عامر فؤاد عامر لـ “دارمو”: الموسم الدرامي لهذا العام “مقبول” لكنه غير جيد 

فرح درويش – دارمو- دمشق:  أكد الناقد والصحفي الفني عامر فؤاد عامر في لقاء خاص مع موقع “دارمو” أن الموسم الدرامي لعام 2025 يعتبر مقبولاً لكنه لا يرقى لأن يكون على درجة جيدة، فالدراما العربيّة عموماً ليست متعافية ولم تأخذ دورها السليم والقوي حتى يومنا هذا.

وقال إن دراما رمضان 2025 حملت حضوراً للفنّان السوري (ممثلاً ومخرجاً) في الدراما العربيّة، فوجدناه في المسلسلات الخليجيّة والمشتركة والمصريّة، وهذا يدلّ على مرونة الفنّان السوري وقبول الجمهور العربي له.

وأضاف أن المسلسلات السوريّة لهذا الموسم كانت خجولة من حيث العدد، ومن حيث النوعيّة، فيوجد عملين فقط يمكن المجاهرة بأنهما على سويّة جيّدة في صناعة العمل الدرامي وهما: “تحت سابع أرض” و “البطل” فقط، أمّا باقي الأعمال فحملت سويّة عاديّة أو أقلّ، ونتكلّم عنها ونقيمها ضمن الشرط الذي وجدت عليه، وليس لأنها ذات ميّزات دراميّة مهمّة.

أفضل موسم

وتابع أن الموسم الحالي 2025 أفضل بقليل من الموسم الدرامي 2024 السابق له، فالموسم الماضي كان لدينا عملين بسويّة دراميّة جيّدة وهما: “تاج” و”أغمض عينيك”، وتفوق عليه هذا العام بازدياد

التجربة الكوميديّة فيه من خلال ثلاثة أعمال (ما اختلفنا 2، نسمات أيلول، يا أنا يا هي) في حين كان الموسم السابق يحمل تجربة كوميديّة وحيدة (ما اختلفنا 1)، أيضاً هذا الموسم حاول أن يضيف لصنف البيئة الشاميّة فكرة أن تاريخ هذه البيئة مليء بالقصص والحكايات فجاء مسلسل “ليالي روكسي” يتحدّث عن كواليس صناعة أوّل فيلم سينمائي سوري (المتهم البريء) وهذه علامة مضافة لهذا الموسم 2025.

وأردف أن هذا الموسم لم نرى فيه تكراراً لفكرة الأجزاء، إلا من خلال مسلسل “ما اختلفنا” الذي يعتمد بالأساس على فكرة اللوحات الكوميديّة، وهذا الأمر جيّد، ومن النقاط اللافتة في الموسم أيضاً اعتماد مسلسل “البطل” على نص أدبي، مسرحيّة زيارة الملكة للأديب ممدوح عدوان، وهذه النقطة أضافت قيمة وقوّة للعمل الدرامي.

بالإضافة إلى أنه لم يحمل الكثير من مشاهد العنف والدم مثل سابقه، إذ وردت هذه المشاهد في بعض الأعمال مثل “السبع” و”قطع وريد” ولكنها كانت أكثر من ذلك في الموسم السابق و المواسم التي قبلها.

 

سلبيات الموسم 

وأشار إلى أن سلبيات هذا الموسم تتمثل في غياب الأعمال ذات الصبغة الاجتماعيّة والبعد النفساني، مثل “أغمض عينيك” في الموسم الفائت، أو “لام شمسية” في الدراما المصريّة هذا الموسم، فمثل هذه الأعمال تقترب من الناس ويمكن أن تدخل كل البيوت بسلام من دون إيذاء المتلقي.

كما أنه خالي من الأعمال التاريخية، عدا مسلسل ” معاوية” الذي ضم نجوماً سوريين لكنه لا يحسب من أعمال الدراما السورية بكل الأحوال.

مواضيع الأعمال 

وحول مواضيع الأعمال التي طرحت في الموسم، أوضح عامر أنها تراوحت بين المقبول والجيد، لكنها لم تكن مذهلة ومهمة ومؤثرة بأعماق المجتمع، ولربما مناقشة فكرة البطل والبطولة في مسلسل “البطل” تسترعي الانتباه ومن الجيد الإشارة إليها وفقط.

