دمشق – أنس عدنان: يبدو أن الدراما السورية تعيش انتعاشاً جديداً مع بداية عام 2017، بعد أن انشغلت بتغطية الأحداث التي تمر بها سوريا خلال السنوات الماضية الامر الذي أرق صناع الدراما السورية، ودفع روادها إلى البحث عن مصادر تسويق بديلة عن المنافذ المحلية.
وبعد انحصار شراء المسلسلات السورية من قبل الفضائيات الخليجية خلال السنوات الماضية، يبدو أن تحولاً في الوجهة أدى إلى عرض مسلسلات سورية على شاشات عربية خلال الثلاث أشهر الأولى من العام الجاري، ومنها “الرابوص” أول مسلسل رعب سوري كما يقول صناعه، تخطى عقبات التسويق وبدأ عرضه على قناة أبوظبي دراما، وقد سبقه إلى القناة ذاتها بأسلوب تسويق مشابه مسلسل حارة المشرقة.
الرعب لا يتوقف عند “الرابوص” بل تمتد آثاره لتطال مسلسل شوق الذي بدأ عرضه مطلع آذار على قناة OSN ياهلا دراما. ملامح الرعب في “شوق” تختلف من ناحية رصد الآثار النفسية والقلق الذي يعيشه السوريون تجاه ذكرياتهم وماضيهم، وذلك بدا واضحاً في كلمات الشارة وبالطريقة التي اتبعتها شركة الإنتاج بالتسويق للعمل عبر سؤال مرعب يواجه كافة السوريين في الخارج: لح ارجع للشام؟!.
“شوق”، أيضاً مسلسل سوري عبر إلى البث المشفر محافظاً بذلك على عرضه الأول ضمن البث المفتوح في موسم رمضان. لكنه رغم ذلك سيتعرض لمصير مشابه لمسلسل أهل الغرام “3”، وقد سبق عرضه على ذات القناة مطلع العام، حيث أرهق الجمهور بتحميل الحلقات المسربة عبر الفيسبوك ومتابعتها.
نظرياً، شركات الانتاج “رابحة” بعرض “أهل الغرام” و”شوق” عرضاً “مشفراً”، مع ترك خيارات التوزيع مفتوحة في الموسم الرمضاني، لكن بالمقابل ما تزال شركات الإنتاج بالعموم مأسورة في مفهوم التسويق الرمضاني، وهذا ما يجعل أكثر فكرة إنتاج مسلسل سوري ينافس في مواسم جديدة مستقلة عن قيد العرض الرمضاني “الأصعب” منذ سنوات.