رولا اللحام – دمشق: أكد عازف العود “حسام ديب” في حديثه لموقع “دارمو” أن تجربته في دخول موسوعة غينيس للارقام القياسية من خلال العزف على آلة العود لمدة 30 ساعة متواصلة كانت تجربة صعبة، واصفاً إياها بالمعركة.
ورغم التعب والإرهاق، خاصةً في الساعات الأخيرة من العزف، أشار الفنان “ديب” إلى استمتاعه “بكل مقطوعة موسيقية عزفها”، لافتاً إلى أن الطموح والإرادة كانا دافعين رئيسيين مكناه من تحقيق هدفه.
وأوضح “ديب” أن التجربة بدأت يوم السبت 12 أغسطس/ آب الجاري الساعة الثانية عشر وخمس دقائق ظهراً وانتهت المحاولة يوم الأحد الساعة الثالثة وتسع دقائق ظهراً، حينها تم الإعلان بشكل رسمي عن انتهائه العزف، وكانت المدة كاملة “27 ساعة و4 دقائق”.
وبيّن “ديب” أنه لم يحصل على شهادة من موسوعة غينيس إلى الآن نتيجةً لعدم إرسال الملفات الورقية والصورية بعد، حيث يحتاج لتثبيت تجربته واعتمادها كأطول مدة عزف.
وحول آلية تجربته، أوضح “ديب” أنه وحسب غينيس، كانت فترات الاستراحة هي 5 دقائق كل 60 دقيقة، لكني قمتُ بتجميع فترات استراحتي وكانت 20 دقيقة كل 4 ساعات”. وأضاف: “كنت أستغل الاستراحة في تناول الطعام وأستريح قليلاً ومن ثم أعود إلى العزف لمدة 4 ساعات”، مؤكداً على تواجد فريق طبي لمراقبة وضعه، حيث تم فحصه بعد أن شعر بألم طفيف في يده، دون أعراض أخرى.
وكشف “ديب” أن فكرته لم تكن وليدة اللحظة، حيث حضّر لها منذ عام تقريباً من خلال تجميع أفكار ومعلومات عن آلية تنفيذها، مبيناً أن أول من دفعه لفكرته هو الفنان والملحن “سعد جواد” الذي شجعه على تسجيل العزف المتواصل على آلة العود لدى موسوعة غينيس، موضحاً أنه أرسل طلبه لغينيس وتمت الموافقة عليه لبدء المنافسة.
وحول من دعمه بتحقيق هذا الإنجاز، قال “ديب”: “شجعني على فكرتي الأستاذ سعد جواد وأصدقائي المقربين وطلابي وكان هناك دعم معنوي من جميع المقربين، أما الدعم اللوجستي فكان من محافظ اللاذقية ومدير مكتب المحافظ، الذين دعموني بالموافقات والتجهيزات، بالإضافة إلى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في اللاذقية متمثلة بالأستاذ مازن محمد، ومعاون مدير الهيئة الأستاذ حسام حسون، وطاقم الهيئة من مصورين ومذيعين، أوجه الشكر لهم جميعاً على جهودهم وتعاونهم وجميع ما قدموه من أجل تجربتي”.
أما الدعم الأكبر بحسب “ديب” كان من رئاسة الجمهورية التي قدمت الدعم المادي لتغطية تكاليف التجربة وكان هناك تواصل للاطمئنان على نجاح المحاولة وحسن سيرها، وشكر “ديب” مدير مكتب السيدة الأولى “أسماء الأسد” على الدعم والاهتمام لإتمام تجربته.
ودعا “ديب” كافة الموهوبين في سوريا بأي مجال كان إلى السعي وراء تحقيق أهدافهم وبذل الجهد والتعب، حيث كان هدفه الأساسي من خلال هذه التحربة أن يوصل للعالم أجمع أن الموسيقى السورية قادرة على منافسة الموسيقى العالمية، فالحضارة والثقافة الموسيقية السورية موجودة منذ أكثر من خمسة آلاف سنة.
ولفت “ديب” إلى أن الحاصل على الرقم القياسي حتى الآن هو الفنان والملحن والعازف “سعد محمود جواد” وهو عازف عود عراقي عزف لمدة 24 ساعة ونصف، ولكنه لم يستطع الإكمال، موضحاً أنه لم يكن منافساً لجواد لكنه رغب أن يكمل مسيرته وعمله للوصول إلى العالمية، ولم يكن هدفه هو كسر الرقم القياسي لجواد، وأن جواد هو صاحب الفكرة الأساسية الذي أوحى له بها، وهو من دعمه معنوياً للوصول إلى 30 ساعة عزف.
يذكر أن “حسام بدر ديب” عازف عود وموسيقي وملحن ومدرّس عبر الانترنت على آلة العود، ومدرّس في معهد البيروني بمدينة القرداحة، حاصل على شهادة تدريب مدربين TOT في مجال الموسيقى، وخريج معهد هندسي للخطوط الحديدية ورئيس قسم في هذا المجال، من مواليد اللاذقية 5 أيار 1989.