بردى – دمشق – دانا وهيبة: أكد عدد من نقاد الدراما السورية لـ “بردى” أن قناة “لنا” لا تحمل أي هوية درامية واضحة حتى اللحظة، مشيرين في الوقت ذاته إلى أن صناع الدراما السورية لطالما طالبوا بتأسيس محطات خاصة تشتري أعمالهم وتحميهم من معانا البحث عن مشترين، خاصة بعدما تكررت حوادث مقاطعة الدراما السورية أو بسبب صعود دراما من جنسيات عربية أخرى.
“لنا”، التابعة لشركة انتاج ايمار الشام، اختارت من لبنان مقراً ومن مسلسل “الواق واق” جسراً للعبور إلى بيوت المشاهدين بعدما عملت خلال أشهر عديدة على تسويقه والترويج له من خلال حضوره في أهم النشرات الفنية العربية، ولم تكتف بذلك فقط بل عمدت لنشر اعلانات طرقية في أبرز شوارع العاصمة دمشق معلنة ولادتها.
وبالتزامن مع “الواق واق” قدمت قناة لنا عملا جديداً آخر هو “روزانا”، في حين امتلأت ساعات بثها الأخرى بأعمال قديمة بعضها يرجع لتسعينيات القرن الماضي، وهو ثاني انتاجات الشركة بعد مسلسل “شوق” والأول لها على القناة، لكن البداية لم تكن مبشرة لا بل صدمت الكثير من المتابعين الذين ترقبوها بفارغ الصبر، بعد أن وقعت بخطأ حين كرَّرت النصف الأول من الحلقة الأولى للمسلسل ثاني أيام رمضان، دون أي تبرير لغاية اليوم.
هنا، أبدى الصحافي منصور الديب لـ “بردى” استغرابه من عدم وجود تعريف واضح عن المحطة ومضمونها أو صدور أي بيان من مؤسسيها عن غايتهم ورؤيتهم، مؤكداً بأنه سبق وطالب بعقد مؤتمر صحافي للتعريف بماهيتها، لكن الأخيرة تجاوزت ذلك لتقدم نفسها مباشرة مع بداية الشهر الكريم.
وقال: “رغم الأمل الذي رافق نشر خبر إطلاق المحطة، إلا أن هذا الأمل تلاشى مع غياب أي منهجية واضحة، فهل ستستمر في عرض المسلسلات أم ستتوقف بعد رمضان، وهل ستكون هناك برامج أم لا، وما هي المعايير الموضوعة للمسلسلات المعروضة، وهل ستدفع القناة مبلغاً مجزياً لقاء عرض هذه الأعمال، أم ستكون محطة جديدة ضعيفة لا تستطيع أن تقدم ما يساعد على سد الفجوة بين سعر التكلفة وسعر العرض” كل هذه الأسئلة بحاجة لإجابة واضحة من قبل القائمين على “لنا” على حد قوله.
بدوره، رأى الصحافي والناقد وسام كنعان أن اختيار المحطة لانطلاقتها تقديم بث حصري لمسلسل الواق واق “ذكاء”، مضيفاً أن حالة البذخ الإنتاجي الواضحة كان يلزمها شيء من المواكبة الإعلامية، والتخطيط التسويقي اللازم.
واستدرك كنعان: “عموماً لا يمكن أن نطلق أي حكم إلا بعد مضي مئة يوم على انطلاقتها كحد أدنى”، دون أن يخفي الفرحة العارمة التي انتابته وزملائه الصحافيين والعامليين في الشأن الدرامي مع بدء بث المحطة، واختتم حديثه متمنياً أن تكون منبراً سورياً محترفاً، يصل لكل العالم، وألا تكون مخيبة للآمال!”.