تركنَ بصمتهنّ.. فنانات سوريات جسّدن دور “الملكة” في الدراما التلفزيونية

 

مارلين علي – دارمو – دمشق:

جسّدت العديد من الفنانات السوريات شخصية “الملكة” عبر الدراما التلفزيونية التي قدمت أعمالاً تاريخية روت سيرة ملكات كان لهنّ دور تاريخي، بسبب تمكنهنّ من إدارة ممالكهنً، ما جعل قصة حياتهنّ مادةً غنيّة لصنّاع الدراما لتقديمها ضمن مسلسلاتٍ تلفزيونية.

ومن هؤلاء الفنانات: سلوى سعيد، ورغدة، وسلمى المصري، وسوزان نجم الدين، وسلاف فواخرجي، وجومانا مراد.

سلوى سعيد: 

أول ما يتبادر إلى الذهن عندما يستذكر اسم الفنانة الراحلة سلوى سعيد، هو شخصيها “الملكة الزبّاء” في مسلسل “انتقام الزبّاء”، وهو أول عمل تاريخي سوري تلفزيوني، وتم عرضه عام 1974، من تأليف الكاتب المصري محمود دياب وإخراج غسان جبري.

استطاعت سلوى سعيد، من خلال شخصية “الزبّاء” التي حكمت مدينة “تدمر”، ويقال إنها نفسها الملكة “زنوبيا”، إثبات جدارتها، كونها واحدة من نجمات الصف الأول في الدراما السورية في ذلك الحين.

أسلوب “سعيد” في أداء هذا الدور أدهش الجمهور، فقد ظهرت بشخصية قويّة، ومثّلت ببراعة خوص الصراع مع الممالك المجاورة لها.

سلوى سعيد – الزبّاء – انتقام الزبّاء

 

رغدة: 

وفي عام 1997، لعبت الفنانة رغدة، دور “زنوبيا” ملكة “تدمر”، في المسلسل التاريخي “العبابيد”، في أول تجربة لها مع الدراما التلفزيونية السورية.

وتعد الملكة “زنوبيا” من أكثر الشخصيات التاريخية التي تم تناولها بالمسرح والسينما والتلفزيون، في العالم العربي.

لكنّ رغدة، خطفت الأضواء من بين كل الفنانات، اللواتي لعبن دور “زنوبيا”، حين لعبته في “العبابيد”، فقد تقمّصت شخصية الملكة ببراعة لتجمع ما بين الصفات الجسدية والنفسية كالجمال والقوة والذكاء والحنكة.

وحقّقت رغدة، نجاحاً كبيراً في العالم العربي، من خلال مشاركتها في مسلسل “العبابيد” الذي صار واحداً من أهم المسلسلات السورية التاريخية.

وتمكّن العمل بأحداثه وشخوصه التاريخية من جذب الجماهير، وتم عرضه على شاشات التلفزة في العديد من البلدان العربية، وقد تناول قصة مملكة “تدمر” والتقاليد القديمة التي كانت تعيش في الضواحي المجاورة لها، وقصة الصراع التدمري ـ الروماني الذي تفاقمت حدته في ظل حكم الملكة “زنوبيا”.

رغدة – زنوبيا – العبابيد

 

سلمى المصري:

جسّدت الفنانة سلمى المصري، شخصية “ملكة القدس” عبر المسلسل التاريخي “صلاح الدين الأيوبي”، من إخراج حاتم علي، وتأليف وليد سيف.

وظهرت “المصري” في العمل، بأسلوبِ درامي متمكّن، وبرعت من خلاله بتجسيد الصفات القيادية للملكة المحنّكة.

تم عرض مسلسل “صلاح الدين الأيوبي” في عام 2001، وتناول الأحداث السياسية في القرن السادس الهجري في منطقة بلاد الشام ومصر التي كانت مسرحا للحروب الصليبية.

استطاع العمل جذب الجمهور في العديد من البلدان العربية، فقد جمع نخبة من النجوم السوريين والعرب ومن أبرزهم: جمال سليمان، وسوزان نجم الدين، وغسان مسعود، ورفيق علي أحمد، ومحمد مفتاح، وباسم ياخور، وتيم حسن، وباسل خياط، وقيس الشيخ نجيب، وسلاف فواخرجي، وخالد تاجا، وورد الخال.

سلمى المصري – ملكة القدس – صلاح الدين الأيوبي

 

سوزان نجم الدين: 

في عام 2005، قدمت الفنانة سوزان نجم الدين، شخصية “شجر الدّر” ملكة مصر من خلال مسلسل “الظاهر بيبرس”، الذي تدور أحداثه خلال القرن السابع الهجري.

الدراما السينمائية والتلفزيونية في العالم العربي تناولت شخصية “شجر الدّر”، في العديد من الأعمال التاريخية، ومن أبرزها مسلسل “الظاهر بيبرس” للمخرج محمد عزيزية، ومن تأليف غسان زكريا، ومن بطولة عابد فهد، وسوزان نجم الدين، وسعد مينة، وباسل خياط، وسلاف فواخرجي، وغسان مسعود، وباسل خياط، وفايز قزق، ورفيق علي أحمد وغيرهم.

واستطاع العمل جذب الجمهور بأحداثه وموضوعاته وغناه بالشخصيات التاريخية، ومنها شخصية “شجر الدّر”، التي أجادت “نجم الدين” تجسيدها فأظهرت قوة وجمال وحنكة الملكة أو السلطانة في ذلك الحين.

