رولا اللحام – دارمو – دمشق:
حوار دارمو
محمد خير الجرّاح لـ”دارمو”: الدراما السورية مُنْتَج تصديري.. وهذه نقطة ضعفها
دارمو – رولا اللحام – دمشق:
ازدهرت الدراما السورية في فترة التسعينات وبلغت ذروتها في الفترة بين العامين 2000 و2007، وكانت تتميز بجودة النص والإخراج والأداء التمثيلي العالي بحسب المتابعين والمختصين.
تدني المستوى
ونتيجة أسباب عديدة يرى المتابعون أن الدراما السورية بدأت تفقد هذا الألق وهذه الحالة من “الترف الفكري” نتيجة ما حصل في سوريا منذ عام 2011، والأهم الأزمة الاقتصادية التي عاشتها ولا زالت تعيشها البلاد.
ويكاد لا يختلف اثنان على تدني المستوى التي تعاني منه الدراما السورية حالياً والذي بدأ بعد سنوات قليلة على اندلاع الحرب في سوريا.

محمد خير الجراح، دارمو
هجرة الكتاب
وبالحديث عن أسباب هذا التدني بيّن الفنان السوري “محمد خير الجرّاح” لموقع “دارمو” أن ظاهرة هجرة الكتّاب أو عزوفهم عن الكتابة وخاصة الكتّاب الكبار هي انعكاس لمشكلة أساسية أوسع وأكبر.
وتابع: “فتطور الدراما السورية كان مرهوناً بتطور وانتشار الفضائيات العربية بعد أن كانت مشفرة، إلى أن افتتحت الفضائيات وأصبحت متاحة للجميع، فكانت الأعمال تُباع لهذه المحطات بشكل حصري”.
دراما للتصدير
وأوضح “الجرّاح” أن الملاحظة الأهم هي أن الدراما السورية بالأساس ليست “محلية” فقط، بل هي دراما تُصنع بهدف التصدير خارج نطاق سوريا، وكذلك الأمر في الدراما المصرية على خلاف الدراما العربية الأخرى، إلى أن ظهرت حالة “بان عرب” التي أصبحت حالياً مسيطرة على الإنتاج السوري وخاصةً الخارجي.
وأضاف “الجراح” أن المنتج السوري هو منتج تصديري، يتم إنشاؤه بالأساس من أجل التصدير خارج سوريا، لأنه ليس لدينا محطات وطنية تستطيع أن تستوعب الأعمال السورية.
وأردف: “خسرنا بفترة من الفترات عدداً من المحطات التي ظهرت وعملت على تغطية الأعمال السورية، لكنها أُغلقت لأسباب عديدة، ومنها من هاجر خارج سوريا مثل قناة “شام” التابعة لشركة “عرب” للأستاذ أكرم الجندي، وإغلاقها أجهض التشجيع لافتتاح محطات أخرى”.
مشكلة تسويقية
وقال نجم باب الحارة: “أزمة النصوص في الدراما السورية لها علاقة بالتسويق، لذا فالنص مرهون بقرار أصحاب القنوات الذين بدأوا بالضغط على العاملين في قطاع الدراما لحصر الإنتاج بأعمال البيئة الشامية وإظهار صورة نمطية عنها بطريقة أصبحت مملة ومبتذلة لدى بعض الجماهير السورية والعربية، بالمقابل تُرضي جمهوراً مستهدفاً بعينه من أولئك القنوات”.

محمد خير الجراح، دارمو
تحكم القنوات بالنص
وأضاف”الجرّاح” أن المُنتِج السوري أحجم عن إنتاج المسلسل قبل بيعه، ومن قبل كان المسلسل يتم إنتاجه بالنص المطلوب من الجمهور وبحرية الكاتب ورؤيته للواقع، وتتم عمليات إخراجه نهائياً ثم يُباع.
أما الآن لم يعد بمقدور الكتّاب والمخرجين إنتاج المسلسل بالشكل المراد، بسبب تحكم القنوات والمنصات العارضة وأصحاب رؤوس الأموال الداعمة لتلك الأعمال بقرار نوع وشكل المادة التلفزيونية الفنية، وامتد هذا التحكم إلى شكل أغنية الشارة وطريقة طرحها وبكافة التفاصيل المتعلقة بالمسلسل.
وبيّن “الجرّاح” أن هذه المنصات والقنوات محدودة جداً، ومحصورة بأسماء معينة، وباقي القنوات ضعيفة غير قادرة على تغطية هذه الأعمال، أما السوق المصري فهو يغطي الأعمال المصرية ويستطيع إنتاجها وإخراجها وعرضها بنفسه.

محمد خير الجراح، دارمو
نقطة ضعف
بالتالي، نقطة ضعف الدراما السورية أنها منتج تسويقي، ولم يعد هناك سوق تصريف للعمل السوري، ما أثر على النص ليصبح أقل ألقاً وأدى لغياب الكتّاب الكبار والروائيين صناع الرواية المحترمة والمتألقة وغياب الأدب والحكاية السورية بصورة خاصة.
ومما لا شك فيه أن الواقع السوري بعد الحرب أثر سلباً على كافة مناحي الحياة السورية ومن بينها الدراما التي تأثرت بذلك الواقع وفُرِض عليها طابع تراجيدي لنقل معالم المجتمع السوري بعد الحرب.
وللهروب من هذا الواقع دخلت المسلسلات المُعرّبة لتغيير الطابع المأساوي في الدراما السورية، فهوت بتلك الدراما وشوّهت طابع المجتمع السوري ومعالمه، وأدخلت مفاهيم لا تنتمي لمجتمعنا ولا تعبّر عنه.
