بين جذب الجمهور وتصدّر الترند.. هل نجح “الغريب”؟

 

مارلين علي – دمشق: تصدّر المسلسل السوري – اللبناني “الغريب” قائمة الأعمال الأكثر مشاهدة في العديد من الدول العربية، خلال سبتمبر / أيلول الفائت، وتمكّن من جذب جمهور الدراما العربية.

وحَظي “الغريب” بحلقاته الـ 12، بإشادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتصدر الترند عندما عُرض على منصة “شاهد”.

تفاصيل كثيرة جعلت المتابع ينتظر عرض حلقاته في حالة تشوق، فقد خدعت أحداثه المتابع في بدايتها.

انقلاب الحياة:

البداية كانت هادئة، فاعتقد المشاهد أنه أمام عمل درامي اجتماعي يتطرق لحياة عائلة مكونة من 4 أفراد، لكن هذه العائلة صارت حديث وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.

وبما أن شخصية ربّ العائلة “يوسف مير علم” التي يلعبها الفنان السوري بسام كوسا، ويعمل قاضياً يتّبع القانون في حياته، فلا بد للمشاهد أن يظن أنه سيرى يوميات القاضي والقضايا التي يبّت فيها.

لكن ودون سابق إنذار، صُدم المتابع بعد انقلاب حياة عائلة “يوسف” رأساً على عقب، بسبب ارتكاب ابنهم لجريمة قتل غير راح ضحيتها ابن أحد المسؤولين في سوريا.

وكما كان متوقَّعاً من “يوسف” القاضي “النزيه” ورجل القانون في التعامل مع جريمة ابنه، فقد حقق في تفاصيل الحادثة مع ابنه، ثم أخذه إلى مركز الشرطة ليسلّم نفسه، لكن تعرّض ابنه لمحاولة قتل أمام المركز من قبل أهل صديقه ابن المسؤول.

واضطر “يوسف” للهروب بعائلته من بلاده إلى لبنان عن طريق زميله المحامي “فاروق” الذي لعب شخصيته الفنان جمال قبش، الذي لديه خلاف مع “يوسف” بسبب قضية سابقة.

تغيّر المسار:

ويبدأ التحوّل الدرامي في شخصية “يوسف” من قاضٍ يعيش تحت مظلة القانون، إلى شخص مخالف للقانون ويعيش تحت حماية عصابة خارجة عن القانون زعيمها “البيروتي”.

وعلى اعتبار أن القصص العادية لا تستهوي الجمهور، فقد تناول “الغريب” قصص القتل وقوارب الموت والخطف والخروج عن القانون، وأن القضاء “حمَّال أوجه” وربما كانت كلمة السر في نجاح العمل بجذب المتلقي هو التغيّر المفاجئ لمصير الإنسان أو تغيّر المسار.

مقتبس من مسلسل أمريكي:

“الغريب” مسلسل من 12 حلقة، تأليف لبنى حداد ولانا الجندي، ومن إخراج صوفي بطرس، وإنتاج شركة “سيدرز آرت برودكشن” (صبّاح إخوان).

ويضم المسلسل إلى جانب بسام كوسا وفرح بسيسو، نخبة من الممثلين، من بينهم سعيد سرحان، جمال قبش، ساندي نحاس، آدم الشامي، محمد عقيل، سلمى الشلبي، جوي حلاق، يارا زخور ومايا يازجي.

ويستند المسلسل إلى قصة المسلسل الأمريكي “فخامتك Your Honor”، رغم عدم تطرق صُناع “الغريب” إلى هذا الأمر، فإنه لم يخفى على الجمهور مثل هذه التفاصيل.

انتقادات:

ورغم نجاح “الغريب” في جذب الجمهور، إلا أنه وجهت إليه بعض الانتقادات، من ناحية الربط بين ماضي شخصية القاضي وحاضرها، إضافةً إلى أداء بعض الممثلين المشاركين في العمل.

ربط ضعيف:

الناقدة الفنية آمنة ملحم، اعتبرت في حديثها لـ “دارمو” أن الربط الضعيف بين ماضي شخصية القاضي يوسف “بسام كوسا” وحاضرها يبعد الجمهور عن التعاطف معه كأب أو تصديقه بذريعة الترابط العائلي، فكيف لقاضٍ لم يتوانَ لمرة عن الحكم بالإعدام على مجرم، وتنزيل أقسى العقوبات بآخر، أن ينقلب رأساً على عقب بليلة وضحاها وكأن القانون وكل ما تحمله ذاكرته من ذخيرة لحكايا وقصص وجرائم ومبادئ لم يتنازل عنها يوماً، نسفت عن بكرة أبيها ليتحول إلى رجل منساق لعبارة “انا أبوك ومن واجبي احميك” ولنظرات وكلمات زوجته التي تطالبه بحماية ابنها بأي ثمن كي تثق به.

