رولا اللحام – دارمو – دمشق:
مع اقتراب موسم رمضان 2024
نجد قائمة المسلسلات السورية تذخر بالأعمال الدرامية، ويتنافس في هذا الموسم ما يقارب الـ16 مسلسلاً سورياً، تتنوع بين دراما اجتماعية معاصرة وأكشن وغموض وبوليسي تشويقي وبيئة شامية.
ونلاحظ من قائمة المسلسلات المشاركة أن المخرجات السوريات حاضرات في مسلسلين فقط من تلك القائمة، حيث نجد المخرجة رشا شربتجي في مسلسل ولاد بديعة، والمخرجة ديانا فارس في مسلسل رماد الورد.
ولاد بديعة
وولاد بديعة من تأليف: علي وجيه ويامن الحجلي وإنتاج: “بنتا لينس”، وهو عمل يأخد المشاهد في رحلة بين الماضي والحاضر فمن عالم المدابغ وورشات صباغة وصناعة الجلد وبالقرب من نهر بردى في دمشق ينشأ الصراع بين الدباغين والفلاحين.
وأبطال العمل هم: سلافة معمار ومحمود نصر وسامر اسماعيل ويامن الحجلي ونادين تحسين بك ونادين خوري وإمارات رزق وديمة الجندي ومحمد حداقي، وغيرهم.
رماد الورد
أما مسلسل رماد الورد فهو من تأليف: ديانا فارس وإنتاج: المؤسسة العامة، ويتحدث عن قاضي يُحقق في جريمة قتل لتقوده تحقيقاته إلى مزيد من المتورطين بابتزاز عدد الشباب والفتيات على تطبيق تيك توك،
وأبطال العمل هم: وائل رمضان ومحمد حداقي وروعة ياسين وجيني إسبر وعبير شمس الدين وهيما اسماعيل وباسل حيدر ومحسن غازي ووضاح حلوم وجرجس جبارة، وغيرهم.
مخرجات سوريات
ويضم الوسط الفني السوري الكثير من النساء، ممن قدمن تجارب ناجحة في ميادينه المختلفة، ولمعت أسماء كثيرات منهن كمخرجات سوريات، تجاوزت أعمالهن حدود البلاد، وأهم هذه الأسماء: إيناس حقي ونائلة الأطرش وغايا جيجي وسهير سرميني وغيرهن الكثير.
وفي سؤالنا عن سبب فقر الدراما السورية للمخرجات، وما الذي ينقص المخرجة السورية لتكون متواجدة ضمن الدراما السورية؟ هل هي مهنة ذكورية أم ليس هناك دعم للمخرجات أم هي محاربة في هذا المجال؟
دراسة أكاديمية
أكدت الصحفية والناقدة الفنية آمنة ملحم لموقع “دارمو”: “هناك عدد كبير من المخرجين في سوريا جاؤوا لهذه المهنة من عمق التجربة والاستفادة ممن سبقهم من شيوخ الكار في الإخراج التلفزيوني، وليس من خلفية أكاديمية اختصاصية حيث نفتقد في سورية للدراسة الأكاديمية بهذا المجال وأنا أرى أن هذه المشكلة الأولى والأبرز التي تواجه هذه المهنة وتحد من وجود نبض جديد فيها على الدوام سواء من المخرجين الرجال أو السيدات.
غياب التسويق
وأكدت “ملحم”: “إذا تحدثنا عن الوقت الراهن بشكل خاص فلن نستطيع تغييب الظروف العامة والحرب التي مرت على سورية والتي شمل تأثيرها كل مناح الحياة ونالت الدراما حصتها من التأثير السلبي المتمثل بغياب التسويق ومعاناتها في العرض على الشاشات، ما تطلب وجود أسماء تحمل نجومية مسبقة ليس فقط من الفنانين بل أيضاً كمخرجين ليستطيع العمل العبور للشاشات العربية”.
رشا شربتجي
وأضافت: “هنا لامكان للمغامرة بأسماء جديدة من قبل شركات الإنتاج المحلية، لذا كان اسم المخرجة رشا شربتجي كسيدة سورية تخوض غمار هذه المهنة خلال تلك السنوات العابر الوحيد عربياً في الدراما التلفزيونية كونها مخرجة لها اسمها في الساحة الدرامية العربية عموماً وصاحبة نظرة خاصة في الدراما وبرصيدها عدد كبير من النجاحات التي شكلت باسبور للعبور في ظل الأزمة”.
مهنة شاقة
كما بيّنت “ملحم” أنه “بالعموم هناك نظرة حول مهنة الإخراج الدرامي التلفزيوني تتجلى بأنها مهنة شاقة جداً وتتطلب تفرغاً كبيراً وهذا أمر واقعي، كما لايمكن الإنكار بأنها تتطلب مهارات خاصة وفكر إبداعي وثقافة عالية وشخصية قيادية تعمل بروح الفريق وهذه الصفات ليس من السهل تملكها سواء من فئة الرجال أو النساء على حد سواء.
مهنة ذكورية
وأضافت: “لايمكن القول بأن المهنة ذكورية، ولكن طبيعة المجتمع الشرقي غالباً يلعب دور هنا حيث لاتزال أعباء الأسرة وتربية الأبناء والتقيد بتقاليد المجتمع تفرض نفسها على نسبة كبيرة من أبنائه، وهذا لايعني غياب وجود المبدعات والنساء العاملات بمهن شاقة منها التمثيل والإخراج ووجود عدد من المخرجات السينمائيات في سورية لاسيما بمجال الأفلام القصيرة، ولكن الأمر بالدراما يتطلب الكثير من التحدي ووجود الوسط الداعم معنوياً ومجتمعياً، وإيمان شركات الإنتاج بالطاقات النسائية لاسيما الشابة، والأهم وجود الشغف الكبير تجاه المهنة”.