من هو الصوت الصافي “مطرب المطربين”؟

 

وديع الصافي

وديع بشارة يوسف فرنسيس

مغني وملحن وكاتب أغانٍ وعازف عود وممثل لبناني

الميلاد: 1 نوفمبر/ تشرين الثاني 1921، نيحا الشوف، لبنان

الوفاة: 11 أكتوبر/ تشرين الأول 2013، منصورية، لبنان

سبب الوفاة: قصور القلب

الزوجة: ملفينا طانيوس فرنسيس

الأولاد: ناديا، مارلين، فادي، انطوان، وجورج

الألقاب: صوت الجبل، الصوت الصافي، قدّيس الطرب، مطرب الأرز، عملاق لبنان، ومطرب المطربين

من أقواله: علمتني الأيام بأن ما أعزّ من الولد إلا البلد

يُعتبر وديع الصافي، من عمالقة الطرب في العالم العربي، واشتهر بترسيخ قواعد الأغنية اللبنانية في الكثير من البلدان العربية والعالمية، واقترن اسمه بجبال لبنان وصار مدرسة في الغناء والتلحين.

ويعدّ رمزاً للثقافة الموسيقية في لبنان، إذ قضى 75 عاماً في الطرب، فكان رائداً للفن في عصره، وعرف بين أقرانه بمزج أنماط الغناء والموسيقى في تلك الحقبة وإضافة أنماط وأنواع جديدة.

عاش “وديع” طفولة متواضعة يغلب عليها طابع الفقر والحرمان، في قريته نيحا الشوف في لبنان، وكان الابن الثاني في ترتيب عائلته المكونة من 8 أولاد.

انتقل إلى بيروت عندما كان في سن العاشرة، وتابع دراسته الابتدائية، وهي أعلى ما حصله من دروس في المدارس.

عمل في مهن مختلفة لكي يعيل عائلته، فعمل في محل للوازم النسائية “النوفوتيه”، وفي محل لبيع الاحذية وفي صالون حلاقة، ومعمل للقرميد والزجاج.

عزف “وديع” أولاً على آلة الربابة، ثم عزف على الكمان، وعندما تعلم العزف على العود، أصبح رفيق لا يفارقه يضعه بقربه حين ينام، وفي بعض الليالي، كان يستيقظ خلال الليل ليقول: أتتني! فيخيل لأهله أنه فقد عقله، وكان يقصد جملة موسيقية مرّت بباله.

كان “وديع” يصطحب معه العود ويغني في عمله، وقد خيّره أحد أرباب العمل بين البقاء في وظيفته أو عدم اصطحاب عوده معه، فترك عمله ذاك ومضى يفتش عن ربّ عمل آخر يقبله مع عوده.

مسيرته الفنية:

كانت انطلاقة “وديع” الفنية عام 1938 حين فاز بالمرتبة الأولى لحناً وغناء وعزفاً من بين 40 متبارياً في مباراة للإذاعة اللبنانية بأغنية “يا مرسل النغم الحنون”، واتفقت لجنة التحكيم على اختيار اسم “وديع الصافي” كاسم فني له نظراً لصفاء صوته.

في أواخر الخمسينات من القرن العشرين، بدأ “وديع” العمل المشترك بين العديد من الموسيقيين من أجل نهضة الأغنية اللبنانية انطلاقاً من أصولها الفولكلورية من خلال مهرجانات بعلبك التي جمعت “وديع الصافي وفيلمون وهبي والأخوين رحباني وزكي ناصيف” وغيرهم.

بدأ “وديع” في الثمانينات من القرن العشرين، بتأليف الألحان الروحية نتيجة معاناته من الحرب وويلاتها على الوطن وأبنائه واقتناعاً منه بأن كل أعمال الإنسان لا يتوجها سوى علاقته بالله.

شارك “وديع” في مسرحيات: “العرس في القرية، وموسم العز”، وشكّل ثنائياً غنائياً ناجحاً مع الفنانة اللبنانية صباح في العديد من الأغاني والاسكتشات.

ومن بين مشاركاته في السينما: فيلم “الخمسة جنيه”، وفيلم “موال”، و”نار الشوق”.

