القاهرة – داليا ماهر – دارمو
غيب الموت “الأيقونة وسلطان الأغنية الشعبية” الفنان المصري أحمد عدوية أمس الأحد الموافق 29 ديسمبر بعد صراع طويل مع المرض، وتم دفنه اليوم الإثنين 30 ديسمبر “كانون الأول”، بعد تشييع جثمانه من مسجد “حسين صدقي” بحي المعادي بالقاهرة بحضور عدد كبير من نجوم الغناء والتمثيل.
ولد عدوية عام 1945 وقدم أعمالا فنية على مدار 50 عاماً، حيث يضم رصيده الكثير من الأغنيات من بينها “السح الدح امبو”، و”بنت السلطان”، و”كركشندي”، وزحمه يا دنيا زحمه”، و”الناس الرايقة”، وغيرها.
شارك عدوية في مجموعة كبيرة من الأفلام بالتمثيل والغناء من بينها “خدعتني امرأة”، و”البنات عايزة إيه”، و”رحلة الرعب”، وأنياب”، و”أنا المجنون”، و”يا رب ولد”، و”السلخانة”، و”شعبان تحت الصفر”، و”دائرة الشك”.
تعرض أحمد عدوية لحادث كبير وابتعد على أثره عن الوسط الفني لفترة، لكنه ظهر بعد ذلك وشارك فنياً، وقبل عامين قدم أغنية “على وضعنا” مع نجله الفنان الشاب محمد عدوية والفنان محمد رمضان.
نعى عدوية عدد من القيادات الرسمية في مصر من بينهم وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، ونقيب الموسيقيين الفنان مصطفى كامل، وعدد من نجوم الفن بمصر والعالم العربي.
الناقد الموسيقي المصري أمجد مصطفى تحدث عن عدوية في تصريحات خاصة لـ”دارمو” قائلاً “في فترة من الفترات روّج البعض لفكرة أن أغاني عدوية تمثل هبوطاً في الذوق العام، لكن الواقع يقول العكس.
ويضيف مصطفى: عدوية كان وما زال رغم رحيله اليوم نافذة أصيلة لرائحة الحارة المصرية، وأغانيه أشبه بملحمة حقيقية عن عرق الكادحين وشقائهم وأحلامهم.
ونوه مصطفى أن ما يميز عدوية أنه ظهر في عصر لم يكن سهلاً أبداً لمطرب شعبي أن يُسمع أو يُبرز صوته، حيث كانت الساحة مزدحمة بعمالقة مثل عبد الحليم حافظ، وأم كلثوم ومع ذلك نجح عدوية في تقديم لون جديد من الغناء يمزج بين كلمات الحارة وألحان تحمل عبق الروح الشعبية العميقة.
وذكر الناقد الفني أن أغاني عدوية لم تكن مجرد كلمات بسيطة، بل كانت كلمات وألحان من صميم الحياة، كانت تحمل في طياتها عمقاً فلسفياً رغم بساطتها الظاهرية.