بردى – دمشق – دانا وهيبة: منذ اندلاع الحرب السورية، هجر مجموعة من النجوم السوريين دراماهم، والتجأوا إلى درامات أخرى بحثاً عن ظروف أفضل سواء مادية أو إنتاجية أو فنية، فيما باتت أزمة سوء النصوص مشكلة تطارد أغلب الفنانين خلال السنوات الأخيرة ولطالما اشتكوا في حواراتهم الصحفية من ذلك مرجعين السبب إلى استقرار الكتاب المحترفين خارج البلاد.
ونتيجة لذلك يسجل بعض نجوم السوريون حضورا في الدراما المشتركة أو المصرية منهم: الفنان السوري باسل خياط الذي وجد خلال السنوات الأخيرة في الدراما المصرية ملاذا آمنا ومنبراً يطل من خلاله على جمهوره العربي، سيما بعد النجاح الباهر الذي حققه عبر مسلسل “30 يوم” الذي عرض في الموسم الفائت، اما في الموسم المرتقب سيطل عبر مسلسل مصري جديد عنوانه “الرحلة” عن نص للكاتبة السورية نور شيشكلي سيناريو وحوار عمرو الدالي وأحمد وائل وإخراج حسام علي، ويلعب خياط في العمل دور دكتور كيميائي يعاني من مرض واضطراب نفسي، وسيرتكب العديد من الجرائم خلال أحداث المسلسل.
وإلى جانب هذا العمل يشارك باسل خياط في بطولة مسلسل مشترك عنوانه “تانغو” نص اياد أبو الشامات إخراج رامي حنا انتاج “ايغل فيلمز”.
بدوره اختار الفنان السوري قصي خولي الدراما التاريخية ليطل عبرها هذا الموسم، وشارك في بطولة مسلسل “هارون الرشيد” سيناريو عثمان جحا وإخراج العراقي عبد الباري أبو الخير وإنتاج شركة غولدن لاين، إذ سيجسد فيه دور الخليفة العباسي “هارون” مستعرضاً سيرته الذاتية، كذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار التي تلعب أيضاً أحد أدوار البطولة فيه “العباسة” شقيقة هارون، وديمة بياعة “العصماء”.
أما الفنان تيم حسن وبعد نجاحاته المستمرة مع شركة “الصباح” اللبنانية للإنتاج والتوزيع الفني، يسجل تعاوناً جديداً هذا الموسم أيضاً مع الشركة، عبر الجزء الثاني من مسلسل “الهيبة” والذي يحمل عنوان “الهيبة – العودة” وسيتابع لعب شخصية “جبل”.
سلاف فواخرجي تعود هذا الموسم إلى الدراما المصرية عبر مسلسل خط ساخن بعد انقطاع عنها لعدة سنوات، وتؤدي فيه شخصية “عالية”، التي تهتم بحالات المرضى الأكثر عرضة للانتحار وتحاول مساعدتهم مما يجعلها تتورط فى الاتهام بجريمة قتل، إلى جانب مسلسل “هوا أصفر” بدور “شغف” امرأة عملية ذات شخصية لمّاحة ومؤثرة، تعيش مجموعة من التقلبّات حيث تجد نفسها في مواجهة صراعات محتدمة تقاوم خلالها تياّرات الهواء المسموم، وتتصدى لكل الألاعيب التي تعصف بحياتها، وتنال من استقرار عائلتها، وسلامها الداخلي، يخفق قلبها للحب وتجد نفسها ممزّقة بين ماضٍ يرخي بظلاله على حياتها، ومستقبل تتطلع اليه يكون أكثر نقاءً واستقراراً لكنّه ليس سهل المنال.
طريق!
وبالنسبة لعابد فهد، عاد هذا العام للتعاون مع نادين نجيم في مسلسل “طريق” (إعداد سلام كسيري عن رواية للكاتب نجيب محفوظ، وإنتاج شركة الصبّاح للإعلام،( بعد نجاحهما في مسلسل “لو” أول ثناية لهما عام 2014، وسيلعب هذه دور “جابر سلطان” وهو شخص بشوش ويملك مطعم “السلطان” في لبنان، لكن شخصيته المرحة لا تمنع من كونه سليط اللسان ولاذع الكلمات، كما أنه قليل الثقافة والمعرفة رغم ثروته الكبيرة.
