دارمو – دمشق: نعت وزارة الثقافة السورية والمعهد العالي للموسيقا، الموسيقار نوري اسكندر، أمس الاثنين، عن عمر ناهز 85 عاماً.
وترك الموسيقار الراحل، وراءه إرثاً فنيّاً كبيراً في عالم الموسيقى، فهو يعد أحد أعمدة الأغنية السريانية المعاصرة.
ولد الموسيقار “اسكندر” في محافظة دير الزور عام 1938، ودرس الموسيقى في صغره على يد الموسيقي الروسي ميشيل بوزيرنكو، وبعد نيله الشهادة الثانوية سافر إلى مصر، حيث درس في المعهد العالي للتربية الموسيقية في القاهرة عام 1959 وتخرج فيه عام 1964.
وفيما بعد درّس الراحل الموسيقى في ثانويات حلب، كما تولى إدارة المعهد العربي للموسيقا بين عامي 1996 و2002.
وكانت بداياته مع الفرقة الكشفية السريانية الأرثوذوكسية في حلب كعازف ترومبيت، كما درس آلة الكمان لمدة عام واحد فقط، وقد عرف عنه اشتغاله على الموسيقى الشرقية وبحثه عن جذورها وجمعها ونقلها من تراث شفوي إلى مدونات، ولا سيما فيما يتعلق بالموسيقى السريانية سواء الكنسية أم المدنية.
وتندرج ضمن أبرز تجاربه الموسيقية: الثلاثي الوتري، كونشرتو العود، كونشرتو تشللو، واكتشف نحو 900 لحناً من أهم منابع الموسيقى السورية.
الموسيقار الراحل لديه مشروعه الموسيقي الخاص الذي يضم مقامات عربية لخلق موسيقى محلية متطورة، حيث أنفق نحو أربعين عاماً في التدوين والبحث والتأليف الموسيقي.
ومن أهم أعمال نوري اسكندر، أنه أسس الكورال السرياني في حلب عام 1965، وفرقة شاميرام في بيروت عام 1970، كما قدم في بيروت حفلة اليونيسكو عام 1974، والتي شارك فيها الفنان وديع الصافي، وفي عام 1986 جمع الألحان السريانية من مدرسة الرها (مدينة أورفة) ومدرسة دير الزعفران ضمن كتابين، وقام بكتابتها وفق نظام الكتابة الموسيقية الحديثة “التنويط.
وفي عام 1989 كان للموسيقار “اسكندر” مجموعة حفلات في السويد، ليؤسس في العام الذي تلاه الكورال السرياني في السويد، وفي عام 2002 ألّف موسيقى للمسرحية اليونانية “باخوسيات” لمؤلفها اليوناني “يوريببيدس” في العام 400 قبل الميلاد، وكان له في عام 2008 حفلتين في دار الأوبرا في دمشق، بمناسبة احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية، وقد قدم فيها مجموعة من مؤلفاته.