فرح درويش – دارمو- دمشق: ضجت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً بخبر خوض الفنان قصي خولي تجربة التقديم التلفزيوني، وتقديمه لبرنامج المسابقات الشهير “من سيربح المليون” والذي سبق وأن قدمه الإعلامي جورج قرداحي. وشارك النجم السوري برمو تشويقي للبرنامج عبر حسابه الرسمي في “انستغرام”، وأعرب عدد كبير من متابعيه عن حماسهم لرؤية البرنامج مؤكدين أنه سيحقق نجاح لافت خاصة وأنه خولي سيترك بصمته المميزة فيه لا محالة.
خطوة جريئة مهمة
ووصف الناقد الفني عامر فؤاد عامر في لقاء خاص له مع موقع “دارمو” خطوة خولي بالجريئة والمهمة، والتي تؤكد تأثيره العميق في الجمهور العربي.
وقال إنه من الطبيعي حصول مقارنات بداية عرض البرنامج بين خولي ومقدمه الأصلي جورج قرداحي، ومن الطبيعي تعرض خولي لانتقادات وهجوم، إلا أن الجمهور سيعتاد وجوده في الحلقات المقبلة خاصة الأجيال الجديدة التي لا تعرف شيء عن المواسم السابقة من البرنامج ولا حتى عن نسخته الأجنبية.
نجاح مؤكد
وتوقع عامر تحقيق خولي نجاح باهر في تقديم البرنامج، وذلك بسبب موهبته التمثيلية الفريدة التي ستساعده على تقمص دور المقدم، بالإضافة إلى جماهريته وحب الناس له والتي خولته لنيل هكذا فرصة.
كما أبدى عامر تأييده لخوض النجوم فرصة تقديم البرامج وعدم تكريس اهتمامهم في المجال التمثيلي، ولذلك لعدة أسباب، أولها أن تكريس الاهتمام لوقت طويل في مجال محدد لا يولّد التجديد المطلوب في مجال الإعلام، فالجيل الجديد يحتاج أن يرى بعينه الجديدة وبرؤيته الشابّة، وكلّ مرحلة لها معاييرها وقياساتها.
وأشار عامر إلى أن جيل الناشئة ما بين عمر (11 و18) لن يكون من محبّي الإعلامي القدير جورج قرداحي، في حال تقديمه البرنامج، لأن هذه الشريحة ستتقبل النجم قصي أكثر كونه شخصيّة مشهورة ومعروفة عبر لغة الدراما، التي سيطرت كثيراً في السنوات الأخيرة على عقل المتابع العربي الذي لم يعد على علاقة صحيّة مع القراءة والكتابة، وبالتالي سيتعلّق بالشخصيّة النجمة المشهورة أكثر بكثير من الشخصيّة الإعلاميّة المثقفة والمعروفة للأجيال التي سبقته.
وشدد على أن تجربة قصي خولي بالبرنامج ستكون موفقة وستزيد من شعبيّته، وترفع أسهمه وعلى وجه الخصوص لدى أبناء الجيل الجديد، بحسب نظريّة الغرس في الحقل الإعلامي.
وأضاف أن برنامج المسابقات سيظهر مرونة و وفاعلية قصي، خاصة وأن المشاركين في البرنامج سيكونوا من جمهوره وستنشئ بينهما علاقة محببة، وهو من يتحمل عبء إقناع ضيفه بقدرته على أن يكون مقدّماً ناجحاً وقائداً للبرنامج، وسيكون على قدر ذلك لأن المسابقات تضفي تنافساً وابتسامة في حال أخفق الضيف في الإجابة أو كان هناك موقفاً يستدعي الضحك، عكس البرامج الحواريّة التي تتمتع بصبغة ثابتة وواضحة أكثر من حيث الجديّة، والتفكير والتمعن قبل الإجابة، والعودة للتجربة الشخصيّة وما تستدعيه من هدوء وتأمّل.
أشار إلى أن جميع النجوم يعتبرون فرصة تقديم البرامج مغرية وغنيّة وتحتاج مقدرات تثير الحافز ورغبة التجريب لدى الممثل الحقيقي ولذلك ليس غريب وجود عدد كبير من النجوم في التجربة هذه.
سبب خوض التجربة
وبشأن رأيه بخوض عدد من الفنانين تجربة التقديم التلفزيوني، قال عامر إن جميع تجارب تقديم البرامج التي خاضها الفنانين صبت في مصلحتهم وزادت من شهرتهم وأثبتت قدرتهم على التكيف،إلا أن النجاح لم يكن حليف الجميع في إتقان دور مقدم البرامج، لأنّ الفنان يستند على شهرته ومحبّة الجمهور له، ولا يتّجه لأساسيّات التقديم مثل: إتقان مخارج الحروف ولفظها بالطريقة السليمة أو الوقوف المتّزن أمام الكاميرا من دون حركات اليد، والتعابير الزائدة عن الحدّ، وهذا على سبيل المثال لا الحصر.