محمد خير الجرّاح لـ”دارمو”: الدراما السورية مُنْتَج تصديري.. وهذه نقطة ضعفها

محمد خير الجراح، دارمو

دارمو – رولا اللحام – دمشق:

ازدهرت الدراما السورية في فترة التسعينات وبلغت ذروتها في الفترة بين العامين 2000 و2007، وكانت تتميز بجودة النص والإخراج والأداء التمثيلي العالي بحسب المتابعين والمختصين.

تدني المستوى

ونتيجة أسباب عديدة يرى المتابعون أن الدراما السورية بدأت تفقد هذا الألق وهذه الحالة من “الترف الفكري” نتيجة ما حصل في سوريا منذ عام 2011، والأهم الأزمة الاقتصادية التي عاشتها ولا زالت تعيشها البلاد.

ويكاد لا يختلف اثنان على تدني المستوى التي تعاني منه الدراما السورية حالياً والذي بدأ بعد سنوات قليلة على اندلاع الحرب في سوريا.

محمد خير الجراح، دارمو

هجرة الكتاب

وبالحديث عن أسباب هذا التدني بيّن الفنان السوري “محمد خير الجرّاح” لموقع “دارمو” أن ظاهرة هجرة الكتّاب أو عزوفهم عن الكتابة وخاصة الكتّاب الكبار هي انعكاس لمشكلة أساسية أوسع وأكبر.

وتابع: “فتطور الدراما السورية كان مرهوناً بتطور وانتشار الفضائيات العربية بعد أن كانت مشفرة، إلى أن افتتحت الفضائيات وأصبحت متاحة للجميع، فكانت الأعمال تُباع لهذه المحطات بشكل حصري”.

دراما للتصدير

وأوضح “الجرّاح” أن الملاحظة الأهم هي أن الدراما السورية بالأساس ليست “محلية” فقط، بل هي دراما تُصنع بهدف التصدير خارج نطاق سوريا، وكذلك الأمر في الدراما المصرية على خلاف الدراما العربية الأخرى، إلى أن ظهرت حالة “بان عرب” التي أصبحت حالياً مسيطرة على الإنتاج السوري وخاصةً الخارجي.

وأضاف “الجراح” أن المنتج السوري هو منتج تصديري، يتم إنشاؤه بالأساس من أجل التصدير خارج سوريا، لأنه ليس لدينا محطات وطنية تستطيع أن تستوعب الأعمال السورية.

وأردف: “خسرنا بفترة من الفترات عدداً من المحطات التي ظهرت وعملت على تغطية الأعمال السورية، لكنها أُغلقت لأسباب عديدة، ومنها من هاجر خارج سوريا مثل قناة “شام” التابعة لشركة “عرب” للأستاذ أكرم الجندي، وإغلاقها أجهض التشجيع لافتتاح محطات أخرى”.

مشكلة تسويقية

وقال نجم باب الحارة: “أزمة النصوص في الدراما السورية لها علاقة بالتسويق، لذا فالنص مرهون بقرار أصحاب القنوات الذين بدأوا بالضغط على العاملين في قطاع الدراما لحصر الإنتاج بأعمال البيئة الشامية وإظهار صورة نمطية عنها بطريقة أصبحت مملة ومبتذلة لدى بعض الجماهير السورية والعربية، بالمقابل تُرضي جمهوراً مستهدفاً بعينه من أولئك القنوات”.

محمد خير الجراح، دارمو

تحكم القنوات بالنص

وأضاف”الجرّاح” أن المُنتِج السوري أحجم عن إنتاج المسلسل قبل بيعه، ومن قبل كان المسلسل يتم إنتاجه بالنص المطلوب من الجمهور وبحرية الكاتب ورؤيته للواقع، وتتم عمليات إخراجه نهائياً ثم يُباع.

أما الآن لم يعد بمقدور الكتّاب والمخرجين إنتاج المسلسل بالشكل المراد، بسبب تحكم القنوات والمنصات العارضة وأصحاب رؤوس الأموال الداعمة لتلك الأعمال بقرار نوع وشكل المادة التلفزيونية الفنية، وامتد هذا التحكم إلى شكل أغنية الشارة وطريقة طرحها وبكافة التفاصيل المتعلقة بالمسلسل.

وبيّن “الجرّاح” أن هذه المنصات والقنوات محدودة جداً، ومحصورة بأسماء معينة، وباقي القنوات ضعيفة غير قادرة على تغطية هذه الأعمال، أما السوق المصري فهو يغطي الأعمال المصرية ويستطيع إنتاجها وإخراجها وعرضها بنفسه.

محمد خير الجراح، دارمو

نقطة ضعف

بالتالي، نقطة ضعف الدراما السورية أنها منتج تسويقي، ولم يعد هناك سوق تصريف للعمل السوري، ما أثر على النص ليصبح أقل ألقاً وأدى لغياب الكتّاب الكبار والروائيين صناع الرواية المحترمة والمتألقة وغياب الأدب والحكاية السورية بصورة خاصة.

ومما لا شك فيه أن الواقع السوري بعد الحرب أثر سلباً على كافة مناحي الحياة السورية ومن بينها الدراما التي تأثرت بذلك الواقع وفُرِض عليها طابع تراجيدي لنقل معالم المجتمع السوري بعد الحرب.

وللهروب من هذا الواقع دخلت المسلسلات المُعرّبة لتغيير الطابع المأساوي في الدراما السورية، فهوت بتلك الدراما وشوّهت طابع المجتمع السوري ومعالمه، وأدخلت مفاهيم لا تنتمي لمجتمعنا ولا تعبّر عنه.

 

          

منشورات مشابهة

بالصور.. البحث عن عُلا يعود في موسم ثانٍ على نتفليكس

الليث حجو يعود للدراما السورية عبر “البطل”

“تعليقات سوشيالية” بين حنان ترك وصلاح عبد الله تثير تفاعلاً