تصاعد بطيء للأحداث:

وأضافت “ملحم” أن تصاعد الأحداث جاء بطيئاً بعد أول حلقتين لمنتصف العمل فلم نشهد أحداثاً تحرك الحكاية نحو شيء من الإثارة إلا ما بعد الحلقة السابعة، وبعيداً عن اعتماد العقل في أي موقف رأينا العائلة منساقة أحياناً للمصادفة “كأن تطبخ نادية لبيت الوزير وتصبح مطالبة من البيروتي بقتله”، وأحيانا مستمرة في التهور كأن ترتكب الأخت “علا” نفس الجريمة التي ارتكبها “رامي” عن طريق الخطأ مع “خليل” سعيد سرحان، دفاعاً عن قصة حب عاشها “رامي” من النظرة الأولى مع حبيبة خليل، وبعد الانتهاء من كل معركة نتيجتها زهق روح إنسانية، يعود الجميع في اليوم التالي لحالة الاستقرار النفسي الذي يسمح لهم بعيش هادىء وحتى التفكير بالزواج لتكون ردة فعل الأب والأم الموافقة وقبول كل شيء منهم باستسلام تام مع كلمات عتب لا تخرج من سياق التساهل في التعاطي مع الأبناء.

وتابعت الناقدة: أما الكشف عن ماضي المحامي “فاروق” مع يوسف فجاء متأخراً جداً بعد تكشف وجود عداوة بينهما من أول عتاب من قبل زوجة يوسف له على اختياره لمساعدتهم ومع ذلك غابت ببساطة فكرة انتقام فاروق عن القاضي “المحنك والذكي” الذي استطاع انتزاع براءة “البيروتي”، رئيس العصابة من مرة واحدة قرأ فيها ملف قضيته القديمة.

أخطاء إخراجية:

المسلسل هو أول تجربة درامية للمخرجة اللبنانية صوفي بطرس، بعد سنوات من إخراج الأغاني على طريقة الفيديو كليب، وفيلم “محبس”، ورغم ذلك اعتبر البعض أن إخراج المسلسل “متقن”، فيما رأت الناقدة الفنية “ملحم” أن العمل حمل الكثير من الأخطاء بشكل واضح ومشتت.

أداء غير مقنع:

شخصية زوجة القاضي “ناديا” لعبتها الفنانة الفلسطينية فرح بسيسو، وتشاركت البطولة مع بسام كوسا، حيث جمعهما المسلسل بعد أكثر من عقدين، حين اجتمعا في مسلسل “الزير سالم” الذي عرض عام 2000.

ورأت “ملحم” أن أداء الفنانين السوريين آدم الشامي وسالي نحاس، “رامي و”علا” أبناء “يوسف” فقد كان “غير مقنع” ويعكس خللاً في إدارة الممثل، وأيضاً كان أداء فرح بسيسو “فاتراً” في مشاهد رئيسية لها كمشهد تلقيها خبر هرب ابنها لأوروبا واختطاف ابنتها بذات الوقت.

فيما أجاد الفنان اللبناني “سعيد سرحان” أداء دور “الأزعر” دون بهرجة، أما شخصية “البيروتي” التي لعبها الفنان اللبناني “محمد عقيل” فقد أربكت عقل المتابع كونها شخصية تتراوح بين الشر والخير، والأب الحنون والمجرم حيناً آخر.

أنا ومن بعدي الطوفان:

وفيما يخص نهاية العمل التي تخلى فيها القاضي ليس عن نفسه فقط بل حتى عن كنيته، ليلصق كنية “الغريب” به ويجتمع مع عائلته التي تلطخت بالدماء “دون أي قصاص” على مأدبة “سمكة كبيرة”، اعتبرت “ملحم” أنها ترسيخ مبدأ “أنا ومن بعدي الطوفان”، فلا نزاهة تربطني بالماضي ولا قيمة لروح غير روحي.

          

منشورات مشابهة

دارمو تكشف تفاصيل عرض مسرحية “ألف تيتة وتيتة” في موسم الرياض

بالصور.. “دارمو” يكشف تفاصيل مسلسل “ثمن الخيانة”

هالة صديقي تكشف لـ”دارمو” عن جديدها الفني في “موسم الرياض”