جمهور “دارمو” يُفضّل الدراما القصيرة في منصات المشاهدة عربياً

 

دارمو – مارلين علي: سادت خلال السنوات الأخيرة الأعمال الدرامية القصيرة ذات الطابع السريع والمختزل، كنتيجة حتمية لتأثيرات لغة السرعة التي فرضت على الجمهور صيغة جديدة ضمن “عالم المشاهدة”، عبر المنصات الرقمية ومواقع التواصل الاجتماعي.

وغيًرت تلك المنصات عادات الجمهور وجعلته يبحث عن نمطٍٍ مختلف، مبتعدأ عن محطات التلفزيون التقليدية التي صارت تقدم محتوى يراه الغالبية مملاً بسبب سياسة “المطّ والإطالة”، الأمر الذي جعل اجتذاب الجمهور أمراً صعباً.

ووسط هيمنة تلك المنصات، انتشرت ظاهرة المسلسلات القصيرة التي لا تتعدى 15 حلقة، مخالفةً بذلك المنطق السائد حول الأعمال الطويلة بـ30 حلقة.

عودة طبيعية:

في الواقع، لم تكن المسلسلات القصيرة وليدة السنوات الأخيرة في الدراما العربية، فإذا عدنا إلى فترة ثمانينيات القرن الماضي نرى أن غالبية المسلسلات السورية، على سبيل المثال، كانت مؤلفة من 15 حلقة كحدٍ أقصى.

ومع ارتباط عرض المسلسلات بشهر رمضان، اتجهت شركات الإنتاج إلى تقديم مسلسلات من 30 حلقة، الأمر الذي أضعف الحبكة والإنتاج، وأدى إلى نفور المُشاهد من هذا النمط الذي يحكي بـ30 حلقة ما يمكن اختزاله إلى النصف أحياناً.

ويؤكد المنتج أشرف غيبور، مالك شركة “أشرف غروب” للإنتاج والتوزيع الفني، في حديثه لـ”دارمو” أن المسلسلات القصيرة هي التي كانت سائدة سابقاً “الفيلم التلفزيوني والثلاثيات والخماسيات والسباعيات حتى 13 حلقة”، ثم انتشرت الأعمال الطويلة كتقليد معين تنشر في شهر رمضان”.

عودة الأعمال القصيرة هي “عودة طبيعية”، بحسب غيبور، حيث أوضح أن الأمر الذي كان وراء عودتها هو السوشال ميديا وانتشار جمهورها الخاص به الذي يفضل الأعمال القصيرة كونها تتمتع بأنها غير مملة بعكس الأعمال الطويلة.

 

محددات الأرباح:

ويربط البعض بين انتشار المسلسلات القصيرة والأرباح العالية، وأنها تحقق أرباحاً أعلى من المسلسلات الطويلة، على اعتبار أن غالبية الأعمال الدرامية هي في النهاية مشروع تجاري بالنسبة لشركات الإنتاج.

ويرى “غيبور” أن الأرباح يحددها جودة العمل والتسويق الصحيح وليس قصر أو طول العمل، ولكن المسلسل القصير مرغوب أكثر.

باقية وممتدة:

تمنح المسلسلات القصيرة الفرصة لزيادة إنتاج عدد الأعمال الدرامية طوال السنة، وفي مواسم موازية لموسم رمضان، ما يثير التكّهنات حول سحب الأعمال القصيرة “بساط الجمهور” من الأعمال الطويلة.

ووفق “غيبور”، فإن الأعمال القصيرة باقية وممتدة، وقال إن الفترة القادمة للأعمال القصيرة، ولكن ستبقى بعض الأعمال الطويلة كتقليد لرمضان فقط وليس أكثر.

أكثر متابعةً:

وأظهر استطلاع أجراه موقع “دارمو”، أن 70% من الأصوات فضًلت متابعة المسلسلات القصيرة، أكثر من متابعة المسلسلات الطويلة أو المسلسلات التي تكون بأكثر من جزء.

وأيضاً من ناحية الإنتاج يؤكد المنتج “غيبور” قائلاً: أنا أحب الأعمال القصيرة، ولكن ذلك ليس شرطاً لزيادة إنتاجها، بل الشرط لزيادة الكم والنوع من الأعمال هو التسويق الجيد للأعمال والتي هي تشجع المنتج على إنتاج أعمال جديدة.

مساحة إبداعية:

أما من ناحية التأليف، فإن العمل الدرامي القصير يمنح المؤلف مساحة إبداعية تُبعد العمل عن الحشو بأحداث فرعية قد تقلل من قيمته، فيعالج موضوعات درامية مختلفة بأسلوب مناسب لإيقاع العصر السريع دون أن يتسلل الملل إلى المُشاهد فيفقد متعة المشاهدة.

فرصة:

كما يتيح هذا النمط من الأعمال الدرامية الفرصة للمزيد من المخرجين والمؤلفين والممثلين وإنتاج عدد أكبر من الأعمال الدرامية.

وحققت العديد من المسلسلات القصيرة العربية، مؤخراً، نجاحات بعد عرضها على المنصات ومنها ما عرض على قنوات تلفزيونية أيضاً، وتصدرت قائمة الأعمال الأكثر مشاهدة، منها المسلسل السوري اللبناني “الغريب”، والمسلسل المصري “الفريدو”.

          

منشورات مشابهة

تعرف على أبرز ردود عدنان أبو الشامات على منتقديه في السوشيال ميديا

بلال مارتيني لـ دارمو: أسعى لأن تكون خطواتي ثابتة وناجحة

تحليل طبي قد يكشف تعاطي سعد الصغير للمخدرات