المخرج السوري أنور قوادري لـ “دارمو”: دراما سوريا ليست بخير
أحب السينما منذ نعومة أظفاره، ولاحق تفاصيلها بكل محبة وشغف حتى بدأ يكتشف أسرارها وهو صغير ثم درسها وتمرّس بها وهو في سن الشباب، واليوم وصلت به ووصل بها للعالمية.. هو المخرج والمنتج السوري “أنور قوادري” والذي خصّ موقع “دارمو” باللقاء التالي.
هاني هاشم – دمشق:
بدايةً لو نتحدث عن البدايات وكيف وصل المخرج أنور قوادري للعالمية؟
طريقي في الوصول إلى السينما العالمية لم يكن سهلاً ومفروشاً بالورود، بل كان شائكاً وصعباً، لأن الدخول بالإنتاج والإخراج السينمائي وكتابة السيناريو السينمائي في السينما العالمية يجب أن يخصع لشروط ليست سهلة مفروضة من قبل نقابة السينمائيين البريطانيين، ومن هذه الشروط إنجاز عمل سينمائي مطروح بالأسواق العالمية.
ولحسن حظي أني عندما درست السينما وتخصصت بالإخراج والإنتاج والمونتاج وتأسست في سوريا على يد والدي المنتج “تحسين قوادري”، عندما كان ينتج أفلاماً مشتركة مع مصر ومنها أفلام دريد لحام ونهاد قلعي مثل فيلم “الصعاليك” مع مريم فخر الدين، وفيلم “خياط السيدات”، ومن ذلك الوقت تعلمت ألف باء السينما، وعملت في فيلم “الزائرة”، مع المخرج العظيم “هنري بركات” والمنتج “نادر الأتاسي” وهو شريك والدي، والذي شجعني على الدخول أكثر في مجال السينما، وأيضاً اطلعت عن قرب على تجربة الراحل مصطفى العقّاد أثناء تصويره فيلم الرسالة، حيث كنت فيها أتعلم المونتاج وتكنيك السينما.
أما مشروع تخرجي كان اسمه “بولينا” ويحكي عن قصة فتاة قتلت في الحرب العالمية الثانية ومدته 15 دقيقة، ومزجتُ فيه بين الأفلام الوثائقية والدراما، وحصلت من خلاله على جائزة في مهرجان شيكاغو السينمائي عام 1978،
ومما زاد معرفتي هو دراستي الأكاديمية للسينما في لندن، وبعد ذلك تعرفت على عضو في نقابة السينمائيين البريطانيين اسمه “تيودور غيتس” وهو كاتب السيناريو الذي ساعدني في البدايات، وبدأت تجربتي السينمائية في بريطانيا معه، حيث أعطاني سيناريو فيلم صغير اسمه “حب مع الأبراج” لأخرجه سينمائياً، وأخرجتُ الفيلم الذي تم عرضه في صالات لندن وأصبح له شهرة واسعة، ثم بدأت بفيلم آخر اسمه “غرفة الانتظار” الذي يتحدث عن التفرقة العنصرية بين الملونين ومدته 16 دقيقة، والذي منحني شهرةً كبيرةً في بريطانيا.
وبعد ذلك تعاونت مع كاتب بريطاني من أصول يونانية يدعى “ريمونت كريستولولو”، وكتبنا قصة “كسارة البندق” حيث تبناها المنتج السوري “نادر أتاسي” الذي كان داعماً لإنتاجي العالمي، وتم ترشيح الممثلة “جوان كولنز” للعب دور البطولة في الفيلم، ومن هنا دخلت السينما العالمية من أوسع أبوابها، وأخرجت فيلم “كلوديا” وفيلم “أوت أوف تايم” وعدة أفلام مهمة جداً في السينما العالمية.

أنور القوادري
تجربتي في الدراما والمسلسلات “قليلة”
أين المخرج أنور قوادري بعد مسلسل “عرب لندن”؟ ولماذا لم نعد نراك متوجهاً للدراما السورية المحلية ومشاركاً في إنتاجها؟
تجربتي في الدراما والمسلسلات كانت قليلة على اعتباري درست وعملت أكثر في مجال السينما، ولكن عندما كانت تلفتني أي فكرة مهمة كنت ألجأ إلى الدراما وكان ذلك في مسلسلي “سحر الشرق” و”عرب لندن”، حيث كنت أول من أطلق فكرة دراما “بان أراب”.
كتبت مسلسل “Happy Hotel” والذي تدور أحداثه في لبنان ويحكي قصة صفقة الغاز في البحر المتوسط وهو من نمط “بان أراب”، وتوقف العمل بسبب جائحة كورونا، وفي فترة الحظر كتبت فيلم سينمائي اسمه “My Way” وسيكون بنمط” أنجلو أراب”.
بعد الحرب السورية شهدنا موجة نزوح كبيرة لأوروبا.. هل لديك خطة لعمل درامي جديد يعكس حياة السوريين هناك؟
تطرقت سابقاً لقصص ومعاناة العرب والسوريين في بلاد المهجر وهو أمر غاية في الأهمية، ومن الممكن أن يكون هناك مشروع جديد يحكي عن معاناة السوريين في المهجر عندما يتواجد شيء مناسب، وحالياً أنا مشغول بنص يتحدث عن سيرة حياة الفنان الراحل “محمد عبد الوهاب” واسم المسلسل “عابر للعصور”، ولكن بانتظار الحصول على دعم مادي لتمويل هذا المسلسل وكذلك مسلسل”Happy Hotel” و”My Way”.
