فرح درويش – دارمو – دمشق: حياة تفاوتت محطاتها بين السعيدة والحزينة.. وأثرت أحداثها في قلوب الجمهور، رغم استحالة تأثر الجمهور عادة بحياة الفنان ومحطاتها. فلا أحد يمكنه أن ينسى ضحكته في “ألو جميل ألو هنا”، والتي غيبتها الأحداث الأليمة بعد موت نجله وشقيقه.
ولا أحد ينسى الصورة الرائعة للرجل النزيه الذي تركها في أذهان جميع المدراء والموظفين في مسلسل “يوميات مدير عام”.
وكيف يمكن لأيمن زيدان أن ينسى وهو الذي ناقش بأعماله الاجتماعية قضايا المجتمع السوري فكان فعلاً “بطل الفن في هذا الزمن” ورمز للدراما السورية التي لا يمكن أن يكتب له النهاية كما حصل في “نهاية رجل شجاع”. أيمن زيدان هو من مواليد مدينة الرحيبة السورية، سنة 1956، ولد وعاش في أسرة محافظة و متوسطة الحال لأب شرطي.
عشق أيمن زيدان الفن مبكراً بعدما قاده الطريق للعمل في المسرح أثناء مراهقته، إذ انتقل مع عائلته إلى دمشق من أجل ظروف عمل والده، وعمل في سن ال14 بالكثير من المهن (سائق سيارة ميكانيكي، نادل في مطعم) كما عمل مدرساً في مدرسة ابتدائية أثناء دراسته الجامعية.
وفي سن 16 قادته الصدفة للعمل كملقن بغرفة جاره الفنان نزار فؤاد لمدة خمسة أعوام، ومن ثم عمل مساعد مخرج وممثل.
وعندما قرر دخول الجامعة، رفض أهله الإنصياع لرغبته بالعمل في المجال الفني، فدرس الحقوق لمدة عام والتجارة أيضاً بعد عام واحد، إلى أن حالفه الحظ بافتتاح المعهد العالي للفنون المسرحية في سورية سنة 1978 لينتقل لدراسة التمثيل مع كوكبة من نجوم سوريا من ضمنهم جمال سليمان.
وبعد تخرجه عمل أيمن زيدان في المسرح كممثل ومخرج، كما كان له تواجد مهم في المسرح القومي والمسرح الجوال الذي ترأسه بعد حصوله على دورة بالإخراج المسرحي في برلين.
وفي سنة 1983 سجل أيمن زيدان حضوره الأول في مسلسل “نساء بلا أجنحة”، وبعدها بعام واحد فقط سجل حضوره في السينما السورية في فيلم “أحلام المدينة” الذي حصد جائزة كان السينمائي.
ومن ثم توالت أعماله المهمة مثل “زوج الست” و “الوزير وسعادة حرمه” و “مطر أيلول” و “الرسالة الأخيرة” و”يوم غائم” .
أما أهم مسرحياته فكانت ” حكاية بلا نهاية” و “رحلة حنظلة” و”الزواج” و “سوبر ماركت”.
بالإضافة إلى ذلك، كان لأيمن زيدان حضور قوي في مجال الانتاج الفني، وقد تسلم منصب المدير العام في شركتي الانتاج “الشرق” و “الشام الدولية”، إلى جانب إشرافه على شركته الخاصّة “أكشن”.
زيجاته
لم تكن الحياة العاطفية لأيمن زيدان مستقرة كحياته المهنية، إذ أنه تزوج 4 مرات دون الكشف عن أسباب الإنفصال في زيجاته الثلاثة الأولى.
- وأثمر زواجه الأول من سيدة تعمل خارج الوسط الفني عن أولاده الأربعة (غالب، حازم، نورة، نوار)، ولكنه انتهى بعد14 عام.
- أما زواجه الثاني فكان من النجمة المعتزلة نورمان أسعد، وأثمر عن ابنته “جودي” وانتهى بعد 3 سنوات.
- زواجه الثالث لم يستمر سوى أشهر، وتزوج حينها سيدة كويتية أنجب منها ابنته يمنى.
- أما زواجه الرابع والأخير كان عام 2007 من السيناريست المصرية نشوى زايد التي تعرف عليها أثناء تصوير مسلسله المصري “عيون ورماد”.
أحداث مؤسفة
لم تكن حياة أيمن زيدان وردية كما يتخيل البعض، فقد عاش أحداث أليمة جداً ، أولها موت نجله نوار بعمر ال19 بعد معاناة مريرة مع مرض السرطان.
أما الحدث المؤسف الثاني فكان وفاة شقيقه شادي العام الفائت، جراء جلطة دماغية أصيب بها أثناء تصوير مسلسل “زقاق الجن”.
كما خسر أيمن زيدان منزله في مدينة الرحيبة بسبب أحداث الحرب في سورية، وأعرب عن حزنه العميق من ذلك بصور شاركها عبر “فيسبوك”.
تصريحات غريبة
وأثار أيمن زيدان الجدل الواسع على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما كشف عن عدم إيمانه بوجود النار في الأخرة.
وقال زيدان حينها إنه يؤمن بالحياة بعد الموت، لكنه لا يؤمن إلا بوجود الجنة فقط.
