كاتب مسلسل “الصديقات” لـ”دارمو”: أين المشكلة بالتحيّز للمرأة؟

 

مارلين علي – دارمو – دمشق: 

ردّ الفنان والكاتب أحمد السيد، في حوار خاص لـ”دارمو” على الانتقادات التي وجِّهت لمسلسل “الصديقات – قطط” الذي تولى مهمة تأليفه، ومنها أنه عمل يتحيّز للمرأة، على اعتبار أنّ بطولته نسائية، ويقدم جرعة عالية من الجرأة، لأنه يغوص في عالم الراقصات، وهو ما اعتبره متابعون أنه لا يتناسب مع شهر رمضان، إضافة إلى إطالة العمل ليمتد عرض حلقاته إلى الـ45.

أين المشكلة؟:

وتساءل الكاتب: أين المشكلة في التحيز للمرأة، فهي محور الحياة، ولكن في مجتمعنا ما زال هناك من يعتبرها جارية، والأسوأ هو اعتبارها جسد بلا روح أي خلقت لتلبية طلبات الرجل ورعاية أولاده دون مراعاة لمشاعرها وإنسانيتها وبغض النظر عن معاناتها القهرية في الإنجاب ورعاية الأولاد وعملها خارج المنزل وداخل المنزل، وهذا ما يجعلها من وجهة نظري الدرامية خزانٱ من الآلام والمعاناة ووصول الكاتب الدرامي إلى عمق هذا الخزان والخوض في تفاصيله سيكشف له عن حكايا لا حصر لها وصراعات موجعة وحبكات درامية قاسية ومعبرة.

الكاتب أحمد السيد في حوار خاص لـ”دارمو”

 

لم يكن عبثاً:

وأضاف “السيد”: أنا من الكتاب الذين غاصوا في عمق المرأة ونبش مكنوناته في كل أعمالي الدرامية في الإذاعة والتلفزيون، واستطعت من خلال أوجاعها الولوج الى أوجاع المجتمع بشكل عام، وفي عمل الصديقات تحديداً أنا دخلت إلى شريحة من نساء مجتمعنا اللواتي كنّ ضحية التنمر والتعنيف الذكوري وقادهن هذا التعنيف إلى سلوك غير سويّ كالغوص في عالم الرقص أو البغاء أو المتاجرة بأجسادهن من أجل العيش بلا تجبّر الرجال وسلطتهم، والمرأة بنظري نبيلة وإن كانت غير ذلك فالسبب هو الرجل المتسلط والذي أجبرها على سلوك غير لائق لذلك اختياري لبطولات نسائية لم يكن عبثاً.

الكاتب أحمد السيد في حوار خاص لـ”دارمو”

 

لم تكن جرأة إباحية:

وبحسب متابعين، يقدم “الصديقات” جرعة عالية من الجرأة، لأنه يغوص في عالم الراقصات، وهو ما اعتبره البعض أنه غير ملائم لموسم دراما رمضان، وأكد “السيد” في هذا الإطار أن العمل ليس استعراضاً للرقص أو الراقصات بل هو تنبيه المجتمع للأسباب التي دفعت هؤلاء الراقصات إلى هذا الطريق، ففريق “الصديقات” مجموعة من النساء جمعتهم قضية واحدة هي قضية النظرة الدونية للمرأة وقضية المرأة اللقيطة التي تربت في دار الأيتام وتم تقديمها للحياة دون سند يحميها، فما وجدت أمامها إلا طريق الرقص منفذاً لها، ومن أبدى رأيه من خلال الحلقات الأولى تسرع في رأيه وكان عليه انتظار النهايات ليعرف ما هو مغزى العمل الحقيقي، والجرأة التي قدمها “الصديقات” لم تكن جرأة إباحية ولكن جرأة فيها مواجهة للمجتمع الذي ظلم هؤلاء النساء ودفعهن إلى هذا السلوك.

الكاتب أحمد السيد في حوار خاص لـ”دارمو”

 

ثقافة كاتب واستيعابه:

وحول اختياره الكتابة عن قضايا النساء، قال “السيد”: عندما أكتب عن النساء فأنا أكتب عن أم وأخت وزوجة وزميلة وصديقة، أما كيف لامست عوالم النساء فهذه ثقافة كاتب واستيعابه لهذه العوالم والنظرة العادلة إلى المرأة التي نعتبرها نصف المجتمع، ولكن للأسف لا نعتبرها بأنها هي من ربّت النصف الآخر وجعلت منه قائداً لحياتها.

وعن ملامسة الكاتب العوالم النفسية للنساء، أوضح “السيد” أن الكاتب يجب أن يلامس عالم المرأة بالتجرد من أنانيته وثقافة المرأة الجارية والمسخّرة لخدمة الرجل وتلبية رغباته، فالمرأة ليست صورة جميلة فقط إنها روح شفافة وملهمة الرجل الحقيقي لكل ما هو حقيقي في هذه الحياة.

الكاتب أحمد السيد في حوار خاص لـ”دارمو”

 

إطالة قد تكون مسيئة:

وفيما يخص مسألة إطالة “الصديقات” إلى ما بعد رمضان، لفت “السيد” إلى أنه قدّم للشركة المنتجة مسلسلاً مكوناً من 30 حلقة أي ألف ومائتي مشهد، ولكن المخرج والشركة رأت أن أحداث المسلسل تحتمل أكثر من ثلاثين حلقة لذلك قاموا بإضافة مشاهد وحلقات وأحداث حتى أصبح 45 حلقة، وأضاف: “طبعاً أنا تفاجأت مثلما تفاجأ الجمهور بهذه الإطالة والحقيقة ربما تكون قد أساءت للعمل مع احترامي الشديد للمخرج وللشركة المنتجة”.

الكاتب أحمد السيد في حوار خاص لـ”دارمو”

 

يشار إلى أن “الصديقات” مسلسل اجتماعي، من تأليف وسيناريو أحمد السيد، وشارك بالتأليف جودت البيك، ومن إخراج محمد زهير رجب، ويشارك في العمل: صباح الجزائري، وسوزان نجم الدين، إمارات رزق، وديمة الجندي، وصفاء سلطان، ورنا شميس، ونظلي الرواس، ورنا ريشة، وروعة السعدي، وفايز قزق، ورضوان عقيلي، وعلي كريم، وتيسير إدريس، ومحمد حداقي، وكرم شعراني، وغيرهم.

 

          

منشورات مشابهة

دارمو تكشف تفاصيل عرض مسرحية “ألف تيتة وتيتة” في موسم الرياض

بالصور.. “دارمو” يكشف تفاصيل مسلسل “ثمن الخيانة”

هالة صديقي تكشف لـ”دارمو” عن جديدها الفني في “موسم الرياض”