ما رأيك بالدراما السورية حالياً.. هل أنت راضي عن أداء العاملين فيها بكل المجالات؟ هل لا تزال الدراما السورية بخير؟
الدراما السورية شهدت تراجعاً كبيراً بسبب الحرب في سورية، حيث كانت بأوجها قبل الحرب ورغم أن هناك محاولات جادة ومميزة إلا أنه للأسف الكثير من الأسماء المهمة للفنانين والمخرجين والكتاب إما هاجروا أو يعملون للخارج بين لبنان والخليج ومصر، وهذا الشيء يعتبر انتكاسة، لذلك أنا غير راضي عن الدراما الحالية ولا تقارن بالأعمال الدرامية أيام التسعينات وأول الألفية الجديدة.
هناك بوادر جيدة لنهوض الدراما السورية من جديد، وهناك وجوه شابة جيدة أراها تظهر على الساحة الفنية، وأنا من جهتي سأستعين بكادر كبير من الفنانين السوريين بمسلسلي الجديد “Happy Hotel”، وسأساهم بشكل كبير بدعم هذه المواهب.

المخرج السوري أنور القوادري
والدك المنتج تحسين قوادري كان من مؤسسي لجنة صناعة السينما والتلفزيون في سوريا.. ما هو تأثيره على حياتك المهنية؟ وماذا قدم لك؟
والدي المنتج الراحل “تحسين قوادري” كان له تأثير كبير جداً على مسيرتي المهنية، حيث ولدت ببيت سينمائي، وسمّاني والدي “أنور” تأثراً بالفنان المصري الكبير من أصول سورية “أنور وجدي”، أحد رواد السينما العربية، وكان والدي يوزع له أفلامه في سوريا، ورغم ذلك لم يكن أبي متشجعاً لفكرة دخولي في هذا المجال لما فيه من معاناة كبيرة، لكنه لم يقف ضدي، وعندما أحس بشغفي للمهنة قدّم لي الدعم الكبير، سواءً في سوريا وحتى عندما سافرت إلى لندن، وكان صاحب فكرة أن يكون فيلم “جمال عبد الناصر” الذي قدمته بنسخة عربية، حيث كان الفيلم مقرر أن يكون عالمياً،وبسبب تقاعس الممولين تم تحويله لنسخة عربية، والذي من خلاله قدمت نجوماً مصريين لأول مرة في مسيرتهم الفنية مثل خالد الصاوي وخالد الصالح وغادة عبد الرازق.
سوق إيرادات للأفلام
كان لك تجارب بالسينما العالمية.. لو نتحدث عن هذه التجربة الخاصة مع نجوم عالميين وبرأيك لماذا لا نرى السينما السورية حتى الآن تصل للعالمية إلا بتجارب فردية ونادرة؟ ما الذي ينقصها؟
الفيلم العالمي له مواصفات من الصعب الوصول إليها لأي كان مثل وجودث سوق إيرادات للأفلام وتمويل ضخم، وهذا يندرج على السينما الأمريكية والبريطانية، وهي تختلف عن الأفلام الفرنسية والإيطالية والإسبانية التي تبقى محلية مهما كانت عظيمة.
وبالتالي فالإنتاج الضخم للأفلام الأمريكية وفي هوليود تحديداً حيث ميزانية أي فيلم تكون بملايين الدولارات لا يستطيع أحد منافستها، وعليه حتى لو كان هناك أفلام سورية أو عربية ترقى للعالمية لكنها لن تستطيع المنافسة على مستوى العالم وبأفضل الأحوال يتم عرضها عبر شاشات القنوات الأوروبية.
الرئيس الراحل “جمال عبد الناصر” لاشك أنه شخصية مهمة بالمنطقة وفي تاريخ العرب.. ما الذي قدمه المخرج أنور قوادري في هذا الفيلم وما الرسالة منه؟
فيلم جمال عبد الناصر أنجزته عام 1998 وكان تحدي كبير، حيث أحببت من خلاله أن أنجز فيلماً للتاريخ وللأجيال القادمة وألا يكون تحت سيطرة العائلات، وحدث أن حصل خلاف بيني وبين هدى عبد الناصر بسبب قصة الفيلم ولكن تم حله لاحقاً علماً أني حصلت على كل الموافقات الرقابية وكان هدفي تقديم عبد الناصر الإنسان أكثر من عبد الناصر الزعيم حيث حاولت طرح فكرة تأثير السياسة على حياته العائلية والشخصية وفتحت بعد ذلك الطريق للدخول بعلاقة عبد الناصر بالمشير عبد الحكيم عامر، وبالمحصلة كان إنتاجاً رائعاً وأفتخر به كإنجاز مهم في حياتي المهنية.
هل هناك تحضيرات لأعمال جديدة؟
أعمالي القادمة هي فيلم “My way” وسيتم تصويره في السعودية ولندن والقاهرة وأقدم به تحية لأحمد زكي وروبيرت دينيرو وفرانك سيناترا وهو قصة عالمية مشوقة لها أبعاد إنسانية وفق تركيبة معينة وبأسلوب خاص عالمي
وأيضاً أعمل على مسلسل Happy Hotel الذي يتحدث عن صفقة الغاز في البحر المتوسط وهو من نوع “بان آراب” وهو 30 حلقة، ولكن لن نتمكن من عرضه في موسم رمضان المقبل وبالتالي عرضه ربما سيكون العام القادم.
وأيضاً أعمل على مسلسل “عابر للعصور” وهو عمل لا يتحدث فقط عن السيرة الذاتية والفنية للفنان الراحل “محمد عبد الوهاب” بل هو حديث عن عصر وحقبة ذهبية من الفن الأصيل شملت الكثير من نجوم الفن في تلك الفترة وأعتقد أن هذا العمل سيكون كبيراً ومهماً.
