بردى – دمشق – دانا وهيبة: ابنة عائلة فنية عريقة اقتحمت مجال التمثيل في سن مبكرة ورغم دراستها للحقوق إلا أنها رفضت البقاء في أروقة المحاكم واختارت الظهور عبر الشاشة لتمتع الجمهور بحضورها وفنها.
وابتعدت عن التنميط بالشخصيات التي لعبتها فقدمت جميع الأدوار الدرامية. وقفت “سلمى المصري” على خشبة المسرح فسرقت الأضواء وظهرت على الشاشة الكبيرة فأبهرت وأطلت على الشاشة التلفزيونية فتركت بصمة واضحة بعد مسيرة فنية طويلة.
حبها الكبير لوطنها وانتمائها لفت الجمهور فلقبها بـ “عروس الشام”
قدمتي هذا العام اعتذارات كثيرة ما السبب؟
نعم اعتذرت عن عدة أعمال بعضها لم تكن ملائمة من ناحية الشرط الفني وأخرى لم نتفق فيها على الأمور المادية.
باب الحارة من أكثر الأعمال متابعة في موسم رمضان وله جماهيرية كبيرة داخل سوريا وخارجها.. هل أنت نادمة على عدم مشاركتك بالعمل؟
لست نادمة على ذلك، فقد قمت بأداء أدوار أخرى في مسلسلات شامية أخرى.
لو خيروك بين عملين أحدهما شامي والآخر معاصر على أيهما سيقع اختيارك؟
أفضّل العمل المعاصر لأنه يلامس واقعنا وحياتنا، فالأعمال الشامية التي تقدم غالباً ما تعتمد اسقاط معين، وتنحصر ضمن بيئة معينة، كما أن قصصها مكررة، ولا تعكس دائما صورة جميلة عن بيئتنا.
وأرى بأنه من الضروري استبدال هذا النمط من الأعمال بغيره “نطلع منا بقا” ونتناول أمور حياتية معاشه خاصة بظل هذه الظروف.
أي مؤخراً الأعمال الشامية لا تجذبك ولا تفضلين المشاركة بها؟
الأعمال الشامية أصبحت فلكلور فهناك قصص تتكرر في جميع المسلسلات من النوع ذاته، إضافة إلى وجود الشخصيات نفسها بالأعمال الأمر الذي يوقع المشاهد في حيرة بين تلك الأعمال “صار يخربط بيناتون”.
آخر أعمالك الشامية “عطر الشام” ما الذي شجعك على المشاركة به، خاصة بعد أن عرفنا رأيك بها؟
جذبتني الشخصية التي لعبتها فهي امرأة واعية تعتبر قدوة لأهالي حارتها لما تمتلكه من عدالة وهي المرجع الأول لهم، كما أنها محبة لعائلتها ولمن حولها “عندا طيبة الست الشامية”.
جدك هو عازف العود الشهير عمر النقشبندي؟ هل أثر في مسيرتك الفنية؟
بكل تأكيد كوني نشأت في منزله وورثت عنه حب الفن والموسيقى رغم أني لا أتقن العزف على أي آلة موسيقية ولا الغناء لكن “خوالي” كانوا يعملون في مجال التمثيل، وهذا ما دفع والدي على تشجيعي للمشاركة في برامج الأطفال والعمل في هذا المجال، وعندما دخلت أحببته واستمريت.
رغم أنك درست الحقوق لكنك توجهت للفن لما لم تعملي بمجال دراستك؟
الدراسة تختلف عن الميول، “مو كل حدا درس شي اشتغل فيه”، هناك أشخاص درسوا الطب أو الهندسة وتوجهوا للفن، الأمر نسبي يتوقف على ميول الشخص “ووين بيلاقي حالو” وبأي مجال يرى نفسه، ويقدم المنحى الذي يختاره.
ألم تعملي أبداً بمجال الحقوق؟
لا ابدا.
كيف دخلت مجال الفن أنت وشقيقتك مها معاً؟
أنا ومها شاركنا ببرامج الأطفال سوية وتابعنا بمجال الفن بعده، وبتلك الفترة كانوا بحاجة لمشاركة أطفال في الأعمال الدرامية وهكذا جرت الأمور.
لكنك تابعتي بالفن أكثر من مها ما السبب؟
سفرها لمدة 16 سنة ما بين السعودية والكويت وكذلك زواجها أبعدها عن الفن، أما أنا استمريت لأني كنت متواجدة حينها وشاركت بأعمال واستمريت أكثر منها.
كيف تصفين علاقتك بها؟
مها شقيقتي وصديقي وتوأم روحي
نلت منذ حوالي العامين جائزة الدولة التقديرية، ماذا تعني لك؟
هذه الجائزة بالتحديد لها خصوصية كبيرة كوني نلتها من الدولة بمرسوم من السيد الرئيس وهي جائزة تقديرية وتكريمية عن مسيرة فنية، وأعطتني شعور بأنه تم تقدير عطائي.
الجائزة كقيمة معنوية تعني لي الكثير وأي جائزة أحصل عليها بعدها لن تعني لي بمقدارها، وكذلك القيمة المادية لكن المادية لا تفرحني كالمعنوية.
وهذه الجائزة شهادة اعتز بها.
ألا تعتقدين أن هذه الجائزة تأخرت بعد مسيرتك الطويلة؟
لا أشعر بذلك وإنما عطاءاتي مستمرة ولا زلت قادرة على العطاء والتقديم، وهذه الجائزة بمثابة حافز كي أعطي أكثر خاصة انني في أوج العطاء.
