فرح درويش – دارمو – دمشق: تصدر مسلسل “تحت سابع ارض” مواقع التواصل الاجتماعي مع بدء الموسم الرمضاني الحالي، وحظي العمل باشادات واسعة، وتفاعل كبير مع شخصياته.
الصحفي والناقد الفني عامر فؤاد عامر كشف في لقاء خاص مع موقع “دارمو” عن رأيه باداء الممثل “تيم حسن” في مسلسل “تحت سابع ارض” والذي لاقى اعجاب الجمهور وجذب انتباههم منذ بداية الموسم.
وقال عامر إن أداء تيم حسن لافت، فهو يستطيع من خلال دراسته لتفاصيل الشخصية سحب المتلقي وأسره ليتابع كلّ ما يدور حول الحكاية، وهذا ينطبق تماماً على شخصيّة “موسى الناجي” المتخبّطة بين وحل الواقع والظروف وبين القيم والمُثل التي تربّى عليها وكرّستها مهنته كضابط في السلك العسكري.
الأداء يُدرّس؛ فهناك تفاصيل تظهر في ملامح الوجه، وحركة العين، ونبرة الصوت، وكثير من حركات الأيدي والجسم عموماً، ويدهش الفّنان تيم حسن بها من يتابعه، وهذا الأمر نجده فقط عند الفنّان المحترف، لذلك قلنا مراراً: إنّ تيم حسن يضاهي بموهبته نجوم الدراما الأكثر شهرة في العالم.
وتابع أن المصطلحات التي تُبتَكر في كلّ مسلسل هي عناصر جذب يتّكئ عليها (حسن) وتلفت الشريحة العمريّة الأصغر سنّاً، لكنّها في نفس الوقت لا تلاقي الإعجاب لدى فئة أخرى تعرف تاريخه الفنّي القديم الحافل بالنجاح أيضاً، لافتاً إلى أنّه يستطيع التخلّي عنها إن أراد لأن هذا الفنّان يترك بشكلٍ أو بآخر أثراً مختلفاً في لا شعور المتلقّي بوجهٍ عامّ.
وأردف أن انتقاد الجمهور لاستخدامه الكلام النابي في مسلسلاته؛أمر طبيعي، وهو حالة صحيّة وسليمة، فمن الجيّد أن يقول المتلقي (أحبّ ولا أحبّ) ومتابعة الفنّان تيم حسن لرأي الناس ورغباتهم ربّما تقنعه يوماً ما ليتخلى عن هذا التفصيل، مبيناً أنه لا يفضلها شخصياً، ويجده فنّاناً محترفاً، ولديه المقدرة كممثل في إقناعنا من دون الاتكاء على هذه الزاوية.
- تشابه اعماله
ورداً على تعليقات الجمهور حول تشابه شخصيات أعمال تيم حسن الأخيرة ( عاصي و تاج و موسى)، أوضح عامر أن الشخصيات هي فعلاً متشابهة من حيث صفات الرجل القوي المسيطر صاحب الكاريزما، الذي يجمع بين الذكاء الحادّ والهدوء المخيف، ولكن إذا دخلنا في تفاصيل كلّ واحدة منها نجد أنها ذات توصيفات مختلفة جدّاً، وحتّى البيئات التي نشأت منها فيها اختلاف، وكذلك الزمن الذي تنتمي إليه.
ونتابع إن هذه النقاط الثلاثة في الاختلاف تكفي لنقول بأنّ فنّان ذكي ويهتم بالتفاصيل كالفنّان تيم حسن لا بدّ وأنه سيخلق تمايزاً شديداً بين الشخصيّات التي يقدّمها، فنراه يضيف لكلّ دور لمسات جديدة تجعله مختلف عن الآخر، لذلك فكرة البعض فيما يقول عن تقديم ذات الشخصيّة هي فكرة غير دقيقة أبداً، وتحتاج إلى تصويب.
وأوضح أن العجنة الدراميّة في المسلسلات الثلاثة الأخيرة متشابهة، لا سيّما وأنها تعتمد على حكاية البطل المفرّد، والبعض يصنّفها تحت باب “سوبر هيرو”، وكذلك الشيء الكاتب هو نفسه في تلك الأعمال، وبالتالي يختلط على البعض أنّ التشابه موجود، إلى أنه غير دقيق.
- نصائح يجب مراعاتها
وحول الملاحظات التي يجب على تيم حسن الانتباه اليها في اعماله القادمة، بين عامر أن الفنّان تيم حسن يمتلك أسلوب فنّي فريد، لكن يمكن تقديم بعض النصائح لتعزيز مسيرته الفنّيّة مثل:
- تنويع الأدوار لكسر نمطيّة الصورة المعروفة عنه، فيمنح بعداً جديداً لأدائه ويثير إعجاب الجمهور بمختلف الأذواق. أيضاً الاستمرار في التركيز على التفاصيل الداخليّة لكلّ شخصيّة بما في ذلك لغة الجسد ونبرة الصوت وتعابير الوجه، فهو بارع في هذه الناحية والتركيز عليها سيزيد من قوّة الحضور.
- التجديد والتحدّي الذاتي من خلال خوض تحدّيات فنّيّة جديدة خارج منطقة الراحة المعتادة مما يمنحه فرصة لإظهار مرونته وتنوّع شخصيّاته.
- الاستماع لآراء المشاهدين والنقاد واستخدامها كمرشد لتطوير أدائه ومواهبه الفنّيّة مع الحفاظ على صدقه المعتاد.
- والبحث عن قصص تؤثّر بالشباب أكثر مثل قضايا الهويّة والانتماء في ظلّ تحدّيات الحياة المعاصرة، أو مثل قضايا الحوار والتسامح، والتوعية والتأثير الإيجابي.
- أدوار جديدة
وشدد عامر على أن تيم حسن يمتلك قدرة نادرة على جعل كلّ شخصيّة وكأنّها “ماركة مسجلة” خاصّة به، حتّى لو كان الجوّ العام للشخصيّات متشابهاً (رجل قوي، غامض، مؤثّر) إلا أنّ الاختلافات الدقيقة في لغة الجسد، نظراته، وحتى الإفيهات، هي ما تميّز كلّ شخصيّة عن الأخرى.
وحول الأدوار التي يتمنى عامر أن يقدمها تيم حسن، قال إنّ ملامح تيم حسن تحمل بعداً عالميّاً يُذكّرنا بأيقونات من ثقافات مختلفة (الهند، وتركيا، وروسيا)، وان تقديمه شخصيّة ذات بعد روحاني مثل بوذا سيحقق له أبعاد جديدة في شخصيّته التمثيليّة، كما يتمنى أن يقدم حسن شخصية الأديب والفيلسوف الروسي تشيخوف.