هاني شاهين في حوار خاص مع “دارمو”: لستُ نادماً على دخولي الفن.. وهذا ما أخشاه من الذكاء الاصطناعي
هاني شاهين: استدعتني شركات انتاج وأصور الآن مسلسل “أغمض عينيك”
هاني شاهين: لم أندم على دخولي الفن ولو عاد بي الزمن لكررتها
هاني شاهين: لستُ نادماً على مشاركتي في “باب الحارة”
هاني شاهين: أجور الفنانين المتقاعدين لا تتناسب مع الوضع الحالي وأصبحنا في “خبر كان”
هاني شاهين: أخشى أن يسيطر الذكاء الاصطناعي على تعايش عالمنا
الدراما التركية المعرّبة.. استنساخ لقصصٍ خيالية وشخصيات معقّدة
مارلين علي – دمشق: مخاوفٌ وتساؤلات كثيرة أثيرت مؤخراً، حول تأثير الدراما التركية المعرّبة على المجتمعات العربية، وخطورة إنتاج الدراما المعربة على الدراما العربية.
ويعدّ انتشار الدراما التركية المعرّبة ظاهرة “ثقافية تجارية” تستهدف جمهوراً واسعاً في العالم العربي، على اعتبار أنها تقدم قصصاً مشوّقة وإنتاجاً عالي الجودة.
قصصٌ خيالية وشخصيات معقّدة، تضمنتها المسلسلات المعربة التي ازداد إنتاجها مؤخراً، واستطاعت جذب الجمهور وجعلته يشعر بالانتماء إلى القصة.
خطوة أكثر تطرفاً:
يعتقد الغالبية أن الدراما المقتبسة والدراما المعرّبة نوع درامي واحد، لكن فكرة الاقتباس القائمة على إبقاء الحبكة الدرامية مع إمكانية التغيير، مختلفة تماماً عن فكرة التعريب.
ويؤكد الناقد الفني السوري سامر الشغري، في حديث خاص لـ “دارمو” أنه من الضروري أن نميز بين الدراما المقتبسة والدراما المعربة، فالاقتباس هو أن يتم أخذ الحبكة الدرامية مع إمكانية التغيير بما يتواءم مع المجتمع، وهذا مقبول إلى حد معين، ولكن في الوقت الحالي لم يعد هناك ما يسمى اقتباس بمعنى أخذ قصة وبناء قصة أخرى تتمحور حولها تقريباً، بل اتجهنا نحو التعريب أي يتم تغيير اسم الأشخاص فقط، مع بقاء الحكاية “الحتوتة” دون أي تغيير، معتبراً أن الدراما المعربة خطوة أكثر تطرفاً بنقل الدراما الأجنبية إلى المجتمع العربي.
ليست موضة:
وتثير مسألة انتشار المسلسلات التركية المعربة وسط تحقيقها لنسبة مشاهدة عالية، جدلاً حول استمرارية إنتاجها أو زوالها تدريجياً بالنظر إليها كـ “موضة”.
ويرى الناقد أن الدراما المعرّبة ليست “موضة” يمكن أن تنتهي، فهذا التوجه تعمل عليه شركات إنتاج ضخمة لديها رغبة شديدة في نقل تلك المجتمعات إلى المجتمع العربي بكل تفاصيله سواء كان ما تقدمه يتناسب مع المجتمعات العربية أو لا يتناسب.
ويضيف: لا نعلم إلى أين سيؤدي هذا التوجه لاحقاً، من المؤكد أنه سيتبعه أمر آخر ضمن هذا الإطار، فقد انتقلنا من الدراما المدبلجة إلى الدراما المعربة، وهذا يعد خطاً وليس موضة أو موجة.
صارت مشروعاً:
يتجه اهتمام شركات الإنتاج العربية، نحو تقديم نسخ تركية معربة، لتحقيق أهداف وغايات ربحية.
وبحسب الشغري، فإن شركات الإنتاج تخطو نحو التعريب ضمن مشروع للوصول لشيء ما تريده وهو زيادة أرباحها، وزيادة الجمهور عبر القنوات الناقلة للعمل.
ويتابع: الدراما المعربة مهمة لبعض صناع الدراما على اعتبار أنها صارت مشروعهم التجاري، وللأسف الفنانين العرب يعملون معهم.
استلاب:
“نفس القصة والأزياء والإخراج ومكان التصوير”، لتقديم واقع تركي بوجوه ولغة عربية، وهو ما يمكن أن نسميه “الاستنساخ” البعيد عن الهوية العربية.
فيما يرى الناقد أن هذه الدراما قائمة على استيراد نص أجنبي، وتتجه نحو الاستلاب، بإحضار قصة و”حتوتة” لا تعكس المجتمع العربي بسلبياته وإيجابياته.
في المقلب الآخر، البعض الآخر من صناع الدراما ينتجون أعمالاً تحاكي المجتمع السوري يعملون بجهد على النص واختيار الممثلين، ويجب تقديم الدعم لهم، وفق “الشغري”.
أرباح طائلة:
ويلجأ صنّاع الدراما إلى الاستثمار في الدراما المعربة، كونها تحقق أرباحاً عالية ، وهو ما لفت إليه “الشغري” قائلاً: إن أرباحها طائلة جداً للمنتجين والممثلين والقنوات أو المنصات العارضة لها بغضّ النظر عن قيمة العمل.
التأثير على المشاهد:
وعلى ما يبدو أن الدراما المدبلجة لم تعد تجذب المتلقي العربي كما فعلت سابقاً، فصارت الدراما المعربة بديلاً لاستعادة جذبه.
وهنا يتساءل الناقد لماذا لم يتم الاكتفاء بالدوبلاج، ولماذا ذهب بعض صناع الدراما نحو التعريب، ويجيب الناقد على تساؤله: لأنهم يريدون التأثير والوصول إلى مجتمعنا بشكل أكبر، فالمشاهد يتعامل مع الدوبلاج على أنه دراما أجنبية، لكن عندما تأتي بنجوم عرب سيعتقد المشاهد أنه عمل عربي وللأسف.