غنّى “وديع” للعديد من الشعراء خاصة قصائد الشاعر اللبناني أسعد السبعلي.

كما غنّى للعديد من الملحنين أشهرهم: “الأخوين رحباني وزكي ناصيف وفيلمون وهبي وعفيف رضوان ومحمد عبد الوهاب وفريد الاطرش ورياض البندك”.

كان “وديع” يفضّل أن يلحن أغانيه بنفسه لأنه كان الأدرى بصوته ولأنه كان يدخل المواويل في أغانيه حتى أصبح مدرسة يحتذى بها.

وفي رصيد “الصافي” أكثر من 5000 أغنية لحّن معظمها بنفسه، أبرزها: “لبنان يا قطعة سما” و”صرخة بطل” و”الليل يا ليلى يعاتبني” و”شاب الهوى وشبنا” و”لوين يا مروان” و”عصفورة النهرين” و”الله يرضى عليك يا ابني” وموال “يا مهاجرين ارجعوا”، وغنى “سهرة حب” مع الفنانين اللبنانيين فيروز ونصري شمس الدين.

حياته الشخصية:

في عام 1952 تزوج ملفينا طانيوس فرنسيس، وأنجب منها: ناديا، ومارلين، وفادي وهو مخرج سينمائي وتلفزيوني، والفنان انطوان وديع الصافي، وهو مغنّي وعازف بيانو، والملحّن وعازف الكمان جورج وديع الصافي، وقد كان “انطوان” و”جورج” يساعدان والدهما في حفلاته.

وفي عام 1973 مع بداية الحرب اللبنانية غادر “وديع” لبنان إلى مصر سنة 1976 ومن ثم إلى بريطانيا ليستقر سنة 1978 في باريس.

حمل “وديع” 3 جنسيات “المصرية والفرنسية والبرازيلية” إلى جانب جنسيته اللبنانية إلا أنه يفتخر بلبنانيته وكان يردّد دائماً “الأيام علمتني بأن ما أعز من الولد إلا البلد”.

ماذا قالوا عن وديع الصافي:

الموسيقار المصري محمد عبد الوهاب قال: إن وديع الصافي “مطرب المطربين”، و”من غير المعقول أن يملك أحد هكذا صوت”.

وقال الناقد الموسيقي إلياس سحّاب: “تمتع وديع الصافي بما حباه الله به من مواصفات استثنائية في تكوين حنجرته الصوتية. تبدأ هذه المزايا بسعة هائلة في المساحات الصوتية، من الأشد انخفاضاً إلى الأشد ارتفاعاً، مع معدن صوتي ثبت أنه الأجمل في الغناء العربي قاطبة، وصوت “الصافي” يزداد رقة وحناناً وعذوبة، كلما ارتفعت إلى الطبقات الغنائية العليا. يُضاف إلى ذلك إحساس كامل بكل مكنونات الموسيقى العربية ومقاماتها، بحساسية مرهفة قل نظيرها.

التكريم:

كُرّم “وديع” في أكثر من بلد ومؤسسة وجمعية وحمل أكثر من وسام استحقاق منها: 5 أوسمة لبنانية نالها من 5 رؤوساء للجمهورية.

وفاته:

توفي وديع الصافي في 11 أكتوبر / تشرين الأول عام 2013 بعد تعرضه لوعكة صحية بسبب قصور القلب، عن عمر ناهز 92 عاماً، وأقيم له مأتم رسمي كبير حضره عدد كبير من الشخصيات الفنية والسياسية والاجتماعية في بيروت.

فهل سيشهد الفن العربي صوتاً صافياً وعملاقاً آخر؟

شاهد.. من هو الصوت الصافي “مطرب المطربين”👇

 

          

منشورات مشابهة

سلاف فواخرجي لـ “دارمو”: فيلم “سلمى” يتصدى للفساد والظلم

دارمو تكشف تفاصيل عرض مسرحية “ألف تيتة وتيتة” في موسم الرياض

بالصور.. “دارمو” يكشف تفاصيل مسلسل “ثمن الخيانة”