بردى – دمشق – دانا وهيبة: قبل أيام ظهرت الفنانة ديمة قندلفت وهي تحرق أصابعها بعود كبريت، معلنة عن قبولها الدخول في التحدي وتوجيهه لفنانين آخرين. الموضوع الذي لفت الناس عبر السوشال ميديا كان تحدٍ أطلقته جمعية بسمة بعنوان “تحدي عود الكبريت”، وهو أول تحدٍ سوري الهوية على الإنترنت، هدفه دعم الأطفال المصابين بمرض السرطان، وقد تبنت هذه الحملة شركة “دايركت لاين” المتخصصة بالدعاية والإعلان والإنتاج والتوزيع الفني، واختارت له شهر شباط الجاري باعتبار أن يوم “15 شباط” هو اليوم العالمي للأطفال المصابين بمرض السرطان.
والبداية كانت من الوسط الفني، حيث استعانت الشركة بالفنانة ديمة قندلفت التي نشرت فيديو عبر حساباتها الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي بثلاث لغات (العربية والفرنسية والإنكليزية) موجهة دعوة للجمهور ورواد السوشل ميديا إلى المشاركة في هذه الحملة، قائلة “الوقت يمر بسرعة، وعود الكبريت إذا انطفأ لا يمكن إشعاله مرة أخرى، وهكذا جمعية بسمة تسابق الوقت مع الأطفال المصابين بالسرطان، ولكن هذه ليست مسؤوليتها لوحدها، هذه مسؤوليتنا جميعاً، تعالوا لا نضيع الوقت، ونتحدّ أنفسنا كي يصبح لكل منا دور”.
شكران مرتجى كانت ثاني الفنانات المشاركات في هذا التحدي، وبينت أنها شاركت بهذا التحدي انطلاقا من ايمانها بمساعدة الآخرين “فكيف اذا كانو مرضى السرطان” سيما أنها فقدت صديق عزيز بهذا المرض وهو الفنان نضال سيجري واختتمت “ساعدوا مرضى السرطان بأنكون تشعلولون شمعة وتتبرعولن”.
أما الناشطة في المجال الإنساني “لورا خضير” والتي شاركت التحدي، أكدت أنها توجه دعوة عبر هذا التحدي لدعم الأطفال والعناية بهم، وهذا الدعم لا يتحقق بالأقوال بل بالأفعال، “نحرق أصابعنا بأعواد الكبريت لنشعر بألم الصغار المصابين بالسرطان”.
لفت نظر
موقع بردى التقى بالمديرة العامة لشركة “دايركت لاين” مايا بتساليدس التي تحدثت لنا عن سبب اختيار قندلفت، مشيرة إلى أن الأخيرة فنانة مميزة وموهوبة ولها شريحة كبيرة من المتابعين ما يساعد في نشر حملتهم بطريقة أسرع وعلى نطاق أكبر، كما بينت لنا أن الهدف الرئيسي من إطلاق هذه الحملة وهو رفع مستوى الوعي والمعرفة لدى الناس حول المعاناة الكبيرة التي يعيشها أطفال السرطان خاصة في ظل ظروف الحرب والمرض، في محاولة التأثير عليهم وتحريك الجانب الإنساني لديهم لتقديم جميع أشكال الدعم للأطفال، فكلما ازداد الوعي لدينا تجاههم تمكنا من فهم حالتهم أكثر وتقديم المساعدة لهم بشكل صحيح وفعّال”.
وأوضحت أن هذا التحدي موجه لكل فئات المجتمع وبمختلف الأعمار، وأن الانطلاقة كانت من سوريا لتصل إلى العالم ككل، ولهذا السبب تم تنفيذ الفيديو بثلاث لغات كي نكون أول من يقدم وعي تجاه أطفال السرطان، ودعم لجمعية بسمة التي تقدم لهم المساعدة بكل محبة وعطاء ، وعن سبب استخدامهم عود الكبريت كأداة للتحدي أوضحت مايا أن احتراق عود الكبريت السريع أشبه بالوقت الحرج والقصير، وحاله كحال الطفل المصاب بالسرطان الذي من الممكن أن تسوء حالته الصحية بسرعة إذا لم تتوفر فرصة العلاج الكاملة إلى أن يفقد حياته، “فكلما كنا سريعين بتقديم المساعدة، زادت نسبة إنقاذه فهذا المرض غير ميؤوس منه وحالات الشفاء منه كثير” وتضيف بتساليدس: “حرق الاصبع الناتج عن اشعال عود الكبريت هدفه الإحساس ولو بجزء بسيط بألم الطفل النفسي والجسدي خلال أخذ الجرعات.
واختتمت مايا: “إذا مو قادرين نساعد كتير بكفي أرسال رسالة قصيرة على ١٢٩٩ من أي خط MTN فيها كلمة (بسمة) أو على ١٠٧٧ من أي خط سيريتل فيها (٥٠٠ ل.س)”. يذكر أن جمعية بسمة وهي منظمة أهلية تطوعية لدعم الأطفال المصابين بالسرطان تأسست في نيسان عام 2006، وتقدم عدة برامج الدعم النفسي والمعنوي للأطفال وأهاليهم خلال فترة العلاج.