لا يوجد أزمة نص:
وبالتزامن مع ازدياد إنتاج الدراما المعربة يكثر الحديث حول أزمة نص وعدم وجود كتّاب قادرين على نقل صورة الواقع العربي.
في حين يستبعد الناقد الحديث حول أزمة نص وعدم وجود كتّاب قادرين على نقل صورة الواقع، لافتاً إلى أنه يوجد لدينا كتّاب قادرين على تحويل الروايات والقصص إلى مسلسلات، وكذلك لدينا كتّاب شفافين يعيشون ما يعيشه غالبية السوريين وقادرين على صياغة نص يحاكي الواقع.
خيارٌ فني:
ورغم انتقاد “الشغري” لهذا النوع من الأعمال إلا أنه يعتبر أن الدراما المعربة “خيار فني”، ومن حق أي أحد أن يختاره، لكن بنفس الوقت يؤكد الناقد عدم السماح لأن تكون هذه الأعمال بديلاً عن الأعمال الوطنية التي تعكس صورة المجتمع، وأن يكون وجودها شكل من التنوع، فالأصيل بالنهاية هو المتابَع، والجمهور هو الحكم، حسب تعبيره.
يشار إلى أن المسلسلات المعرّبة تتصدر الـ “تريند” عند العرض، وما أن ينتهي عمل حتى يتم الإعلان عن عمل آخر وعمل قيد الإنجاز.
وفي عام 2019 طُرح أول مسلسل تركي معرّب، وبذلك بدأت رحلة تعريب الدراما، وتوالى بعده إنتاج الأعمال المعرّبة بكثرة.
مارلين علي – دمشق: تصدّر المسلسل السوري – اللبناني “الغريب” قائمة الأعمال الأكثر مشاهدة في العديد من الدول العربية، خلال سبتمبر / أيلول الفائت، وتمكّن من جذب جمهور الدراما العربية.
وحَظي “الغريب” بحلقاته الـ 12، بإشادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتصدر الترند عندما عُرض على منصة “شاهد”.
تفاصيل كثيرة جعلت المتابع ينتظر عرض حلقاته في حالة تشوق، فقد خدعت أحداثه المتابع في بدايتها.
انقلاب الحياة:
البداية كانت هادئة، فاعتقد المشاهد أنه أمام عمل درامي اجتماعي يتطرق لحياة عائلة مكونة من 4 أفراد، لكن هذه العائلة صارت حديث وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
وبما أن شخصية ربّ العائلة “يوسف مير علم” التي يلعبها الفنان السوري بسام كوسا، ويعمل قاضياً يتّبع القانون في حياته، فلا بد للمشاهد أن يظن أنه سيرى يوميات القاضي والقضايا التي يبّت فيها.
لكن ودون سابق إنذار، صُدم المتابع بعد انقلاب حياة عائلة “يوسف” رأساً على عقب، بسبب ارتكاب ابنهم لجريمة قتل غير راح ضحيتها ابن أحد المسؤولين في سوريا.
وكما كان متوقَّعاً من “يوسف” القاضي “النزيه” ورجل القانون في التعامل مع جريمة ابنه، فقد حقق في تفاصيل الحادثة مع ابنه، ثم أخذه إلى مركز الشرطة ليسلّم نفسه، لكن تعرّض ابنه لمحاولة قتل أمام المركز من قبل أهل صديقه ابن المسؤول.
واضطر “يوسف” للهروب بعائلته من بلاده إلى لبنان عن طريق زميله المحامي “فاروق” الذي لعب شخصيته الفنان جمال قبش، الذي لديه خلاف مع “يوسف” بسبب قضية سابقة.
تغيّر المسار:
ويبدأ التحوّل الدرامي في شخصية “يوسف” من قاضٍ يعيش تحت مظلة القانون، إلى شخص مخالف للقانون ويعيش تحت حماية عصابة خارجة عن القانون زعيمها “البيروتي”.
وعلى اعتبار أن القصص العادية لا تستهوي الجمهور، فقد تناول “الغريب” قصص القتل وقوارب الموت والخطف والخروج عن القانون، وأن القضاء “حمَّال أوجه” وربما كانت كلمة السر في نجاح العمل بجذب المتلقي هو التغيّر المفاجئ لمصير الإنسان أو تغيّر المسار.
مقتبس من مسلسل أمريكي:
“الغريب” مسلسل من 12 حلقة، تأليف لبنى حداد ولانا الجندي، ومن إخراج صوفي بطرس، وإنتاج شركة “سيدرز آرت برودكشن” (صبّاح إخوان).
ويضم المسلسل إلى جانب بسام كوسا وفرح بسيسو، نخبة من الممثلين، من بينهم سعيد سرحان، جمال قبش، ساندي نحاس، آدم الشامي، محمد عقيل، سلمى الشلبي، جوي حلاق، يارا زخور ومايا يازجي.
ويستند المسلسل إلى قصة المسلسل الأمريكي “فخامتك Your Honor”، رغم عدم تطرق صُناع “الغريب” إلى هذا الأمر، فإنه لم يخفى على الجمهور مثل هذه التفاصيل.
انتقادات:
ورغم نجاح “الغريب” في جذب الجمهور، إلا أنه وجهت إليه بعض الانتقادات، من ناحية الربط بين ماضي شخصية القاضي وحاضرها، إضافةً إلى أداء بعض الممثلين المشاركين في العمل.
