فرح درويش – دارمو – دمشق: كشف الفنان السوري عبدالقادر المنلا عودته القريبة للعمل كمدرس في المعهد العالي للفنون المسرحية، راجياً أن تسهم عودته في تطويره وتطهيره من الفساد الذي دنسه طوال السنين السابقة، كما توجه بدعوة لوزارة الثقافة السورية من أجل تفعيل دورها بذلك أيضاً.
وفي لقاء خاص مع موقع “دارمو”، قال المنلا إن رغبته بالعودة للعمل في المعهد المسرحي تنبع من كونه مؤسسة ثقافية لها دور فعال خلال هذه الفترة التي تحتاج وعي فكري وثقافي، ويمكنه تقديم عمل مبرمج وممنهج على الجانب الثقافي الذي يسهم بإعادة الإعمار النفسي والحضاري والثقافي.
وأضاف أن المعهد المسرحي عانى من فوضى وتخبط خلال سنوات الثورة، بسبب التشبيح والفساد والمحسوبيات سواء من الطلبة أو من بعض مدرسيه، كما أنه كان يتماشى مع رواية النظام البائد ويخدمه ويوافق على وحشيته وجرائمه.
وتابع أن المعهد خلال السنوات الأخيرة افتقد بناء الجانب الثقافي بخريجيه، وبات يركز على تخريج ممثلين يرغبون بالعمل الدرامي فقط، فأُهملت الحياة المسرحية، معقباً:” افتقدنا وجود ورشات عمل حقيقية ثقافية وأمسيات فكرية ونشاطات متعددة تفعل الحراك الثقافي وتجعل الخريج مشروع ثقافي بحد ذاته وليس ممثل فقط تابع لشركات الإنتاج ولا يملك أي موقف أو رأي”.

عبدالقادر المنلا
وزارة الثقافة
ويرى المنلا أن على وزارة الثقافة إعادة تأهيل المعهد المسرحي، وترتيب نظرتها وتعاملها وتوسيع اهتمامها به، وتكليفه بمهمات ترقى لمستوى السوريين بهذه المرحلة، إلى جانب تأمين كوادر جيدة، وتصفيته من حالات الفساد والمصالح الشخصية، وتسهيل كل المتعلقات الإدارية وإعادة الاشخاص الكفؤ الذين يستحقونه.
عودة باسم ياخور
وعلق المنلا على عودة النجم باسم ياخور إلى سوريا مؤخراً، مشدداً على أنه مع عودة جميع الممثلين إلى سوريا ومن ضمنهم الفنانين الذين عرفوا بولائهم للنظام السابق، إذ لا يجب تكرار ممارسات الرئيس المخلوع.
وأشار إلى أن عودة باسم أكدت عدم ملاحقة الحكومة الجديدة لمعارضيها، واعتمادها على القضاء السوري بملاحقته في حال ثبت تورطه بارتكاب جرائم أو انتهاكات مع النظام السابق.
نقابة الفنانين
أما بالنسبة لدور نقابة الفنانين السوريين خلال هذه الفترة، أوضح المنلا أن النقابة لها دور مهم وحساس في ضبط إيقاع المشهد الثقافي والإبداعي والفني، ويدعم تسلم مازن الناطور منصب النقيب، فهو شخصية إدارية ناجحة واعية ساندت الثورة السورية.
واضاف:” من الطبيعي ارتكاب النقيب لبعض الأخطاء فنحن نعيش مرحلة صعبة، ولكنني انتقدت انضمام روعة ياسين إلى مجلس النقابة بسبب تضامنها مع الرئيس المخلوع وزوجته أسماء خلال مرضها، وأرى تواجدها خطأ قاتل وأعتقد أنها لا تملك كفاءة كبيرة ولا ثقل فكري يخدم النقابة، ولا خبرة بالاعلام”.
عودته إلى سوريا
وحول عودته إلى سوريا بشكل هادئ ودون الاحتفال به بالمطار مثل باقي الفنانين، أعرب المنلا عن سعادته بذلك، مبيناً أنه لا مشكلة لديه في ذلك ولا يرى ضرورة له، إذ يعتبر نفسه صحافي أكثر من كونه ممثل، وعلق:” أرى أن كتابة مقال أفضل من أن تأدية دور، لأن ذلك يكشف امتلاك الإنسان لرأي ووجهة نظر”.
وتابع أن ما تعرض له خلال الثورة من تهجير وتهديد وغربة بسبب مواقفه المعارضة للنظام السابق، تضحيات بسيطة أمام ما تعرض له الشهداء والمقاتلين والثائرين واللاجئين والمشردين في الخيام، فهم من يستحقون الاحتفال وليس الممثلين.