داليا ماهر – القاهرة – دارمو:
كشفت الفنانة المصرية يسرا اللوزي في حوار خاص لـ”دارمو” عن رأيها حول مسلسل “صلة رحم”، والذي تم عرضه خلال رمضان الماضي.
لم أتوقع ردود الفعل حول “صلة رحم” لكنني توقعت جاذبيته للناس
وأكدت اللوزي أنها لم تتوقع أي شيء تجاه العمل سواء كان سيعرض في موسم رمضان أو موسم “الأوف سيزون”، وقالت: “تعلمت خلال السنوات الماضية أنه مهما كان العمل به كل مقومات النجاح لكن من الممكن ألا يحظى بنسب مشاهدة وتقييم جيد، والعكس صحيح في حال العمل مع مخرج ومؤلف وفريق عمل لأول مرة ولا تتوقع نجاح”.
وأضافت اللوزي: “سبق وأن عملت لأول مرة مع المخرج أحمد عبد الله في فيلمي (هيليوبوليس وميكروفون)، ونجحنا سوياً، لذلك لا أربط النجاح مطلقاً بأسماء فريق العمل بل بعوامل كثيرة لا يمكن أن يتوقعها أحد، لأن النجاح في النهاية نصيب وقدر من المولى عز وجل”.
أشارت اللوزي إلى أن عناصر النجاح لابد لها من التعرض لمخاطر حول المسلسل ورود الفعل التي تلقاها فريق العمل، وقالت: “فالعمل بطبيعته طرح قضية وتساؤلات مهمة”.
لم أتخوف من انتقاد العمل بالرغم من طرحه قضية “تأجير الأرحام”
وحول تخوفها من انتقاد العمل من الناحية الدينية، خصوصاً أن موضوع تأجير الأرحام: “بالرغم من طرح العمل لموضوع شائك ومحسوم حالياً في مصر والدول والعربية، ولكن كنت متأكدة خلال جلسات العمل التي جمعتني بالمخرج أن عرضه ليس للترويج لهذه القضية ولكنه يريد طرحها بكل جوانبها”.
وأضافت: “مشهد الشيخ خالد الجندي وحديث البطل “حسام” والذي قدم دوره الفنان اياد نصار تناول الرأي الديني بشكل واضح ومباشر بهدف إطلاع المشاهدين عليه بعيداً عن البحث في مواقع ليست موثوق بها”.
وتشير اللوزي أن بطل العمل رفض قبول الرأي ليس لأنه شخص شرير ولا يرضى بقدره ولكن لشعوره بإمكانية تحقيق الأمر مستقبلاً وتغيير الفتوى، حيث اعتبر أن الفتوى غير مرضية بالنسبة له، وظل متمسكاً بما يريد حتى وإن كان ضد الدين وتقاليد المجتمع فقط لأنه يريد الإنجاب من زوجته “ليلى”.
لا أحب النهايات السعيدة بالأعمال الدرامية
وحول رأيها بنهاية المسلسل، وهل تمنت في مخيلتها نهاية أخرى، أوضحت اللوزي أن النهاية حازت على إعجابها بشكل كبير، بالرغم من عدم وجودها في سيناريو العمل ولم يتم الاستقرار عليها سوى قبل نهاية التصوير بأسبوعين بعد نقاش كبير مع المؤلف محمد هشام عبيه والمخرج تامر نادي.
وقالت: “أراها نهاية مرضية، لأنني لا أحب النهايات السعيدة عادة ولأن كل القصص لا تحتمل نهايات سعيدة في المطلق، ومع قصة المسلسل التي تدور في إطار الدراما الثقيلة، لا تحتمل سوى هذه النهاية، وغير ذلك لن تكون نهاية واقعية، وفي النهاية هو اختيار كاتب ومخرج واختيار يحترم”.
ونوهت اللوزي إلى النهاية لم تكن حزينة بشكل كامل بل تمثلت في شقين “ولادة الطفل”، و”فرحة الأب”، بالإضافة لطرح أسئلة أخرى لم تكن في مخيلة الممثلين وصناع العمل والمشاهدين أنفسهم.
صناع “صلة رحم” لم يفرضوا رأيهم في قصة العمل بل طرحوا القضية بكل جوانبها
وقالت اللوزي إن من أهم الأسئلة التي طرحها المسلسل ما هو وضع الأم البديلة ووضع الأم البيولوجية، ومن له الأحقية في الطفل، فطبياً وبيولوجياً الأم هي “ليلى”، ولكن ما هو وضع الأم الأخرى “البديلة”، المسلسل ترك نهاية مفتوحة لما يخص وضع الأم بعد ولادة الطفل.
وأضافت: “النقاط التي تحسب للعمل أنه ترك الأمر مفتوحاً ولم يطلق حكم وفرض رأي سواء ديني أو مجتمعي، ولم يحكم على شخصياته، حتى من يخطئ تجد له مبرراً في الحياة”.
وأنهت تأكيدها لـ “دارمو” أن حلاوة المسلسل تكمن في طريقة كتابته بشكل يجعل المشاهد “لا يشعر أننا في موضع حكم أو فرض رأي، بعد عرض المسلسل بالكامل”.