ربط ضعيف:
الناقدة الفنية آمنة ملحم، اعتبرت في حديثها لـ “دارمو” أن الربط الضعيف بين ماضي شخصية القاضي يوسف “بسام كوسا” وحاضرها يبعد الجمهور عن التعاطف معه كأب أو تصديقه بذريعة الترابط العائلي، فكيف لقاضٍ لم يتوانَ لمرة عن الحكم بالإعدام على مجرم، وتنزيل أقسى العقوبات بآخر، أن ينقلب رأساً على عقب بليلة وضحاها وكأن القانون وكل ما تحمله ذاكرته من ذخيرة لحكايا وقصص وجرائم ومبادئ لم يتنازل عنها يوماً، نسفت عن بكرة أبيها ليتحول إلى رجل منساق لعبارة “انا أبوك ومن واجبي احميك” ولنظرات وكلمات زوجته التي تطالبه بحماية ابنها بأي ثمن كي تثق به.
تصاعد بطيء للأحداث:
وأضافت “ملحم” أن تصاعد الأحداث جاء بطيئاً بعد أول حلقتين لمنتصف العمل فلم نشهد أحداثاً تحرك الحكاية نحو شيء من الإثارة إلا ما بعد الحلقة السابعة، وبعيداً عن اعتماد العقل في أي موقف رأينا العائلة منساقة أحياناً للمصادفة “كأن تطبخ نادية لبيت الوزير وتصبح مطالبة من البيروتي بقتله”، وأحيانا مستمرة في التهور كأن ترتكب الأخت “علا” نفس الجريمة التي ارتكبها “رامي” عن طريق الخطأ مع “خليل” سعيد سرحان، دفاعاً عن قصة حب عاشها “رامي” من النظرة الأولى مع حبيبة خليل، وبعد الانتهاء من كل معركة نتيجتها زهق روح إنسانية، يعود الجميع في اليوم التالي لحالة الاستقرار النفسي الذي يسمح لهم بعيش هادىء وحتى التفكير بالزواج لتكون ردة فعل الأب والأم الموافقة وقبول كل شيء منهم باستسلام تام مع كلمات عتب لا تخرج من سياق التساهل في التعاطي مع الأبناء.
وتابعت الناقدة: أما الكشف عن ماضي المحامي “فاروق” مع يوسف فجاء متأخراً جداً بعد تكشف وجود عداوة بينهما من أول عتاب من قبل زوجة يوسف له على اختياره لمساعدتهم ومع ذلك غابت ببساطة فكرة انتقام فاروق عن القاضي “المحنك والذكي” الذي استطاع انتزاع براءة “البيروتي”، رئيس العصابة من مرة واحدة قرأ فيها ملف قضيته القديمة.
أخطاء إخراجية:
المسلسل هو أول تجربة درامية للمخرجة اللبنانية صوفي بطرس، بعد سنوات من إخراج الأغاني على طريقة الفيديو كليب، وفيلم “محبس”، ورغم ذلك اعتبر البعض أن إخراج المسلسل “متقن”، فيما رأت الناقدة الفنية “ملحم” أن العمل حمل الكثير من الأخطاء بشكل واضح ومشتت.
أداء غير مقنع:
شخصية زوجة القاضي “ناديا” لعبتها الفنانة الفلسطينية فرح بسيسو، وتشاركت البطولة مع بسام كوسا، حيث جمعهما المسلسل بعد أكثر من عقدين، حين اجتمعا في مسلسل “الزير سالم” الذي عرض عام 2000.
ورأت “ملحم” أن أداء الفنانين السوريين آدم الشامي وسالي نحاس، “رامي و”علا” أبناء “يوسف” فقد كان “غير مقنع” ويعكس خللاً في إدارة الممثل، وأيضاً كان أداء فرح بسيسو “فاتراً” في مشاهد رئيسية لها كمشهد تلقيها خبر هرب ابنها لأوروبا واختطاف ابنتها بذات الوقت.
فيما أجاد الفنان اللبناني “سعيد سرحان” أداء دور “الأزعر” دون بهرجة، أما شخصية “البيروتي” التي لعبها الفنان اللبناني “محمد عقيل” فقد أربكت عقل المتابع كونها شخصية تتراوح بين الشر والخير، والأب الحنون والمجرم حيناً آخر.
أنا ومن بعدي الطوفان:
وفيما يخص نهاية العمل التي تخلى فيها القاضي ليس عن نفسه فقط بل حتى عن كنيته، ليلصق كنية “الغريب” به ويجتمع مع عائلته التي تلطخت بالدماء “دون أي قصاص” على مأدبة “سمكة كبيرة”، اعتبرت “ملحم” أنها ترسيخ مبدأ “أنا ومن بعدي الطوفان”، فلا نزاهة تربطني بالماضي ولا قيمة لروح غير روحي.
نافس 21 فيلماً.. “فوتوغراف” يحصد الجائزة الفضية في “الغردقة”
مارلين علي – دمشق: أكد المهند كلثوم، مخرج الفيلم الروائي السوري “فوتوغراف” الحائز على الجائزة الفضية في مهرجان الغردقة لسينما الشباب بمصر أن الفيلم هو سفير للسينما السورية، حيث استطاع أن يجوب العديد من المهرجانات العربية والعالمية، وكان في معظم المهرجانات اسم سوريا على منصات التتويج.
وأوضح “كلثوم” لـ”دارمو” أن فيلم “فوتوغراف” شريط سينمائي قصير يحاكي حال الطفل السوري في ظل الحرب في سوريا، من خلال 24 دقيقة.
ولفت إلى أهمية مشاركة “فوتوغراف” في مهرجان الغردقة، معبراً عن سعادته بالحصول على الجائزة الفضية في المهرجان، ولاسيما أنه نافس 21 فيلماً، مشيراً إلى أن لجنة التحكيم أثنت عليه وأعطته تقييم ممتاز.
ووفق “كلثوم”، فإن أهمية مهرجان الغردقة لسينما الشباب في دورته الأولى تأتي من كونه موجهاً للشباب وقضاياهم، وكانت الدول المشاركة بالمسابقة الرسمية أكثر من 15 دولة.
