فرح درويش -دارمو – دمشق: مع بداية عرض مسلسل “معاوية” الذي يجسد تفاصيل حياة “معاوية بن ابي سفيان” القائد الاسلامي الشهير، انهالت انتقادات الجمهور على صناع العمل، متهمينهم بتزوير التاريخ والاحداث، والتهاون بتجسيد هكذا شخصيات عظيمة والاساءة لها.
ولم يكن الهجوم مقتصراً فقط من الجمهور، اذ ان النقاد هاجموا العمل ايضاً، وحرم الازهر الشريف رؤيته، لتتفاقم الازمات مع حذف المخرج طارق العريان اسمه عن الشارة كمخرج للعمل.
الصحفي والناقد جوان الملا كشف بلقاء خاص لموقع “دارمو” عن رأيه بمسلسل “معاوية”، مؤكداً أن العمل يحوي الكثير من الأخطاء التي قللت من قيمته الفنية.
وأضاف أن نص العمل يحوي الكثير من القفزات التاريخية التي همشت أهم الأحداث التي حصلت في تلك المرحلة، خاصة فترات ماقبل الاسلام لمعاوية وعائلته.
وتابع أن العمل خالي من المبررات التي توضح احداث حصلت مع الشخصيات، خاصة اسلام بعضها دون توضيح ذلك، وغياب بعضها الاخر بشكل كامل عن الحلقات مع ظهورها المخجل غير المفهوم.
وأردف انه يبدو هناك حذف بالمشاهد أضر بالعمل بشكل رئيسي، ويبدو أن المخرج وصناع العمل تقصدوا حذف بعض المشاهد تجنبا لاثارة الجدل الذي يحتويه العمل.
واوضح أن العمل لا يوجد فيه اشباع، فحواراته ضعيفة ولا توضح تفاصيل القصة، كما أن الاخراج غير مثير وخالي من الابهار، ولا يوجد بالعمل اي تقدير للفنانين الكبار، معقب:”عم يطلوا ويروحوا كضيوف شرف الوحيد المستمر هو معاوية نفسه لجين اسماعيل”.
- ملابس هند لم تكن مناسبة
وحول انتقاد الجمهور لمشهد “هند بن عتبة”، اكد جوان ان ملابس هند لم تكن مناسبة للحقبة التاريخية، وغير مراعية للحساسية الدينية التي يمتلكها الجمهور، كما ان هكذا شخصيات يجب أن يحاطوا بهالة من الاحترام ويجب الاعتناء بملابسهم واظهارهم بطريقة لبقة غير مسيئة.
وبشأن مقارنة الجمهور بين العمل واعمال الراحل حاتم علي، بين جوان أن حاتم علي هو عراب الدراما التاريخية وبشهادة الوطن العربي كاملا وليس فقط سوريا وقدم الكثير من الاعمال التاريخية بطريقة ممتعة ورائعة لم يستطيع اي من المخرجين تقديم مثلها، ومازال حاتم الاقوى والافضل الى ان يتم تقديم تجربة تضاهيه.
وشدد جوان على أن اختيار أبطال العمل لم يكن سيء، ويوجد فيه شخصيات جيدة تؤدي ادوارها بشكل جيد، إلا أن النص لا يوجد فيه اشباع وتأسيس واضح للشخصيات، ولا يسمح للجمهور التفاعل معها بشكل جيد، مشيراً إلى أن لجين اسماعيل ادى دور “معاوية” بشكل مميز وهو يتمتع بالأصل بموهبة جيدة.
ولفت الى ان هكذا اعمال تحتاج مراجعة تاريخية حقيقية غير منحازة، ويتوجب عليها اثارة التساؤل لدى الجمهور بطريقة محقة دون فجاجة، وتشغل عقلهم وتفكيرهم.