وحول تأثير الشخصية على حياتها العائلية، نفت اللوزي أن تكون شخصية “ليلى”، قد أثرت على تعاملها مع أسرتها وخاصة ابنتيها: “الشخصية أثرت في بشكل كبير، بكل تفاصيلها وجرحها العميق، وشعرت بقبضة كبيرة في قلبي حتى بعد عودتي من التصوير، وقد رأيت ابنتي مرتين فقط خلال فترة تصوير العمل في لبنان والتي استمرت قرابة شهرين ونصف، مشيرة إلى أنها أخذت فترة حتى استعادة توازنها، لكن ذلك لم يؤثر على طريقة تعاملها معهم سواء قبل السفر أو بعد العودة.
وتوضح يسرا أن قضية (تأجير الأرحام) في مصر محسومة لأنها ضد الدين، وفي حال لم تكن محرمة فأنا شخصياً أرى أن كفالة طفل أفضل من تأجير الأرحام ولكن الأمر يرجع لطبيعة كل شخص، فهناك من لدية القدرة على حب طفل ليس من صلبه ومنحه الحب والاهتمام ، وهناك من ليس لدية القدرة على ذلك ، ويرفض التعامل معه إلا إذا كان من صلبه ودمه ، فالقضية ترجع لطبيعة الشخص نفسه، لكنني لست في مكانة للحكم على الناس فيما يعملون، فالجميع ليس سواسية في المشاعر والقدرات.
كنت سأندم لو اعتذرت عن مسلسل “صلة رحم”
ونوهت يسرا أنه بالرغم من صعوبة الغربة واشتياقها لمنزلها، ورفضها عروضاً للتصوير خارج مصر ، حتى لا تقصر مع بيتها وبناتها إلا أن موضوع المسلسل جذبها بشكل كبير بل واستحق السفر من أجله وفق قولها، “وافقت على السفر بعد أن استأذنت زوجي ووالدتي لأنهم من سيحملون على عاتقهم مهام الأسرة بالكامل في فترة غيابي ، ولأننا في حياتنا نقسم المهام علينا جميعاً ، لذلك كان لزاماً علي معرفة تفاصيل عملهم وظروفهم الصحية، وهل تسمح بغيابي لفترة أم لا، والحمد لله قراري كان سليماً والندم كان سيكون حليفي لو اعتذرت عن العمل”.
وعن انطباع أسرتها عن المسلسل، قالت يسرا، زوجي ووالدتي أشادوا به كثيراً ويرون أنه يستحق التعب عليه في مصر من ناحيتهم وبالخارج من ناحيتي.
التصوير في لبنان جميل وفرصة لتكوين صداقات وتبادل الثقافات
وعما إذا كانت يسرا قد شعرت باختلاف أجواء التصوير في لبنان عن مصر خصوصاً في فصل الشتاء قالت: بالفعل هي مختلفة ولكنني اعتدت عليها لأنني صورت فترة هناك في مسلسل “المداح”، وكذلك من أكثر من سنة في مسلسل “تشيلو”، وأرى أن اللوكيشن أهدى وفريق العمل يضم جنسيات مختلفة مثل السوريين واللبنانيين والمصريين، وهذا في حد ذاته تبادل ثقافات وتكوين صداقات وعلاقات، حيث أعتبر ذلك أمر لطيف جداً يجعلنا نفتح موضوعات مختلفة ونتحدث عن العادات والتقاليد والاكلات وغير ذلك من التفاصيل الممتعة، أما التصوير فلا يختلف كثيراً فهو صعب في كل الأماكن، والشتاء لم يمثل لي أزمة خلال التصوير مطلقاً، ولكنه مثل أزمة في التصوير عموماً وقت هطول الأمطار الشديدة، لأن بيروت لها طبيعة خاصة، وكان هناك تعديلات في التصوير الداخلي والخارجي حسب طبيعة الطقس.
وأوضحت اللوزي أن فكرة الاستعانة بالطبيبة النفسية لا يمكن أن تكون لفترة قصيرة ولكنه أمر طويل الأجل، مشيرة إلى أنها تتعامل مع طبيبة نفسية منذ 7 سنوات بشكل منتظم، وبالرغم من عدم انتظامها في حضور الجلسات بمصر إلا أنها حضرتك معها جلسات عدة “أونلاين”، خلال وجودها في لبنان للتصوير، لكن لم تستعن بها بعد انتهائها من تصوير مسلسل “صلة رحم”، وعودتها لمصر.
لم أستعن بطبيبة نفسية للتخلص من بقايا شخصية “ليلى” بل أستعين بها في حياتي بشكل عام
وأكدت أنها ستعود للجلسات النفسية قريباً، ولكن ليس بسبب شخصية “ليلى”، ولكن لها شخصياً، مشيرة إلى أن الخروج من الشخصية لا يمثل لها أزمة نفسية بل يستلزم فعل ما تحبه، ووقت كافي حتى تستعيد توازنها وتعود لحياتها الطبيعية.
ظهوري “ضيف شرف” في مسلسل “المداح” ضروري لاستكمال شخصية “تاج”
وعن سبب ظهورها “ضيفة شرف” في مسلسل “المداح”، هذا العام قالت يسرا، أن هناك مشهد درامي لشخصية “تاج”، وهي الممثلة التي تقدم الدور منذ البداية، فلا مفر من وجودها بالعمل واعتذارها عنه صعب لأنها تلعب الشخصية ووجود ممثل آخر مكانها لن يكون واقعياً، خصوصاً في المسلسلات الأجزاء التي تحمل الفنان مسئولية كبيرة أمام الجمهور العريض الذي اعتاد على ظهور شخصيات وغياب أخرى، حسب مواسم العمل وطبيعي جداً في الأعمال متعددة الأجزاء، بجانب حبها للعمل مع المخرج أحمد سمير فرج والفنان حمادة وهلال.