وقال “كلثوم”: دائماً أؤمن بالمُنتَج السينمائي السوري، ورغم كل ما حصل في البلاد ورغم الحصار الثقافي على أفلامنا حين مُنعت من المشاركة في بعض المهرجانات، أثبت المُنتَج السينمائي السوري والفيلم السوري أنه قادر على المنافسة مع أفلام ذات سوية وطرح وإنتاج عالي.
وأضاف: أنتمي إلى السينما السورية ومنها انطلقت من خلال عدة أفلام أخرجتها من واقع الحياة في سوريا، وهي جزء من الهوية الثقافية السورية، متمنياً الازدهار والتألق لها.
ودعا “كلثوم” إلى الدعم والغزارة في إنتاج الأفلام، لتشكيل السينما السورية من خلال القضايا التي تطرح، مطالباً القائمين على ملف الثقافة في سوريا بإدراك أن السينما هي سفير حقيقي للقضايا الوطنية في العالم.
وكشف المهند كلثوم، عن بدء تصويره مطلع الشهر القادم لأحد الأفلام من السلسلة الوثائقية التي حضّر لها منذ 5 أعوام، وهي مشروع توثيقي سينمائي للتراث اللامادي السوري، متمنياً أن تتحقق الفكرة الأساسية من هذا المشروع وهي تسليط الضوء على الحالة التراثية عبر المهرجانات والمشاركات الدولية.
لجنة التحكيم قالت عن “فوتوغراف” أنه فيلم يحمل صورة بسيطة ومبهجة تصنع تباينا مع الفكرة القاتمة لخلفية بطلي الفيلم، بينما يعالج فكرة تراچيدية بشكل بسيط ومبهج، وهو ما جعله فيلم خلى تماماً من الملل أو الاستعراض.
“فوتوغراف” من إنتاج المؤسسة العامة للسينما، و بطولة كل من الفنانين سليمان الأحمد – غالب شندوبة – جمال العلي – صفوح ميماس – عتاب أبوسعدة، الإشراف العام :مراد شاهين، إخراج: المهند كلثوم، سيناريو: بثينة نعيسة.
قريباً.. أول فيديو كليب بتقنية الذكاء الاصطناعي في سوريا
مارلين علي – دمشق: يستعد المخرج السوري طلال لبابيدي، لإطلاق أول فيديو كليب سوري مشغول بتقنية الذكاء الاصطناعي، الجمعة 15 سبتمبر أيلول الجاري، ويحمل عنوان “يا شوفير” للفنان السوري مجد ورد، وكلمات وألحان إياس والي.
وفي حديثه لـ “دارمو” كشف طلال لبابيدي، أنه لا يوجد تصوير في الأغنية على الإطلاق، بل مجرّد صور يتم تحريكها عن طريق برامج الذكاء الاصطناعي، بالإضافة لاستخدام الغرافيك.
وعن الصعوبات التي واجهته، قال “لبابيدي”: المشكلة كانت في أن التطبيقات بحاجة إلى اشتراك بإيميل ورقم هاتف ومجرد وضع رقم سوري سيتم رفضه فوراً نتيجة العقوبات على سوريا، فلجأنا إلى أصدقائنا المتواجدين خارج البلاد لتفعيل حساب.
وأضاف: أما الصعوبة الثانية كانت في أن هذا النوع من البرامج بحاجة إلى سرعة إنترنت عالية وللأسف هذا الأمر غير متوفر في سوريا لذلك نحن لا نستطيع أن ننفذ كل ما نربده فنلجأ لاستخدام أدوات بسيطة جداً.
وحول إمكانية أن يضيف الفيديو الكليب إلى رصيد المخرج “لبابيدي” إضافة مميزة كونه أخرج سابقاً فيلم “مملكة الأحلام” وهو أول فيلم أطفال في سوريا، قال “لبابيدي”: إن أي مخرج يسعى للتميز وليكون سبّاقاً على صعيد الأفكار والرؤية الإخراجية، مضيفاً: سعيت لأكون مخرجاً لأول فيلم أطفال في سوريا واستطعت تحقيق ذلك، وحالياً نفذّت أول فيديو كليب عن طريق الذكاء الاصطناعي.. أرجو أن نتوفق فيه وتكون النتيجة مرضية للجمهور.
واعتبر “لبابيدي” أنه ليس بالضرورة استخدام هذه التقنية في كل شيء، فهناك أفلام يعتمد نجاحها على بساطتها، مضيفاً: “لو أن مسلسل (ضيعة ضايعة) مثلاً أدخل هذه التقنية، فإن النتيجة بالتأكيد ستكون سيئة.. وبالمقابل استخدامها بمسلسل مثل (البوابات السبع) الذي اعتمد على القفز عبر الزمن والأكشن سيفيد العمل ويضيف إضافات جميلة.
وفيما يخص تقبّل الجمهور أو استهجانه من استخدام الذكاء الاصطناعي في الأعمال الفنية، قال “لبابيدي”: لا أظن أن يستهجن الجمهور هذه الفكرة على اعتبار أننا نتعامل في حياتنا اليومية وعلى مدار 24 ساعة مع الأجهزة الذكية التي مهدت للفكرة من خلال التطبيقات المستخدمة والإعلانات عن الذكاء الاصطناعي والألعاب المنتشرة.
وحول استخدام الذكاء الاصطناعي بوضع صوت فنان معين على أغنية لفنان آخر، أكد “لبابيدي” رفضه لهذا الأمر قائلاً: أنا ضد أي استخدام سيء للتكنولوجيا الحديثة.. ومن المفترض أن نستخدم هي التكنولوجيا لخدمة المجتمعات البشرية بكل أبعادها الاقتصادية والفنية والطبية وغيرها.
