هاني هاشم – دارمو – دمشق
لطالما ساهمت الموسيقى التصويرية في الدراما السورية وأغاني بعض شارات المسلسلات السورية بحفر صورة وصوت تلك الأعمال في ذاكرة المتلقي وجعلها من الأعمال الخالدة والتي شكّلت قيمة كبيرة في ذاكرة الجمهور وأسهمت في انتشار الإنتاجات الدرامية وزيادة شعبيتها.
“الموسيقى التصويرية هي الإخراج الثالث للعمل”
وحول أهمية الموسيقى التصويرية في سوريا بنجاح أي عمل درامي وفني، وما الذي تضيفه للعمل أكد المؤلف الموسيقي “رضوان نصري” لـ”دارمو” أنه سابقاً كانت الموسيقى التصويرية حالة تزينية وملئ فراغ في المسلسل لأن “تراك” الصوت لم يكن متطوراً ولم تكن الموسيقا مستخدمة بطريقة صحيحة كحالة نفسية،
وقال: “بعد ذلك تطورت الموسيقى التصويرية وتم الوصول لنتيجة تقر أنها الحالة النفسية المساعدة للممثل، وبالتالي أصبحت الموسيقى هي الإخراج الثالث للمسلسل أو الفيلم وأصبحت توظف الممثل وحالته النفسية بشكل صحيح وتزيد من تألقه، وأصبحت تعطي الهوية الأولى للعمل”.
“الغناء في شارات المسلسلات سلاح ذو حدين”
وحول سر نجاح شارات المسلسلات التي يضاف عليها صوت غنائي وخاصة لفنانين مشاهير قال “نصري”: غناء الفنانين في شارات المسلسلات ليس بالضرورة أن يكون مجدياً، وتكون حسب التوجه الفني للشارة، وممكن أن نشاهد أغاني لا تشبه المسلسلات وتصبح مشهورة أكثر من المسلسل نفسه، وهذا دليل أن الأغنية ليس لها علاقة بالمسلسل، ما يشكل عبءاً على المسلسل، وبالتالي هذا الموضوع سلاح ذو حدين.
وتابع: “بالمحصلة هي تسمى موسيقى تصويرية وليس من الضرورة أن تكون مغناة، والأصح أن تكون شارة موسيقية ولا تحوي على غناء، والشارات الغنائية موجودة فقط في العالم العربي وليست موجودة في الدول الأخرى”.
“موسيقى دراما 2024 أفضل من 2023 لهذا السبب”
وحول الموسيقى التصويرية لموسم دراما 2024 أوضح المؤلف الموسيقي رضوان نصري أنها جاءت أفضل وأهم منها في عام 2023 لكن المشكلة تكمن في تسليط الضوء من فبل بعض وسائل الإعلام على بعض الأعمال، وللأسف المسلسل الذي لا ينشهر على الصعيد الشعبي تُهمل موسيقاه التصويرية، على عكس الشعوب الغربية التي لا تُهمل الموسيقى التصويرية للعمل حتى لو فشل فنيّاً.
“المؤلف الموسيقي لا يعمل على مبدأ الجمهور عايز كدا”
وفي سؤال حول ما يميز الموسيقى التصويرية السورية أو الموسيقيين السوريين عن غيرهم عربياً أجاب نصري: ما يميز الموسيقيين السوريين أنهم يحملون رسالة ولا يعملون على مبدأ “الجمهور عايز كدا” ويحب الموسيقي أن يختلف مع الشيء المتداول ويحاول اكتشاف نماذج جديدة من الموسيقى.
وقال: “الموسيقى التصويرية حالة ذوقية وتختلف عن السوق التجاري للموسيقى والأغاني، وبالتالي لا تكون حالة رائجة، إنما تكون نخبوية تراعي أكثر شريحة ممكنة، والموسيقى السورية لها رواج كبير في الدول العربية”.
“الموسيقى التصويرية حالة نفسية وهذه أدوات تطويرها”
وعن إمكانية تطوير الموسيقى التصويرية وما هو مستقبلها قال نصري: تطوير الموسيقى التصويرية يكون من خلال التعرف على مدارس غربية حيث أن للغرب باع طويل في هذا الموضوع ويسبقنا بتجارب كثيرة، وهناك تجارب عربية مهمة خاصةً في مصر أيضاً يُستفاد منها، بالإضافة إلى تطوير الأمور التقنية أيضاً وتطوير الآلات الموسيقية والأوركسترا والتركيز على الشباب الخريجين الموهوبين، بالإضافة إلى تطوير مهارات الملحن نفسه.
وتابع: الموسيقى التصويرية تتطور بشكل عام وممكن أن تتحول مستقبلاً إلى حالة مستهدفة كشغف للجمهور وهي تتحول إلى هذه الحالة يوماً بعد يوم كونها حالة نفسية تشبه الإنسان، وهذا ما نراه على أجهزة المتابعين والمهتمين من موسيقى تعكس شخصيتهم وتشبههم في كثير من الأحيان.
“الموسيقى التصويرية حالة روحانية وليست ميكانيكية”
وعن تطور الذكاء الصناعي ودخوله مجال الموسيقا واحتمال سيطرته عليه قال المؤلف الموسيقي رضوان نصري: لا أخشى كثيراً على الموسيقى التصويرية من الذكاء الاصطناعي لأنه لن يصل لمراحل متطورة بهذا المجال، لأن الموسيقى التصويرية حالة روحانية وليست ميكانيكية، وبالتالي لا يستطيع الذكاء الاصطناعي التحكم بالآلات الموسيقية على مختلف أنواعها كونها متعلقة بروح العازف الذي يستخدمها، لكن ربما يستعمل الذكاء الاصطناعي بأنواع موسيقية أخرى مثل موسيقى “التيكنو” و”الراب” و”الهيب هوب” و”الهاوس“.