بعد مضي 6 سنوات على وفاة زوجته وولده الوحيد بحادث سير، ينتقل للعيش في لبنان لتضعه الأقدار في مواجهة الامرأة الفقيرة “اميرة/نادين نجيم” لتتعرض علاقتهما للكثير من المطبات.
أما قيس الشيخ نجيب فيكرر ثنائيته مع ماغي بو غصن هذا الموسم عبر مسلسل “جوليا” نص مازن طه وإخراج إيلي ف حبيب، وإنتاج ايغل فيلمز، بعد تجربتهما الأولى في مسلسل “ياريت”، ويؤدي دور عاصي الطبيب النفسي المبتكر، تلجأ إليه إحدى المريضات كي يساعدها على الشفاء من مرضها دون أن يعرف بأنها تخطط للعبة كبيرة.
ورقة رابحة!
هؤلاء جميعاً سيغيبون عن دراما بلدهم ليلمعوا في دراما أخرى كحالهم في السنوات السابقة، ويوضح الصحفي والناقد الدرامي وسام كنعان أنه الممثل السوري هو بمثابة الورقة الرابحة لشركات الإنتاج اللبنانية التي تنجز بدقة «طلبيات» ترسلها إلى المحطات الفضائية حسب الحاجة، ويشرح كنعان بأن هذه الأعمال تحقق معادلة درامية ففي مقابل الجمال و«الستايل» وعرض الأزياء الذي كانت تقدمه ملكات جمال ومغنيات وممثلات لبنانيات، في هذه الأعمال كان لابد من وجود قيمة فنية وسوية أدائية، ومنسوب معين من فن التمثيل الحقيقي، وهو ما قدمه الفنان السوري.
ويرى كنعان بأن الممثلين السوريين الذين أنجزوا دراسات أكاديمية، وورشات تدريبية قاسية في «المعهد العالي للفنون المسرحية»، أو خلال مشوار عملي طويل في ظروف مهنية خالصة، مع مخرجين بارعين ، ومن ثم حفروا طريقهم بأظافرهم، وحققوا نجاحات مشهود لها في العالم بالعربي، ووصل بعضهم إلى هوليود، لا يمكن مقارنتهم بالوافدين حديثاً إلى عالم الشهرة، متكئين على الجمال والأزياء والظرف الذي خوّلهم من الوقوف جنباً إلى جنب مع قامات فنية لامعة، ولا ينكر التقدم الذي حققه الممثلون اللبنانيون، إلا أن المقارنة ظالمة جملة وتفصيلاً.
ويتابع كنعان، بأن ما يحدث الآن في منتهى الخطورة، لأنه محاولة لتحويل الممثل السوري إلى سنيّد أو ممثل صف ثان مقابل إتاحة الفرص للطرف الثاني كي يتسيّد المشهد. الأمر بدا وضاحاً مع عابد فهد و«التيزر» الترويجي الأول لمسلسل اسمه «طريق« (عن قصة الشريدة لنجيب محفوظ إخراج رشا شربتجي) والذي تظهر فيه نادين نجيم وحدها، دون مرور ولو عابر له، ويشرح:”مهما كان الموضوع يتعلق بخطة ترويجية فإنه معيب ومؤذ، والحالة تتكرر عندما نشاهد قيس الشيخ نجيب يساند في الخطوط الخلفية ممثلة اسمها ماغي بوغصن، في مسلسل معرّب عنوانه «جوليا»”.
ويختم كنعان الصحفي في جريدة الأخبار اللبنانية، بأن خلاصة القول هي أن الممثل السوري حصان رابح بالنسبة لشركات الإنتاج، وجوكر يمكنه إحراز دهشة عند صياغته العديد من الشخصيات المتناقضة بحدة، وتواجده في أي عمل عربي يأتي بذريعة موهبته وشهرته وتاريخه الفني الحافل وجماهيريته، وما يحصل معه حالياً في لبنان مسألة متوقعة طالما أننا الحلقة الأضعف اليوم بسبب الحرب، لكن الأمر لن يتسمر طويلاً فالنهضة السورية الشاملة والتعافي الفني قادم خلال الشهور المقبلة، تزامنا مع اندحار الارهاب وبدء إعادة الإعمار.