وبحسب تصريح صحفي لها في وقت سابق، أرجعت سوزان نجم الدين، النجاح الذي حقتته في أدائها للشخصية إلى اعتمادها على النظرة القوية الثاقبة التي تخترق قلب صديقها وعدوها، لتصل إلى أهدافها مع الوقفة الشامخة والملابس المحتشمة والقوة في الصوت والتركيز على الكلمات، لتعطيها تلك القوة والحضور التي ظهرت به.

سوزان نجم الدين – شجر الدّر – الظاهر بيبرس

 

جومانا مراد:

وفي عام 2007، وضمن سلسلة “حواء في التاريخ” لعبت الفنانة “جومانا مراد” شخصية الملكة عبر “خماسية زنوبيا” من إخراج محمد زهير رجب، وتأليف كلوديا مرشليان.

وثّقت هذه الخماسية حياة الملكة “زنوبيا” الشخصية فتم حصرها داخل أرجاء قصرها، وابتعدت عن الأحداث التاريخية، ما أثار استياء النّقاد، فيما أجادت “مراد” استخدام أدواتها الفنية، مؤكدة في تصريح صحفي أنها تعاملت مع الشخصية بإحساسها.

جومانا مراد – زنوبيا – خماسية زنوبيا

 

سلاف فواخرجي:

وفي عام 2010، تم إنتاج مسلسل “كليوباترا”، وقد لعبت الفنانة “سلاف فواخرجي” دور الملكة “كليوباترا”.

ودارت أحداث المسلسل الذي ألفه الراحل قمر الزمان علوش وأخرجه وائل رمضان، في بداية العصر الروماني بمصر، وروى قصة حياة “كليوباترا”، التي توّجت ملكة على عرش مصر.

وتعدّ “كليوباترا” أكثر شخصية تاريخية تناولتها السينما العالمية، من خلال 18 فيلماً، فيما لم تقدم الدراما العربية سوى مسلسل وحيد يروي قصة حياة هذه الملكة، والذي لعبت “فواخرجي” دور بطولته، وشارك به كل من طلحت حمدي، نضال سيجري وفرح بسيسو وأنطوان كرباج، وغيرهم.

لم يمرّ اختيار “فواخرجي” لتأدية الدور، حينها، من دون موجة من الانتقادات، إذ استنكرت أصوات مصرية عدّة اختيار ممثلة سورية لأداء شخصية أساسية من التاريخ المصري، ما أثار استغراب “فواخرجي”، وأكدت في مقابلاتها الإعلامية أن عدداً كبيراً من النجوم العالميين أدوا دور الملكة المصرية، فلماذا الاعتراض عليها، وهي أولاً وأخيراً ممثلة عربية.

سلاف فواخرجي – كليوباترا

 

المقارنة بينهن قد تكون ظالمة:

فأيّ من هؤلاء الفنانات لعبت دور الملكة بشكل أفضل أو أميز؟، في هذا الإطار يؤكد الإعلامي والناقد نضال زغبور، لـ”دارمو” أن المقارنة تكون لصالح العمل ككل وأدواته من نص وإخراج وتمثيل ومرحلة وشروط عرض، عندها تصبح المقارنة غير مقبولة ومناسبة لاختلاف كل الشروط آنفة الذكر والمرتبطة بزمان العرض ورسالته.

وقال الناقد إن الحكم هنا للجمهور والنّقاد يكون بعيداً عن المقارنة إلا في حال نجاح أو فشل كل منهما في إيصال الرسالة المطلوبة في ظرفها إلى جمهور المتلقين، وهذا حصل مع كل الأعمال السابقة وشروط عرضها باستثناء “كليوباترا” الذي يختلف عن الأعمال السابقة من حيث النص والإخراج والإنتاج وشاشة العرض.

وأضاف “زغبور”: يضاف إلى ذلك براعة كل ممثلة وقوة حضورها وقدرة المخرج على إدارتها بالشكل الامثل وهذا تحقق مع الجميع باستثناء كليوباترا، حيث فشل المخرج والنص وأفشل العمل وتوابعه لكن هل فشلت “سلاف” في أداء دور كليوباترا كممثلة لها قوة حضورها وجمالها لدى جمهور المشاهدين؟.

وتابع الناقد: هنا يطفو على السطح الرأي الشخصي لا الفني في أيهما أميز في دور الملكة والسلطانة وأكثرها إقناعاً وقدرة على تقمص الدور والشخصية، سؤال سيبقى يبحث عن إجابة لأن لكل منهنّ نكهة خاصة وعبير مميز وإن كنت أعتقد أن سلوى سعيد، فتحت الباب على موهبة استثنائية حفرت بقوة حضورها وجودها التاريخي في الذاكرة الدرامية العربية تأتي بعدها بقية الممثلات تبعاً لتاريخ العرض والسرد، فالكل رابح ولا توجد خسارة في كفة العرض والطلب.

وختم الناقد نضال زغبور، حديثه لـ”دارمو” بالقول: لهذا السبب المقارنة قد تكون ظالمة للبعض من حيث النص والإخراج والإنتاج وشاشة العرض، أما الموهبة فهي موجودة وبقوة لدى الجميع.

          

منشورات مشابهة

دارمو تكشف تفاصيل عرض مسرحية “ألف تيتة وتيتة” في موسم الرياض

بالصور.. “دارمو” يكشف تفاصيل مسلسل “ثمن الخيانة”

هالة صديقي تكشف لـ”دارمو” عن جديدها الفني في “موسم الرياض”