داليا ماهر – القاهرة – دارمو
أعلن عدد من الفنانين بمصر عن ترددهم على عيادة الطبيب النفسي لمساعدتهم في التخلص من الأسباب التي تحول بينهم وبين مواصلة حياتهم العملية والخاصة، وكان أحدثهم الفنانان كريم فهمي ويسرا اللوزي.
وقال فهمي في إحدى البرامج التلفزيونية مؤخراً، إن تردده على عيادة الطبيب النفسي في فترة ما كان بسبب فقده الشغف تجاه التمثيل والكتابة، بينما قالت يسرا اللوزي أنها تواظب على زيارة الطبيب النفسي منذ سنوات.
وأضافت اللوزي في تصريح خاص لـ”دارمو”، أن فكرة استعانتها بالطبيب النفسي ليست عابرة أو جراء عمل فني، ولكنها تحرص علي ذلك بشكل منتظم، بعيداً عن جدلية الخروج من تأثير الشخصيات التمثيلية، مؤكدة أن كل ما تحتاجه للتخلص من بقايا الشخصيات هو بعض الوقت لاستعادة توازنها ومواصلة حياتها الطبيعية.
وحسب تصريحات إعلامية لفنانين فقد تعددت وتنوعت الأسباب وراء اللجوء للطبيب النفسي ما بين ضغوطات الحياة، والشعور بتعدد الشخصيات بداخلهم ومدى تأثيرها ومعاناتهم في التخلص من بقاياها ، إلا أن البعض منهم أكد أن الأمور الشخصية وانعدام الشعور بالأمان وفقدان شخص عزيز وفوبيا المرض والموت ربما تكون أحد الأسباب أيضا.
وبينما يعتبر البعض اللجوء للطبيب النفسي أمراً مخجلاً لارتباطه بالجنون وعدم الوعي والاتزان النفسي والبعد عن الواقع، يعي آخرون أن زيارته ضرورية لترتيب الأفكار ووضع حد لكل ما يدور في مخيلة الإنسان خصوصاً من تعرض لصدمات اجتماعية وحياتية خطيرة.
الناقدة الفنية المصرية حنان شومان ترى أن فكرة اللجوء للطبيب النفسي لم تعد نمطية مثل السابق كما صورتها بعض أفلام “الأبيض والأسود”، بل أصبحت هذه الصورة بعيدة عن الواقع الذي يستدعي الاحتياج للطبيب النفسي، مؤكدة لـ”دارمو”، أن الشهرة والشخصيات المتعددة التي يجسدها الفنان في فترات متقاربة تسبب عدم التوازن، مشيرة إلى أن المشكلات الخاصة بالفنانين أيضا داخل الغرف المغلقة بعيداً عن الناس تمثل عبئاً كبيراً لمحاولتهم الظهور بشكل مغاير تجنبا ًللانتقاد مما يعرضه للضغط النفسي.
ومن جانبها قالت الاستشارية النفسية الدكتورة إيمان عبد الله أن زيارة الطبيب النفسي ليست وصمة عار ولا أمر يدعو للخجل والاعتراف بذلك شجاعة لأنه لم يفعل شئ خاطئ، طالما الإنسان يجد من يسمعه ويرشده.
وتضيف عبد الله في تصريح خاص لـ”دارمو”، إن نصائح الطبيب النفسي قادرة على وضع الشخص على الطريق الصحيح لأنه يعي حجم المشكلة ودوافعها وتفاصيلها بعد الإطلاع عليها من المتردد على العيادة نفسه.
واستنكرت عبدالله اعطاء النصائح بدون دراية أو علم بمجرد متابعة صفحات عامة عبر السوشيال ميديا.
كما تؤكد عبد الله أن الفنان مثله مثل أي إنسان طبيعي يريد الحديث والتخلص من بقايا شخصياته الفنية التي تقمصها، وأن النفس البشرية لها حق كبير وارتياحها يعود على الشخص وعلى حياته الشخصية والعملية بشكل ايجابي، واللجوء للأدوية والتدخل السريع لهذا النوع من المشكلات يحتاج الحرص والحذر بشكل بالغ وبنسب معينة.