رولا اللحام – دارمو – دمشق:
كانت انطلاقته الفنية الحقيقية من المسلسل الكوميدي “قلة ذوق وكترة غلبة”، للمخرج هشام شربتجي، ليث المفتي الذي توالت أعماله الفنية، التلفزيونية والسينمائية والمسرحية، بالإضافة للأعمال الإذاعية، وله مسيرة حافلة بالأعمال الفنية المتنوعة والضخمة، يتحدث اليوم عبر موقع دارمو بالحوار التالي:
_ نراك كثيراً في لوحات تُعرض فقط على منصات السوشال ميديا، ونحن نعلم أن هذه اللوحات إنتاجها ضعيف، ما السبب في ذلك؟ هل فقدت الأمل من شركات الإنتاج؟ أم أنك توصل رسالة معينة من هذه اللوحات؟ أم لديك غاية أخرى من المشاركة بها؟
=أعمل في هذه اللوحات لأنها اختصاص درامي جديد نشأ عن طريق السوشال ميديا، ليس بسبب ضعف الإنتاج الدرامي، فالدراما التلفزيونية موجودة ومتوفرة، لكن نظام السوشال ميديا هو نظام جديد وهو جزء من الحالة الفنية التي تعمل بها، والأمر لا يتعلق بفقدان الأمل بشركات الإنتاج، لأني أعمل مع شركات قوية ولديها ضخ إنتاجي ضخم.
بينما لوحاتي على السوشال ميديا هي حالة فنية مختلفة بشروط فنية مختلفة لطيفة وناعمة، توصل الرسائل المرجوة منها بطريقة بسيطة وسريعة ولطيفة، وأنا أعنى بالسوشال ميديا وبالأنماط الجديدة الظاهرة فيها، وأنا أتجه للعمل بتلك اللوحات لأنها تنتشر بسرعة وتصل بسرعة للمشاهد في ظل الحياة السريعة.
_ نرى في لوحاتك تعزيز لأخلاقيات إيجابية في المجتمع، بالمقابل نرى على منصات أخرى لوحات جريئة وخادشة للحياء ولا تناسب الأسرة السورية ما تعليقك على هذه المنصات؟ وما الحل برأيك لمراقبتها والحد من السلبيات الناتجة عنها؟
=هذه إحدى سلبيات ومشكلات تلك اللوحات، هو أن يضيع الحابل بالنابل، ونتعرض للنقد في هذا الموضوع أننا نعمل في لوحات السوشال ميديا فهذا يعني أننا نلمح للوحات خادشة للحياء.
وأنا مع فكرة أن تتضمن لوحات السوشال ميديا مزحة خفيفة مقبولة لا أكثر، ولكني ضد تلك اللوحات الخادشة للحياء والتي لا تنتمي للأسرة السورية بصلة، ومع الأسف هي موجودة وليس هناك سبيل لضبطها أو إيقافها لأنها تُبث من خارج سورية.
_ لماذا دائماً نراك بأدوار الشر، ما السبب في ذلك، هل ملامح وجهك كما يدعي البعض؟ أم شخصيتك؟ أو هو نمط حصرك به المخرجين؟
= لا أعمل فقط بأدوار الشر وأكبر مثال لوحات السوشال ميديا التي أحاول فيها التنويع بأنماط الشخصيات التي أؤديها، ولكن في الدراما التلفزيونية أعمل بأدوار الشر، ربما لأن شكلي وحضوري يساعد على ذلك.
ولستُ منزعج من ذلك فأنا ممثل وهذه مهنتي ومثلما أؤدي أدوار الشر أؤدي أدوار الخير أيضاً، وربما تغلب أدوار الشر على أعمالي ولكن لا أجد ذلك في حالة التأطير.
_ نراك مقل بالكوميديا ما السبب؟ وما هي نظرتك للكوميديا بالدراما السورية حالياً؟
= لا أعمل بالكوميديا لأنه بالأساس لا يوجد كوميديا سورية، فحالة الكوميديا كنصوص هي قليلة جداً، وأنا لا أجد أن لدينا كوميديا بالدراما السورية، وآخر عمل كوميدي هو ضيعة ضايعة التي تعتبر أيقونة الكوميديا السورية ومن المسلسلات التي ستبقى للذاكرة ولا يوجد بعده أي كوميديا سورية.
_ ما رأيك بالمسلسلات المعرّبة الشائعة حالياً والتي تُنقل نسخ لصق من مجتمعات أخرى؟
= المسلسلات المعرّبة هي وجه آخر من وجوه الدراما السورية، وله جمهوره وهناك من لا يرغب بذلك النمط، لكن أجد أن هناك جمهور كبير يُفضل ويحب هذا النمط، ورأي الجمهور هو الأهم لأنه المؤثر، أما رأينا نحن كأصحاب اختصاص ليس ضرورياً لأنه لن يؤثر على الرأي العام.
وطالما أن لهذه المسلسلات حضورها القوي جداً فهذا يعني أن الجمهور يفضلها ويحبها وأنا أتوقع أنها من المسلسلات التي لن تتوقف.
_ ماذا تحضر لرمضان المقبل؟ ما الأعمال التي سنراك بها؟
= أعمالي في رمضان إلى الآن هي: مسلسل “ترانزيت” الذي تم تصويره في دبي والعربجي 2″ و”بين أهلي”، ولا أعلم ماذا يكتب الله غيرها.
_ قدمت سابقاً برنامج الطبق الطائر والذي تم عرضه على قناة الجزيرة للأطفال، كيف تقيّم تجربتك؟ ولماذا لم تكررها؟
= برنامج الطبق الطائر كان من التجارب الممتعة جداً في حياتي لأنني دخلت لباب جديد، فأنا لدي محاولات بالطبخ كاهتمام شخصي، لكن أن يكون لدي برنامج يُعنى بالغذاء الصحي للأطفال فهي مسؤولية هائلة وكبيرة.
ولم تتكرر لأنني لم أكن صاحب القرار في ذلك، فهناك شركات منتجة كبيرة عربية وأجنبية هي التي أنتجت ذلك العمل وتم اختياري من بين مئات الأشخاص المرشحين لهذا الدور، وإن عُرض عليّ مجدداً لن أتوانى عن تقديم جزء ثاني وثالث، فأنا يُسعدني أن أعمل بهذا المجال وأحبه كثيراً.
_ هل تفضل دخول أبناءك في المجال الفني وعالم الشهرة بشكل عام؟ وكيف علاقتك مع أسرتك؟
= أبنائي أصحاب قرار مستقلين، وممكن أن يكون لديهم الرغبة بدخول عالم الفن والشهرة، وإن عاد الأمر لي، لا أتمنى لهم متاعب هذه المهنة، ولكن إذا كان قرارهم دخول مهنة التمثيل لن أقف بوجههم، مثلما أن أهلي لم يرفضوا قراري، ووجودي في عالم الفن ربما يساعدهم ويخفف عنهم بعض المتاعب التي عانيت أنا منها في بداياتي الفنية، وسأكون لهم حالة إيجابية ومساعدة.
وعلاقتي مع أسرتي لطيفة وجميلة، لا أراهم كثيراً بحكم مهنتي، ولكن لا أوفر لحظة تُتاح لي للتواجد معهم، وذلك يسعدني كثيراً، لأن العائلة هي مكان الأمان والدفء وتعيدني للحالة الإنسانية المطلقة وشعور الأبوة والاستقرار، التي تعطيني زخم إنساني وعاطفي.