دمشق – انس عدنان: انطلق البث التلفزيوني السوري مطلع الستينات من القرن الماضي تزامناً مع بدايته في مصر وذلك في 23 من شهر تموز عام 1960.
وترأس التلفزيون السوري في سنواته الأولى الدكتور صباح قباني، الأخ الشقيق للشاعر نزار قباني مع إداريين وكادر فني مميز، هم الرعيل الأول في التلفزيون. وكانت الأعمال التلفزيونية السورية الأولى تعتمد على فصول تمثيلية وسهرات مسرحية تبث مباشرة على الهواء.
وقد قدم التلفزيون السوري الكثير من الأعمال الفنية المتنوعة والمباشرة وسهرات ولقاءات مع كبار الفنانين السوريين والعرب وكون سجلاً موسوعياً من أهم التسجيلات السورية بحسب موقع ويكيبديا.
في ذلك الزمن ظهرت على الشاشة أسماء كبيرة في صناعة الدراما السورية، كالراحلين نهاد قلعي ورفيق سبيعي ومحمود جبر والفنان دريد لحام. وشمل حينها البث برنامج منوعات كان يقدمه نهاد قلعي ودريد لحام يتضمن مشاهد كوميدية خفيفة بعنوان سهرة دمشق.
أما درامياً فبعدما كانت بعض الأعمال الدرامية لدريد ونهاد تصور في الأردن حسب ما تظهر شارات بعض الأعمال لغياب الاستديوهات الدرامية في سورية جاءت تمثيلية “الغريب” 1960 كأول تمثيلية في تاريخ الدراما السورية تنجز على الهواء مباشرة من دمشق. وذلك لبساطة وبدائية وسائل توليف (مونتاج) الفيديو آنذاك.
“الغريب” تناولت أحداث الثورة الجزائرية وبطولات مناضليها. وكان من إخراج “سليم قطايا”، وبطولة ثراء دبسي وياسر أبو الجبين وبسام لطفي.
تطور التلفزيون السوري بشكل كبير وصور وسجل وأنتج مئات الأعمال والأفلام التسجيلية التي توثق لمسيرة الفن والثقافة والأدب في سوريا في كافة المراحل منذ افتتاحه، إضافة لأرشيف لكبار الفنانين والفنانات السوريين والعرب وأهم حفلات الفنانين في سوريا والاحتفالات المختلفة.
وبعد قرابة الستة عقود على انطلاق التلفزيون السوري يشهد بثه تخبطاً واضحاً من خلال قرار إغلاق قناة تلاقي ومن بعدها إيقاف البث الأرضي عبر وقف بث قناة البرنامج العام “الأولى”.
وتابع التخبط مجراه بحسب مصادر أكدت لـ “بردى” الإجحاف في قضية صرف الفائض من الموظفين داخل الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون. القرار الذي أحدث بلبلة في عمل التلفزيون ودفع عدداً من أصحاب الأصوات القوية للتنديد والاستقالة من العمل في التلفزيون “الوطني” الأقدم والأكثر رتابة.