دارمو – مارلين علي – دمشق:
حفل موسم دراما رمضان 2024، بالعديد من المسلسلات السورية، وحققت بعضها إقبالاً وجماهيرية ونجاحاً تجارياً، فيما لم تحقق مسلسلات أخرى النجاح الجماهيري والتجاري الذي كان يمكن أن تحققها.
وبين نجاحٍ وفشل، حضرت الدراما السورية محاولةً التعافي مما أصابها خلال السنوات الماضية، وتصدّرت بعض المسلسلات مثل “ولاد بديعة” التريند على مدار شهر رمضان، بينما مرّت بعض المسلسلات دون أي ضجّة سواء بالإشادة أو الانتقاد أو إثارة الجدل رغم ترويج صنّاعها عبر السوشل ميديا.
ورغم غياب الإحصائيات التي توضّح حجم القيم السوقية ونسبة المشاهدات، إلا أنه كان واضحاً وجود مسلسلات يمكننا القول إنها نجحت تجارياً كونها عُرضت على قنوات تلفزيونية عديدة “محلية وعربية”، أو عبر المنصات الرقمية.
اختيار الممثلين:
وفي هذا الإطار، اعتبر الصحفي المهتم بالشأن الفني محمود عبد اللطيف، أن فشل أي مسلسل تجارياً، لا يرتبط فقط بسوء العمل على المستوى الفني، هناك أعمال ناجحة تجارياً من حيث عدد القنوات العارضة، أو عدد المشاهدات عبر المنصات الرقمية في حين أنها بمستوى عادي فنياً، والأمر يرتبط بعدة عناصر، أبرزها اختيار الممثلين الأكثر شعبية والتي تعدّ أعمالهم مسبقاً مروّجة نتيجة لوجودهم فيها، أو دفع مطرب للتمثيل بهدف استقطاب جمهوره للعمل، أو العبارات التسويقية التي تتحدث عن حجم الإنتاج أو الكلفة المالية للعمل، وبالتالي خلق انطباع عند المتلقي بأن هذا العمل سيكون مميزاً عن سواه فنياً، فقط لأن كلفته عالية.
تحديد نوعية الجمهور:
وأضاف “عبد اللطيف” أن دراسة الشريحة المستهدفة بالعمل وتحديد نوعية الجمهور التي ستشاهده ضرورية لدى التأسيس له، ومعرفة السوق التي تطلب هذا النوع من الأعمال تؤدي لمعرفة آلية تحقيق النجاح التجاري، وهناك أعمال تكون ذات قيمة فنية جيدة أو ممتازة لكن لا تسوّق بشكل صحيح، فتحظى بنسبة أقل من المتابعة وبالتالي الفشل التجاري، وفي منظومة الصناعة التلفزيونية والسينمائية، لا يكفي مطلقاً أن يكون العمل ذو قيمة فنية عالية، بل يجب أن يحقق عائدات تصنفه كـ “عمل رابح”، أو ستعزف الجهات المنتجة عن إعادة تقديم تجربة مماثلة.
معرفة أدوات التسويق الرابح:
وبحسب “عبد اللطيف”، لا يُقصد بالعامل التجاري أنه الزّج بمشاهد قد تجذب الجمهور من عنفٍ وتشويق وإيحاء جنسي أو عُري، بل يقصد مدى قدرة العمل على تحقيق الموازنة بين القيمة الفنية والقيمة الربحية، ففي النهاية المنتج جهة تنفق مالاً لتحقق ربحاً، وإذا ظل يتعرض للخسارة فسوف يتوقف عن العمل بالانتاج الفني، وهكذا يكون التسويق ضرورة لنجاح عملٍ ما، ومعرفة أدوات التسويق الناجح يجب أن تكون في حسابات صنّاع أي عمل.
ووفق متابعين، فإن هناك مسلسلات تميزت عن غيرها من حيث عدد الفضائيات العربية العارضة لها وعدد المشاهدات على المنصات والتفاعل معها، مثل: “ولاد بديعة”، و”تاج”، و”مال القبان”، و”العربجي”، و”أغمض عينيك”، في حين كان الحضور الباهت من نصيب بقية المسلسلات مثل مسلسل “رماد الورد”، و”عزك ياشام” و”الوشم”، و”كسر عضم – السراديب” الذي لم يحقق النجاح نفسه في جزئه الأول، ومسلسل “الصديقات” الذي تعرض للعديد من الانتقادات.