لك مشاركة مصرية واحدة، هل أنت راضية عنها؟
بالطبع لأنها كانت بمكانها، العمل كوميدي لطيف والممثلين المشاركين محترفين، كنت سعيدة جداً بهذه التجربة.
رغم سعادتك بالتجربة لكنها لم تتكرر لماذا؟
للأسف الظروف الصعبة التي مرت على سوريا منعتني من الاستمرارية كوني قررت البقاء في سوريا وعدم مغادرتها رغم العروض الكثيرة التي تلقيتها لكني لست قادرة على المغادرة وترك سوريا.
أتشعرين بأنك وصلت لمرحلة لا تقبلين فيها إلا دور بطولة فقط؟
الأعمال السورية المقدمة إجمالا تعتمد على البطولات الجماعية الا باستثناءات قليلة (أعمال قليلة تعتمد على بطولة شخص او على شخصية محورية). والممثل بعد مسيرة فنية طويلة يتخللها أدوار بطولية عديدة، لن يعد يكترث لكلمة بطولة وانما لطبيعة الدور، وأحيانا ألعب دور ضيفة شرف بعمل إذا كان الدور مميز ويترك أثراً كبيراً لدى الناس.
أتفكرين بالكم أم بالنوع؟
لم أعد أفكر بكمية الدور بقدر النوعية أو الكيفية التي سيقدم الدور من خلالها.
نراك دائمة السفر إلى دبي، لماذا؟
زياراتي إلى دبي عائلية فابني مقيم هناك، أسافر كل ستة أشهر تقريبا الى هناك وأمكث قرابة الأسبوعين الى ثلاثة أسابيع.
كيف تصفين علاقتك بحفيدتك سلمى؟
من الصعب أن أصف هذه العلاقة فهي عمري وحياتي وكل ما أملك، هي الفرحة والبسمة التي تعطي الفرح والطاقة، فعندما أساهم بزرع ابتسامة طفل أشعر براحة نفسية كبيرة ويشحنني بطاقة إيجابية، الأمر الذي يزيد من خوفي على أطفال سوريا “لأنو عنا طفلة” وبالنسبة لي الأطفال هم نقطة ضعفي لا أستطيع رؤية طفل حزين أو مشرد “بنقهر”.
هل ترين أنها ممكن أن تكون خليفتك فنياً؟
لا أعلم الأمر يتوقف على ميولها عندما تكبر.
هل صحيح أنك تربي عدد كبير من القطط في منزلك؟
في السابق نعم ربيت قطط لكن الآن لا استطيع ذلك خوفاً على صحة حفيدتي.
ما سر ابتعادك عن الأضواء مؤخراً؟
لم ابتعد عمداً لكن تواجدي مع العائلة وحياتي الاسرية شغلتني كثيراً.
هل تعتقدين أن مسلسل “مرايا” هو الانطلاقة الحقيقة لك وسبب شهرتك؟
لا بالطبع فبداية سلسلة مرايا كانت في الثمانينات وانطلاقتي كانت قبل تلك الفترة، شاركت في عدة لوحا من مرايا تركت صدى لدى الناس والعمل عموماً له جماهيريته كونه يتضمن نقد اجتماعي للواقع، وانا شخصيا استمتعت بالعمل كون الممثل يتمكن عبره من أداء شخصيات مختلفة حسب طبيعة اللوحة.
الرسالة التي توجهيها للفنان ياسر العظمة؟
أتمنى أن نراه قريباً في سوريا وبقدم أجزاء جديدة من مرايا فالجمهور اشتاق لأعماله ووجوده جميل بيننا.
كيف تقيمين ظهور الفنانين الشباب في الدراما السورية؟
أتمنى أن يتمكنوا من اثبات وجودهم على الساحة الفنية وأن تتيح لهم فرص مناسبة ضمن هذه الظروف كي يظهروا ويتقدم لهم الدعم فهناك شباب سوريين موهوبين.
ما هي نصائحك لهؤلاء الشباب؟
انصحهم أن يتمتعوا بالالتزام وحب العمل الفني “يحبوه لحتى يحبون” فالشهرة ليست الأهم فهي تأتي لاحقاً وعليه التركيز على أعمالهم والشخصيات التي سيلعبونها
وأن يتذكروا دائما “يلي بيجي بسرعة بروح بسرعة” الموضوع بحاجة لتعب كي يصلوا للنتيجة المرجوة.
هل الدراما السورية بخير؟
أتمنى أن تكون بخير في ظل هذه الظروف والصعوبات التي نعيشها من كل النواحي.
من هو صديقك المقرب من الوسط الفني؟
أنا بعيدة جدا عن أجواء الوسط الفني لكن سحر فوزي هي الأقرب كوننا سافرنا سوية عدة مرات وأحب غادة بشور كثيراً.
نقطة القوة لديك؟
الحب بداخلي
نقطة ضعفك؟
الدموع الحقيقية التي أشعر بها
متى تذرفين دمعة؟
عندما أرى حروباً ودماراً في العالم
هل لديك موهبة مخبأة؟
سماع الموسيقى والرسم
من هو صديقك الصدوق؟
أختي مها
ما لا تغفرينه؟
الخيانة والنفاق.
كتابك المفضل
“ذاكرة الجسد”
فيلمك المفضل؟
“الحارس الشخصي”
أغنيتك المفضلة؟
“أحبك” لعبد الحليم
ممثلك المفضل؟
دريد لحام
كيفي تقضين وقت فراغك بعيدا عن العمل؟
أنا امرأة “بيتوتية” وأحب الطبخ كثيرا والجلوس مطولا مع أولادي
ما وجبتك المفضلة؟
المقلوبة أحبها كثيراً