فرح درويش – دارمو – دمشق: كشف الفنان السوري محمد خير جراح بلقاء خاص مع موقع “دارمو” أنه لم يبتعد عن مجال التمثيل أو ينشغل عنه بالغناء، بل كان منهمكا بتصوير أعمال خارج سوريا.
واعتبر خير جراح دخوله مجال الغناء “بالورطة” التي أصبحت فيما بعد شغف ومهنة، وهو مستمتع بتقديمه الأغاني ويشرف على إنتاجها بشكل شخصي.
و قال الجراح إن احترافه مجال الغناء بدأ بعد نجاح أول 3 أغنيات قدمها، ولا يوجد لديه أفضلية بين مجال التمثيل والغناء، و يجد أن المسرح يقدم مساحة حرية أكبر للممثل من التلفزيون.
وأضاف أن التمثيل هو من كوّن شخصيته الفنية و ليس الغناء، معقباً: ” الغناء بدأ معي كترف فني تطور إلى امتهان المجال وصرت أغني وقدّم افكاري فيه و وجهة نظري الشخصية”.
وتابع أن “المونولوج” هو فن رتيب بالشكل والموسيقى، إلا أنه حاول كسر هذا النمط وقدم أغاني بعيدة عن الرتابة المعتادة بهذا النوع.
وأكمل أن عدد كبير من الفنانين قدّموا هذا النوع الغنائي من أبرزهم زياد الرحباني والأخوين رحباني و إسماعيل ياسين ورفيق سبيعي وسلامة الأغواني وسيد درويش وغيرهم كثيرون، وهذا النوع الغنائي
يعزز التنوع الفني الغنائي، وهو مطلوب مثل الاغاني الغرامية والشبابية.
وأرجع سبب ندرة أغاني المونولوج إلى طغيان الأنواع الغنائية الأخرى بسبب فوضى وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الممولة وتسليط الضوء عليها اكثر من المونولوج، واليوم تلقى الأغاني التي لا تحوي كلام مفهوم أو لحن جيد الى دعم كبير غيّب الأنواع الغنائية الأخرى.
- أعماله القادمة
وفي السياق المهني، أوضح الفنان محمد خير جراح أنه سيشارك في عدة أعمال درامية في الموسم الرمضاني ٢٠٢٥ أولهما مسلسل “الباء تحته نقطة” مع المخرجة هبة الصياغ، وثانيهما مسلسل “قطع
وريد” الذي كان يحمل اسم “سيروم” إخراج تامر اسحاق، بالإضافة إلى مسلسل “ليالي روكسي” الذي لم ينتهي من تصويره بعد، إخراج محمد عبد العزيز، ومسلسل “ما اختلفنا” الذي يحوي لوحات تمثيلية قصيرة ناقدة للمظاهر السلبية في مختلف النواحي السياسية والاجتماعية.
كما بين اعتزامه إطلاق عدة أغنيات سبق وإن تم تأجيلها، وأولهما اغنية “صوتي مش واصل” التي تعاون فيها مع الأردني رعد مشعّر وهي أغنية طربية تنتقد حالة الفوضى في عالم الغناء، وثانيهما أغنية “طلباتك
أوامر” التي تعاون فيها مع مضر شغالة و خالد فؤاد حيدر، بالإضافة إلى أغنية ” اسمع و عي” تعاون فيها مع الاستاذ صفوح شغالة وألحان خالد فؤاد حيدر و “نفس الشي” من كلمات و ألحان نهاد نجّار و “ترجم”
كلمات و ألحان فتحي جراح ، لافتاً إلى أنه يحضر حاليا أغنية للمرأة سيطلقها بمناسبة “يوم المرأة العالمي”.
وأبدى خير الجراح رغبته برؤية مسلسل “البطل” في رمضان ٢٠٢٥، للمخرج الليث حجو، والذي عاد إلى تقديم الأعمال الدرامية السورية بعد غياب لسنوات.
ولفت إلى أنه يرغب بتقديم أعمال مسرحية بالوقت الحالي، كما أنه من المحتمل أن يدخل مجال التأليف، معلقاً:” ممكن اتعاون مع حدا لبناء عمل جديد وهالشي جربته بأعمال برامجية ومسرحية وان شاء الله اقدر أعمل شي للمستقبل”.
- الدراما السورية
وبشأن واقع الدراما السورية الحالي، أكدّ خير جراح أن الدراما السورية تشهد طلب وعرض قوي خلال العقدين الاخرين و لها خصوصية عالية رغم تنوع أساليب مخرجيها، ويتمتع العمل السوري بجماهيرية عربية كبيرة وتأثير قوي جدا.
وأوضح أنه يتوقع ان يحصد العمل الدرامي جماهيرية أكبر وينتعش أكثر في الفترة المقبلة كون البلد تخلصت من عبء ثقيل وهذا الارتياح سينعكس حتما على الانتاج الدرامي والفني أسوة بباقي القطاعات.
- الاعمال العنيفة والمعربة
وفي سياق منفصل، أرجع خير جراح سبب انتشار الأعمال العنيفة مؤخراً إلى طلب المنصات و المحطات لها، لافتاً إلى أن كل فترة تلقى اعمال معينة رواج مثلما حصل برواج أعمال الفانتازيا والبيئة الشامية والأعمال التاريخية أيضا.
وقال إن الأعمال العنيفة يجب عرضها على منصات الكترونية تحصد اشتراكات من المشاهد، و لكن ليس على محطات عامة، إذ أن المحطات تملك معايير تراعي المشاهد و فئاته كافة.
وأضاف أنه لا يمانع مشاركته مجدداً بالدراما المعربة بعد نجاح تجربته الاولى بمسلسل “ع الحلوة والمرة” ووصف هذه التجربة بالممتعة والرائعة، والتي ساهمت بكسر القالب الذي اعتاد الجمهور عليه بأدواره التي لعبها بالسابق.
- منصة “التيك توك”
وحول مشاركة الفنانين بالظهور على منصة “تيك توك”، لفت الجراح الى أنه لا يحبذ ظهوره على المنصة لأنه لا يفضل أن يضيع وقته ووقت الجمهور بفيديوهات مكررة خالية من القيمة، إلا أنه ليس موكلا لينتقد
أو يؤيد ظهور زملائه الفنانين، وعلى الجمهور أن يتقبل ذلك وأن لم يتقبل يمتنع عن رؤية المنصة دون انتقاد الفنانين.
- وضع البلد الراهن
وشدّد خير جراح إلى أن وضع الفنانين السوريين لا يختلف عن وضع باقي المواطنين العاديين وهم بحاجة الى نهضة حقيقية وعليهم الصبر خاصة بعد تغير النظام السياسي واستلام الحكومة الجديدة البلد بحالة صعبة.
وعلق:”اللي راحوا هدّوا البلد و ما بقيله حيل وهاد ينعكس ع الناس و الفنانين جميعا، عنا فترة مخاض طويلة والحكومة الموجودة حاليا مستلمة تركة كبيرة وثقيلة.
لدينا مسؤولية كلّنا حتّى نساعد الحكومة ونأسّس ليكون هناك مؤتمر وطني ودستور جديد و ترسم رؤى البلد اللي بدنا نتفق عليها كلياتنا مع بعضنا”.
وتابع أن المطلوب من الحكومة الجديدة أن تترك مساحة حرية جيدة للتعبير حتى يستطيع الفنانون والإعلاميون أن يقدموا الأعمال المناسبة لهذه المرحلة وللمرحلة المقبلة.