فرح درويش – دارمو – دمشق: منذ إنطلاقة الدراما السورية سنة 1960 ومع تقديمها للكثير من الأعمال الهامة التي جعلتها في صدارة الدول العربية المصنعة للدراما، كانت الدراما السورية بمثابة حاضنة لمواهب نجوم عرب كثر، مثل أمل بوشوشة وياسين بقوش وصبا مبارك ووائل ونضال نجم، وساهمت في لمعان نجمهم واكتسابهم شهرة واسعة في شتى أرجاء الوطن العربي.
فما هو السبب الذي دفع النجوم العرب للمشاركة فيها، وكيف ساهمت بشهرتهم ونجاحهم، وهل أثر ذلك على الفنان السوري والمواهب الواعدة؟
قال الناقد الفني السوري عامر فؤاد عامر لـ “دارمو”: “إن امتلاك الدراما السورية عناصر مهمة كالاستمرارية والاستقلالية واكتسابها لجماهيرية واسعة منذ إنطلاقتها في ستينيات القرن الماضي هي من دفعت النجوم العرب للمشاركة فيها”.
سبب مشاركة النجوم العرب
وأضاف أن الأعمال المهمة التي كانت تقدمها والقضايا التي تناقشها وتلامس الشارع العربي وهمومه ولهجتها القريبة من الأذن أكسبتها جماهرية عربية عززت من نجومية الفنانين المشاركين فيها.
وتابع أن عادة “الاحتفاء بالآخر” و “اكرام الضيف” المعروفة عن الشعب السوري هي من ساهمت بتقديم النجوم العرب أفضل إمكانياتهم في الأعمال السورية، إذ وفر تعامل صناع الدراما اللطيف لهم جو نفسي مريح للعمل شجعهم على استغلال أي فرصة تقدم لهم فيها، وهذا ما حصل مع النجمة المصرية شادية التي قدمت إلى سوريا للمشاركة في فيلم “خياط السيادات” مع النجم دريد لحام والراحل نهاد قلعي.
شكران مرتجى
وأكمل عامر أن الدراما السورية قدمت تسهيلات كثيرة للفنانين العرب، ولم تكن تشدد على فكرة ضرورة اتقانهم اللهجة السورية، وسمحت للفنانين المصريين بالتحدث بلهجتهم الخاصة، إلا أنها رفضت دخول الفنانين السوريين إليها دون اتقانهم اللهجة المصرية بشكل جيد.
نوه عامر إلى أن المكان والسوق يتسع للجميع، والدراما السورية معروف عنها بأنها ولّادة للمواهب والتجدد فيها حالة واضحة ولولا هذا الاتصاف لما كانت موجودة بمعالم واضحة ومميزة.
إضافة مهمة
وأكد عامر خلال الحديث على أن الفنانين العرب الذين شاركوا بصناعة الأعمال السورية كانوا إضافة مهمة لها، وأضافوا التجدد والتنوع والحيوية إلى قالب المسلسل السوري.
وأضاف: “فالإندماج الجزائري والأردني واللبناني والفلسطيني مع المسلسل السوري وكوادر الدراما السورية كان إضافة واعية للغة الفن التي تتقبل الآخر وتمنحه هويتها وتعتبره ابناً لها ورافداً حيوياً في نفس الوقت، وأظهر أنها تبتعد عن الانغلاق والتقوقع على نفسها وهدفها التحدث بلغة فنية موجهة للمجتمع العربي كلّه ولأي عربي موجود في أي مكان”.
وأشار إلى أن نتائج هذا الإندماج كان تحدث النجمات العرب باللهجة السورية مثل النجمة أمل أبو شوشة و صفاء سلطان و صبا مبارك.
عبدالمنعم عمايري
سوق يتسع للجميع
وشدد عامر إلى أن الحرب التي عصفت بسوريا خلال السنوات الماضية لم تغلق الباب أمام دخول الكثير من الفنانين العرب لها، على العكس كان للفنانين اللبنانيين تواجد مهم فيها مثل يوسف وورد الخال ومجدي المشموشي وأحمد الزين وغيرهن. كما أن تواجد الفنانين العرب في أعمالها لم يحرم النجوم السوريين والمواهب الواعدة من الإشتراك فيها؟
ولفت إلى أن تواجد الفنانين العرب في الأعمال السورية قدم صفة إيجابية للفنان السوري ألا وهي قدرته على التعامل مع الشخصيات الأخرى القادمة من بيئات مختلفة عن البيئة التي عاش فيها.