وعن استرجاع صوت فنان متوفي بأغنية جديدة باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي، أوضح “لبابيدي” أنه ليس ضد الفكرة في حال موافقة أهل الشخص المتوفي لأنهم هم المسؤولون عن الحفاظ على الإرث الفني للفنان، لأنه إذا أبيح هذا الموضوع فإنه من الممكن أن يحصل إساءة للفنان وللذوق العام.
كما كشف “لبابيدي” عبر “دارمو” أنه متفرّغ حالياً لأول تجربة له في كتابة الرواية، وتحمل عنوان هاربيز، وهي رواية غير تقليدية أو كلاسيكية.. تتحدث عن عوالم نفسية “سيكولوجية” تخص جيل ما بعد الحرب في سوريا بطريقة الإسقاط.
ولفت “لبابيدي” إلى أن الشخصية الرئيسة في روايته هي خيالية أسطورية (هاربيز) وكذلك المصطلحات والقصص فالرواية تتضمن سيكولوجيا وميثولوجيا علم الأساطير لتوصيل فكرة بالعصر الحال.
وتوقع المخرج طلال لبابيدي، أن ينتهي من كتابة الرواية خلال شهر تقريباً، موضحاً أنه سيطرحها بعدة طرق مطبوعة ومسموعة وعلى شكل كتب إلكترونية ومن الممكن أن يطرح بعض المقاطع منها كفيديوهات بالذكاء الاصطناعي.
مارلين علي – دمشق: أكد الفنان السوري، نزار البدين، رئيس فرقة “شارلي شابلن الشام”، أن الأطفال هم الشريحة الأكثر حاجة إلى الفرح، والأكثر تضرراً في السنوات العشر الماضية بسبب الحرب في سوريا.
وطالب “البدين” عبر موقع “دارمو” كل المؤسسات العامة والخاصة للاهتمام بأنشطة الطفل سواءً في المسرح أو السينما.
وخلال مشاركته في فعاليات معرض الزهور الدولي بدمشق، اعتبر “البدين” في تصريحه لـ “دارمو” أن الأطفال مهمشون تماماً من حيث الحقوق، قائلاً: “لا ملاعب.. لا عناية.. تسرب.. تسيب.. تدريس نمطي لا يرقى إلى التطور العالمي”.
ولفت “البدين” إلى أن وزارة الثقافة السورية تقدم على مدى العام بعض المهرجانات الخاصة بالأطفال، مجاناً للجمهور وتتكفل بأجرة الفرق.
ورأى “البدين” أن المشكلة الكبرى في المسرح أنه غير مدعوم، وأن الفرق الموجودة تقوم باجتهادات شخصية وإنتاج خاص إضافة إلى قلة المسارح وضعف تجهيزاتها.
وقال “البدين”: هناك مشكلة أخرى أن كل النشاطات التي تقوم بها المؤسسات الحكومية، لا ترتقي من حيث التنظيم إلى مستوى متميز وهي “تسجيل نشاط أو مهرجان فقط”.
وأضاف: هناك قرارات سريعة وارتجالية تتبدل خلال لحظات ولا يهم المسؤولين عن هذا الأمر إلا لحظة الافتتاح والتصوير والكاميرات.
وفيما يخص مشاركة الفرقة في معرض الزهور الدولي المقام حالياً في حديقة تشرين بدمسق، لفت “البدين” إلى أن مشاركة الفرقة “قديمة جديدة” وهي بدعوة من وزارة السياحة السورية، وتأتي لنشر الفرح وإعادة البسمة للأطفال.
وعلى مدى ثلاثة أيام، تتضمن مشاركة الفرقة عروض مختلفة، منها استعراض شارلي ورفاقه في الملعب، حيث يتحدث عن تشجيع الأطفال على ممارسة الرياضة.
كما يتم استعراض الشخصيات الكرتونية، على المسرح بمشاركة الأطفال، وجولة للمشاركة مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى جولة ترويجية أمام الأجنحة المشاركة في المعرض.
يشار ألى أن فرقة “شارلي شابلن الشام”، انطلقت منذ 35 عاماً، أسسها وترأسها الممثل والكاتب والمخرج نزار البدين، وهو خريج لغة إنكليزية، حاصل على دبلوم تأهيل تربوي، وعضو في نقابة الفنانين، إضافةً إلى أنه معدّ ومقدم برامج أطفال في التلفزيون العربي السوري.
“رنا جمول” تكشف لـ “دارمو” عن استعدادها لإخراج عمل مسرحي
مارلين علي – دمشق: كشفت الفنانة السورية “رنا جمول”، لموقع “دارمو” عن استعدادها لإخراج عمل مسرحي مقتبس من أعمال الأديب الفرنسي موليير، واسمه “البخيل”، وذلك بداية أيلول / سبتمبر القادم.
ولفتت “رنا” إلى أنها لا تحضّر حالياً لأي عمل درامي تلفزيوني، مشيرةً إلى مشاركتها مؤخراً، في الفيلم الروائي الطويل “عتمة مؤقتة” للمخرج فراس محمد، وهو من إنتاج المؤسسة العامة للسينما في سوريا.
واعتبرت “جمول” أن تقييم الدراما حالياً يحتاج لدراسة كافية وعميقة للظروف والنتائج، مضيفةً: أنا لا أفكر في تقييم الأعمال الدرامية.
يشار إلى أن “رنا جمول”، بدأت العمل وهي في قسم التمثيل بالمعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق عام 1991، من خلال فيلم “رسائل شفهية”.
وكان أول مسلسل تلفزيوني شاركت فيه “دمشق يابسمة الحزن”، لتتوالى أعمالها بعد ذلك، حيث قدمت على مدار مسيرتها الفنية أكثر من 55 عملاً، إضافةً إلى عملها في دبلجة أفلام الرسوم المتحركة.