الأعمال المشتركة التي حققت مشاهدة عالية رمضان 2018 كتبها سوريون

بردى – دمشق – دانا وهيبة: اجتاحت الشاشات خلال رمضان الفائت مجموعة من الأعمال العربية المشتركة لاقت رواجاً كبيراً لدى الجمهور منها “تانغو، والهيبة، وهارون، وطريق، والرحلة، وجوليا”، وتمكنت من الدخول لكل بيت عربي وربما وصل صيتها الى دول غربية، لكن ما قد يغيب عن البعض، هو أن جميع تلك الأعمال كتبها سوريون، وأدى بطولتها أيضاً ممثلين سوريين.

وهذا الأمر ليس حديث العهد وانما يعود عمره لعمر الأزمة السورية، فخلالها توجَّه الكثيرُ من الكتاب السوريين لشركات إنتاج عربية، بعدما تراجع إنتاج بلادهم، وتغيَّرت ظروف العمل فيها، وللوقوف أكثر على تفاصيل الموضوع التقى موقع “بردى”، بكتاب سوريين وكان لنا الحديث التالي:

أوضح الكاتب والسيناريست مازن طه مؤلف مسلسل “جوليا” إخراج ايلي ف. حبيب، وإنتاج ايغل فيلمز، وبطولة ماغي بو غصن قيس الشيخ نجيب جيسي عبدو وغيرهم، أن علاقته مع الدراما العربية ليست مرتبطةً بالأزمة فقط؛ فسبق وقدم أعمالاً في مصر ولبنان والخليج وغيرها، وكان أبرزها تجربته ببرنامج (CBM) التي امتدت لخمس سنوات، وهو أول برنامج كوميدي عربي مشترك، أما خلال سنوات الأزمة فكتبت أعمالاً محلية مثل الطواريد، ومدرسة الحب، كما عمل ببعض لوحات سلسلة “بقعة ضوء” على مدار عدة أجزاء”، إذ يرى أن تجربة الدراما العربية المشتركة سابقة للأزمة التي تعاني منها سوريا حالياً، حتى إنها ترجع لسبعينات القرن الماضي، “وحينها كان إنتاج سوريا السينمائي مزدهراً ويتعدَّى الخمسة عشر عملاً في العام الواحد، ورغم ذلك قدَّم السوريون الكثير من الأعمال المشتركة، شارك في معظمها ممثلون أو مطربون من مصر أو لبنان”، مؤكداً أنه لا ينبغي النظر لفكرة التشاركية بصورة سلبية، فالدراما اللبنانية والسورية من الممكن أن تستفيدان من بعضهما، ولكن تزامن هذه الأعمال مع تراجع الدراما السورية تسبب في ظهور نوع من الحساسية.

وفي سؤال له عن المشكلات التي تعانيها ..أوضح بانها موجودة قبل الأحداث، إلا أن الحرب سرّعت بظهورها، معللاً الأمر بغياب تقاليد العمل، وعدم حماية هذه الصناعة التي تأتي من خلال توفير أسواق تصريف للمنتجات، وعدم الخضوع لتحكم الأسواق العربية، ويستشهد بالدراما اللبنانية التي تحميها المحطات المحلية من خلال شرائها بسعر مناسب للمنتج، وكذلك الأمر بالنسبة للدراما الخليجية والمصرية، وهو أمر لم يكن وما زال غير متوفر للدراما السورية.

وختم مازن طه حديثه مؤكداً تمسكه بالدراما السورية، ورغبته بالعودة إليها، قائلاً: “الدراما السورية هي الأم التي احتضنتنا في البداية، وأعتبر نفسي من الجيل المؤسس”، ويتوقع أن تكون عودته هذا العام أو العام القادم.

نور شيشكلي: الدراما العربية هي نقطة التقاء لأفراد تنتمي لبيئات مختلفة

من جانبها، أوضحت نور شيشكلي مؤلفة المسلسل المصري “الرحلة” (إخراج حسام علي وبطولة باسل خياط، ريهام عبد الغفور وحنان مطاوع) زوجة الكاتب مازن طه، بأن تجربتها مع الدراما العربية أيضاً سابقة للأزمة: “في بداياتي عملت ضمن ورشات كتابة لعمل اسمه أيام السراب في 2005، وكان مكوناً من 240 حلقة”.

وتضيف “كتابة عمل عربي لا يعني أننا سنطبق عليه نفس الشخصيات والأحداث التي تنطبق على غيره من الأعمال، ولا يعني أن تغيير اللهجة هو المفتاح، لأن الدراما العربية هي نقطة التقاء لأفراد تنتمي لبيئات مختلفة يتصرفون بطريقة مختلفة عن غيرهم، فحين يتعرض لبناني وسوري لنفس الموقف، نجد ردة فعل مختلفة لكل منها، لأن الأمر مرتبط دائماً بتربية وثقافة معينة”، ورأت بأن المهمة هنا تكون أصعب كون الكاتب يحتاج لفهم ثقافة هذه البيئات المختلفة، وتحقيق التوازن بينها في الوقت ذاته، معتبرة أن الدراما العربية المشتركة تحتاج لفرضية ثابتة وقوية، خاصة أن أحد قواعد الدراما يقتضي تلاقي كل الشخصيات أو الخطوط في لحظة ما”.

نور تطرقت للحديث عن الانتشار الكبير الذي تحققه الدراما العربية، مبينة أنها تملك فرصة للدخول إلى البيت الخليجي واللبناني والمصري وغيره، دون أن تنكر دور الدراما السورية، التي نجحت في تحقيق انتشار جيد، ودخلت لجميع البيوت.

شيشكلي أعربت لنا عن شعورها بأنها لم تبتعد كثيراً عن دراما بلدها، لأنها في كل عمل عربي عملت عليه كانت البصمة السورية واضحة، وكشفت عن وجود فكرة العودة إلى الدراما السورية عبر مسلسل يحمل عنوان “باب توما”، الذي يستعرض مرحلة ما بعد الحرب السورية، رافضة الحديث بشكل موسع عنه في الوقت الحالي، وتختم “الحكاية السورية والهم السوري موجود فينا، لا يمكننا تجاوزه”.

          

منشورات مشابهة

هل نجح تيم حسن بالخروج من عباءة مسلسل “الهيبة”؟

جلال شموط لـ “دارمو”: لهذا السبب اعتذرت عن “ولاد بديعة”

شادي الصفدي لـ “دارمو”: أستعد لتصوير “سيروم” و”ما اختلفنا2″