تتابع بوسترات المسلسلات المشاركة في موسم رمضان وتتابع تصريحات الفنانين والمخرجين وشركات الإنتاج، ما رأيك مبدئياً بالأعمال الدرامية التي ستعرض في رمضان المقبل؟ كرأي أولي
أكيد أنا متابع على السوشال ميديا للبوسترات والبرومويات الترويجية للمسلسلات التي ستُعرض في موسم رمضان المقبل، وهذا حق مشروع لشركات الإنتاج أن تُروّج لأعمالها وتعلن عنها بهدف الحصول على أعلى نسبة متابعة في رمضان.
وليس لديّ رأي حول الأعمال التي ستُعرض في موسم رمضان المقبل، ولكن أظن أننا أمام أكثر من عمل درامي من الجرعات الثقيلة.
_ ما رأيك بالأعمال المعرّبة، المأخوذة نسخ لصق عن بيئات أخرى ومجتمعات أخرى؟
الأعمال المعربة لا تشبه المشاهد السوري والجمهور السوري، فهي تأخد شكل أجنبي إن كان تركي أو مكسيكي أو أوروبي، يحاولون تعريبها لتلقى رواجاً، لكن أغلب هذه الأعمال إنتاجها ليس سورياً وليس محلياً، بل أغلبها شركات ومحطات خليجية تتصدى لهذه الإنتاجات.
ويختارون الممثلين السوريين بسبب حب الجمهور العربي لهم، كما أن اللهجة السورية محببة عربياً أيضاً، فيتكون لدينا ممثل سوري ونص مأخوذ عن عمل أجنبي.
وهناك بعض هذه الأعمال المعرّبة يحبها الجمهور ولكن بعضها الآخر لا تلقى رواجاً، أما أنا كمشاهد فهذه الأعمال لا تستهويني ولا أتابع أياً منها، ولكن إذا عُرض عليّ مثل هذه الأعمال كمخرج فليس لديّ مانع للعمل بها، وذلك من أجل المردود المادي لا أكثر.
_ أين ترى الدراما السورية ذاهبة، إلى تحسن أم أن وضعها ليس جيداً؟
والله لا أعلم إلى أين ستذهب الدراما السورية في المستقبل، ولكن نأمل بالخير والفرج القريب، لأن الدراما مثل أي مهنة مرهونة بالوضع الاقتصادي والمعيشي للناس، وشركات الإنتاج تتأثر بهذا الوضع، وكلما كان هناك تمويل مادي أكبر كان هناك إنتاج أكبر وأضخم.
وآمل أن نتفرج الأحوال في الموسم القادم لنرى أعمالاً درامية أكثر مما عهدناه في السنوات الأخيرة.
_ كيف علاقتك مع شركات الإنتاج، وما رأيك بها بالفترة الأخيرة، هل هي تعمل على تعزيز الدراما السورية، أم تعمل على تهميشها لصالح الشركة المنتجة وخاصة الشركات غير السورية؟
علاقتي بشكل شخصي مع شركات الإنتاج هي علاقة طيبة وجميعهم أصدقائي وزملائي، مع العلم أنه ليس هناك أكثر من شركتين أو ثلاثة في سوريا، ولكن هناك بعض الشركات الصغيرة تنتج أعمالاً بمستوى إنتاجي ضعيف مما يؤدي لضعف المستوى الفني وذلك يؤثر على مستوى الدراما السورية.
العمل الفني مثل أي مادة مصنعة، يحتاج إلى رأس مال يوازي قيمة هذا المنجز الفني، لأن المنجز الفني من العيار الثقيل يحتاج لإمكانيات ضخمة لإنتاجه مثل ما كان حاله سابقاً، والوضع الاقتصادي السائد في سوريا ساهم في ضعف مستوى الأعمال الفنية.
يذكر أن المخرج أحمد ابراهيم أحمد استحق جائزة أفضل مسلسل اجتماعي بيئي في مونديال القاهرة الأول للإذاعة والتلفزيون، وحصد الجائزة الذهبية في المهرجان اللبناني للسينما والتليفزيون عن فيلم “ماورد”، والذهبية عن نفس الفيلم بمهرجان الإسكندرية السينمائي، وجائزة أفضل ممثلة بمهرجان الاسكندرية السينمائي عن فيلم حكاية في دمشق، والذهبية بمهرجان الخليج بالبحرين عن مسلسل نساء من هذا الزمن، وأفضل عمل جماهيري عن مسلسل عناية مشددة، وأفضل مسلسل تاريخي مقامات العشق بالخليج.