هذا جديد دراما رمضان السورية عن سابقها

دمشق – أنس عدنان: في الرؤية المنطقية للإنتاج، أن ينظر المنتج بعد طرح سلعته في السوق إلى أثرها ويقيم صناعته فيحسن من الأداء ونوعيته. وهكذا الدراما فن قائم على صناعة من المفروض أنها محكمة البنيان ولكن ماذا عن الواقع؟ وماذا سيختلف الموسم القادم بعد أربعين يوم عن موسم 2016.

الشامي يحتل المساحة الأكبر
أجزاء جديدة كانت أم حكاية مستحدثة، فما زالت الدراما البيئية تفرض نفسها أو تفرض من قبل المنتجين كسلعة درامية ليس أكثر بعد سنوات على أفول ازدهارها. وباتت لعبة التسويق الأكبر هي في جلب النجوم لجزء جديد وابتكار تكملة للسيناريو، فباب الحارة وطوق البنات حاضرين كالموسم الفائت وقد يحضر عطر الشام أيضاً بجزء ثالث. وكذلك يحضر خاتون بجزئه الثاني المؤجل منذ الموسم الفائت، في حين تنافس الشركة المنتجة لخاتون بمسلسل وردة شامية وتقابلها سما الفن بمسلسل قناديل العشاق. وبذلك لا يتغير المشهد الشامي بين موسم وآخر سوى برقم الجزء أو أسماء الشخصيات.

كوميدياً حصة أكبر نسبياً
تحضر الكوميديا على مائدة رمضان القادم أكثر من العام الفائت. يتصدر المشهد الفنانة أمل عرفة عبر مسلسل سايكو التي تخوض بطولته المطلقة وحدها في مغامرة كانت مربكة إنتاجياً ومازالت غامضة التفاصيل. بينما تعود كوميديا المكان الواحد عبر سيت كوم أزمة عائلية بميزانية حكومية محدودة تحمل لمسات المخرج هشام شربتجي. أما المستمر على حاله رغم تعثرات النص الكبيرة يطل الجزء الثالث عشر من سلسلة بقعة ضوء بتوقيع المخرج فادي سليم لأول مرة.

دراما الحرب صميم الموسم
تكثر المسلسلات المنطلقة من الأحداث قاعدة للبناء الدرامي وإن اعتمد ذلك على سرد لأرشفة الحدث أو روايته في وضعه الراهن، فيطالعنا شوق رشا شربتجي بمسلسل يروي الاختطاف لدى داعش وتأثير ذلك على البنية الاجتماعية السورية. ويقدم والدها هشام مذكرات عشيقة سابقة لنور شيشكلي في قصة يتقاطع فيها الحب بالحرب، أما محمد تبد العزيز فيذهب نحو العمق أكثر باتجاه التيارات الفكرية عبر مسلسله التلفزيوني الأول ترجمان الأشواق. ويقدم محمد زهير رجب قصة اجتماعية بطلها الفنان رشيد عساف في مسلسل الغريب. ليخرج فوضى بإدارة سمير حسين من قائمة العرض الرمضاني لتأخر تصويره.

المنفصل المتصل أقل إرباكاً
كحل إنتاجي جديد يجمع أكبر قدر من نجوم الصف الأول ولا يربك الميزانية انتشرت أعمال الحلقات المستقلة كثلاثيات أو خماسيات. وفي موسم 2017 يعود المخرج سامر برقاوي إلى الدراما المحلية عبر مسلسل شبابيك الذي يستعرض حكايات زوجية عبر ثلاث حلقات لكل حكاية. في حين قد ينفذ مسلسل أهل الغرام بموسمه الثالث إلى النور حاله كحال ثاني أجزاء مسلسل مدرسة الحب.

أوركيديا نقطة التحول
قد يؤسس مسلسل أوركيديا قاعدة جديدة للعمل الدرامي السوري ويعيد تصحيح مسارها بضخامته الإنتاجية وحجم النجوم الذين انضموا لقائمته. وهو ما يضفي على الموسم طبعة التميز بتقديم مسلسل تاريخي سوري كامل التفاصيل نصاً إنتاجاً إخراجاً وأداءً.

وبذلك لا يختلف الموسم كثيراً عن سابقه سوى بغياب مخرجين اعتادوا الحضور فيه عن قائمة العرض. لاحقين ربما بركب الكتاب المعتكفين عن الكتابة لجهات الإنتاج الحالية نظراً لبراثن المنتج التي اشترك في صناعتها الرقيب والممول العربي وقناة العرض معاً.

          

منشورات مشابهة

هل نجح تيم حسن بالخروج من عباءة مسلسل “الهيبة”؟

جلال شموط لـ “دارمو”: لهذا السبب اعتذرت عن “ولاد بديعة”

شادي الصفدي لـ “دارمو”: أستعد لتصوير “سيروم” و”ما اختلفنا2″