تأثر الأعمال بالأحداث السياسية

وبين عامر أن الموسم لم يقع في أخطاء جسيمة  بسبب انقطاع الأعمال عن متابعة التصوير، ولكن بعض الأعمال استفادت من ذلك وسارعت لتقديم افكار تتماشى مع الواقع المتغير، فشاهدنا لوحات ف بمسلسل “ما اختلفنا” تتحدث عن التكويع والمرحلة السابقة والمرحلة الجديدة، كما راعى مسلسل “البطل” الموازنة بين أطراف القتال، وبعض الأعمال حاولت الاشتغال على مشاهد تنتقد فيها لسان حال بعض الشخصيات كما في “تحت سابع أرض” و”ليالي روكسي”.

الوجوه الشابة 

وشدد عامر على أن الدراما السورية عادت إلى حالتها الصحيّة التي تدعم من خلالها الوجوه الجديدة، وتمهد لولادة نجوم جدد، إذ منح هذا الموسم فرصاً مهمّة للوجوه الجديدة مثل طلاب الدفعة الأخيرة من المعهد العالي للفنون المسرحية التي حضرت أمام كاميرا الليث حجو في مسلسل “البطل”، كما كان هناك أسماء جديدة حضرت للمرة الثانية في تجاربها في عدة أعمال أخرى وهذا يدل على استمرارية توافر مثل هذه الفرص حتى يستطيع الممثل الشاب استلام الدفة من الجيل الذي سبقه.

مسلسل “نفس”

وحول الدراما المشتركة وحضورها في هذا الموسم، قال عامر إن حضور عابد فهد ومعتصم النهار في مسلسل “نفس” رفع من شأن العمل، كما أنه يحمل حكاية لطيفة تليق بمستوى الأعمال الدرامية المشتركة، لكن العمل لم يجدد شيء على المستوى المعهود لمثل هذه الأعمال التي لاقت رواجاً خلال الفترة المقبلة.

ثنائيات الممثلين 

وأشار إلى أن حضور الثنائيات هذا الموسم كان مهماً ولافتاً، ومن أبرز الثنائيات (تيم حسن – كاريس بشار) فالجمع بين نجمين بهذا الحجم يحتاج إلى دراسة وهدوء وإتقان وكل هذه الشروط كانت محققة.

بالإضافة إلى ذلك، كان التجريب حاضراً في ثنائيات جديدة مثل: (محمود نصر – رسل الحسين) و( نور علي – خالد شباط) في مسلسل “البطل” وهو أمر مهم جدّاً.

وتابع أن ما لفت نظره أكثر هو وجود ثنائية ( ملهم بشر – درويش عبد الهادي) في “نسمات أيلول” وشخصيتي “نورس وشاهين”، إذ كانت امتحاناً صعباً لكلا الممثلين ليس فقط لعدد التجارب لكل منهما فقط بل لأن التجربة هذه المرّة كوميديّة وهي من أصعب المهام على الممثل.

الأعمال والنجوم المميزين

أما أكثر الأعمال مشاهدة، فأوضح عامر أنها مرتبة وفق الآتي ” تحت سابع أرض” و “البطل” و”نسمات أيلول” و “تحت أرض – موسم حار”، فيما كان مسلسل “العهد” و”السبع” و”بنات الباشا” غير موفقين.

وكان النجم تيم حسن الأكثر تميزاً إذ قدم أداءً لافتاً جذب انتباه الجمهور من كافة الشرائح، ونجح في تطويع حركات الجسد واللعب على الكلمات والتقليد.

ولفت إلى أنه يتوقع للممثل الشاب ملهم بشر مستقبل لافت، إذ أنه يمتلك حضور محبب وبناء وكان موفق في التسليم والاستلام من شركائه في المشهد.

كما أن الفنانة رنا ريشه والكاركتر الذي قدمته في “ليالي روكسي” كان جديد عليها، ومغامرة صعبة خاضتها من أجل التغيير تستحق الإشادة.

وحاول الممثل نزار أبو حجر تقديم أعمال تختلف عن طريقتهم ومسيرتهم المعروفة، فشاهدناه في مسلسل “ليالي ركسي” مختلف ومتجدد وضبط حركات جسده ولغته التي عرف بها.

          

منشورات مشابهة

فيلم “سوار” يفتتح العرض الأول من مهرجان أفلام السعودية 

بالصور.. الانتهاء من تصوير مسلسل تحت الصفر

جوان ملا لـ “دارمو”: هذه سلبيات الموسم الدرامي السوري