دمشق – أنس عدنان: تعاني النصوص الكوميدية المقدمة هذا الموسم من ضعف في الحبكة والبناء، كونها تعتمد على الإضحاك أكثر مما تبني مشهداً كوميدياً متكاملاً، فحيث تبتعد الكوميديا المصرية عن الطرح الواقعي نحو الخرافات والعفاريت والشعوذة. تنحى الكوميديا السورية نحو الاستسهال في الطرح يظهر ذلك جلياً في مسلسل بقعة ضوء.
فبعد حديث طويل عن ضعف النصوص وطلب النجوم من الجمهور إرسال أفكار لوحات لهم، جاء الجزء الثالث عشر كمجمع لنصوص قديمة ولوحات سبق ومرت في سلسلة مرايا للنجم ياسر العظمة وفي أجزاء سابقة من بقعة ضوء. علاوة على ذلك غاب النضوج الدرامي عن أسلوب السرد المتبع في غالبية اللوحات، فتحول المشهد إلى التهريج استجداءاً لضحكات مجانية من الجمهور.
العمل الكوميدي الثاني الذي وقع في ذات الفخ هو مسلسل أزمة عائلية والذي عاد من خلاله المخرج هشام شربتجي إلى الإخراج بعد سنوات من الغياب. قالب العمل يشابه حد التطابق مسلسلات سبق وقدمها شربتجي من ناحية الشخوص وطريقة طرح العمل. و رغم تغير الوجوه التي لعبت الأدوار الرئيسية لكن الحوار جاء بعيداً عن الاسترسال غارقاً في التنظير ما عده كثيرون استخفاف بذكاء المشاهد ووعيه وحتى بجراحه النازفة.
ليطل بالمقابل مسلسلات سنة أولى زواج، وجنان نسوان ويقدمان جرعة من الكوميديا السهلة التي لها جمهورها ولكنها بذات الوقت تفتقد إلى الأفكار الذكية أو الإنتاج المتوازن أو الإخراج المحبك.
ومع خروج مسلسل سايكو لأمل عرفة من قائمة العرض الرمضاني، تفقد الكوميديا السورية هذا الموسم أي منافسة عربية بالكوميديا تاركة الصدارة للبيئة الشامية التي باتت تعتمد على الخطوط الكوميدية لإنقاذ الحكاية المستنزفة بالاجزاء المتتالية.