وكانت الفنانة السورية عقدت مؤتمرا صحافيا في العاصمة البلجيكية، قبل يوم من حفلتها الخيرية لدعم جمعية “ساعدوا أطفال سورية” البلجيكية التي أنشأها بلجيكيون من أصول مغربية، وتحدثت فيه عن أهمية دعم الاطفال السوريين وأولوية ايقاف العنف في بلدها.
وكان كل شيء يدل على أن الامور تسير إلى اقامة الحفل، خصوصا مع حضور مجموعة من ديبلوماسيين وسياسيين داعمين للمشروع، مع أسماء شهيرة كنجم كرة القدم البلجيكي جون ماري بفاف، ونجم الكرة المغربي عزيز بودربالة.
لكن الجمهور فوجئ بمنظمي العرض يعلنون الغاء الحفل بسبب “عقبات تنظيمية ومالية” ادت الى “رفض الفرقة الموسيقية الظهور على المسرح”، مشيرين إلى أن التفاوض مع مدير أعمال الفنانة السورية حول تلك العقبات “استمر حتى خلال انتظار الجمهور”.
وقالت نعيمة عبد اللاوي، وهي مسؤولة في الجمعية الخيرية المنظمة للحفل، لوكالة فرانس برس إن السبب هو عدم تمكنهم من تأمين كامل أجور الفرقة الموسيقية قبل الحفل، بعدما تبرعت نصري باجرها، بسبب “تجميد بنك مصري لنصف الاجرة التي حولناها لأن في اسم الجمعية متصل بسوريا”.
واشارت الى أنهم حاولوا تأمين مبلغ الاجور خلال وجود الفرقة في بروكسل، لكنهم اصطدموا بمشكلة أن سحب أموال كبيرة يستوجب ترتيبات مسبقة، وأضافت “قمنا بتأمين نصف الاجرة عبر مجهودات شخصية وأكدنا لهم أننا سنؤمن الباقي بعد الحفل لكنهم أصروا على رفضهم”.
من جهة اخرى قال انس نصري، شقيق اصالة ومدير اعمالها، لوكالة فرانس برس ان التخلف عن دفع الاجر “ليس السبب الوحيد” لالغاء الحفل.
واضاف ان السبب الاخر هو “عدم حصولنا على الوثائق التي طلبناها لكي نتثبت من طبيعة الجمعية وأهدافها”، موضحا أنه “بسبب مماطلتهم المستمرة صارت تنتابنا الشكوك”.
وحسمت اصالة نفسها الامر صباح اليوم، وكتبت على صفحتها على موقع فيسبوك ان ما حدث كان “دراما محزنة”.
وأضافت “اكتشفنا متأخرين أن القائمين على حفل بلجيكا ما هم إلا تجار يستغلون اسم أطفال سوريا لجمع التبرعات”.
وذكرت ان المنظمين “تهربوا” من دفع الاجور التنظيمية، وقالت “بعد أن تبين لي سوء نيتهم قررت أن أعتذر”.
وأضافت “لا تتخيلوا كم الاشخاص الذين اختاروا الثورة ليتسلقوا عليها ويتكسبوا من ورائها. أعدكم ألا تتكرر هذه القصة وأن أكون أحرص المرة القادمة”.
واصالة نصري من اوائل الفنانين السوريين الذين ساندوا الحركة الاحتجاجية التي انطلقت في بلادها منتصف اذار/مارس من العام 2011، واقامت حفلات عدة لجمع مساعدات انسانية للسوريين المتضررين.
وكانت اصالة لفتت في المؤتمر الصحافي قبل موعد الحفل الى ثقتها بمنظمي الحفل قائلة “أحسست بأمان كبير وعندي يقين بالاشخاص” المنظمين.
ونفى المنظمون اتهامات اصالة، وابدوا “اسفهم” للكلام الصادر عنها.
وقبل الغاء الحفل قام ممثل عن شركة “واخنبول” الهولندية، للابنية مسبقة الصنع والمتنقلة، بتقديم شرح عن مشروع المدرسة التي ستتعهد الشركة تنفيذها في مخيم الزعتري للاجئين السوريين بالاردن، وأضاف ممثل الشركة أن “المدرسة يمكن أن تنتقل مجددا إلى سوريا مع عودة اللاجئين”.
واكد المنظمون بعد الغاء الحفل انهم سيعملون على تنظيم مباراة خيرية لنجوم كرة قدم وحفلات أخرى، لتحقيق هدفهم ببناء مدرسة تستوعب الفي طفل، إضافة إلى ملعب للترفيه ومصحة نفسية، مشيرين إلى وجود ما يقارب 300 طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة بين صفوف النازحين.