بردى-دمشق-دانا وهيبة: صرح الفنان أيمن زيدان أنه أراد من خلال فيلمه أمينة، إبراز المعدن الأصيل للإنسان السوري، وتحديداً المرأة السورية، من خلال رسم شخصية الأم العظيمة التي تتصدى للحرب السورية في حدود إمكانياتها وقدراتها.
وأضاف: كنتُ أريد أن أكون وفياً للمرأة السورية في الحرب وأرجو أن أكون وفقت في ذلك.. وقدمت أيقونة من الصبر على الجرح وأيقونة من الأمل، فالتعافي لا يعني أن ننسى مَنْ جُرح من أجلنا، والمرأة السورية هي أيقونة الصبر ورغم وجعها قدمت الأمل، وكنت حريصاً على الاهتمام بالتفاصيل وتقديم نموذج لنضال وصمود هذه المرأة.
وعن اختيار الممثلة نادين خوري لبطولة الفيلم، أوضح زيدان، أنها كانت الأنسب لأداء الدور مع وجود صداقة وتفاهم يجمعهما ما سهل العمل بينهما قائلاً: لم أرَ سواها في هذا الدور علاوة على عِشرة العمر.
أما بطلة الفيلم النجمة نادين خوري، فقالت أحببت شخصية “أمينة” وأحببت النص، إضافة للتعاون مع الأستاذ أيمن زيدان بأول تجربة سينمائية له، ولم أكن خائفة من التجربة، لأنه يملك الكثير من التجارب الفنية التي تمكنه من الإخراج، ويُحترم على جهده وتعامله الراقي مع الجميع، ولأنه فنان يعرف كيف يجب أن يكون الفنان مرتاحاً أمام الكاميرا، وحاول كثيراً أن يجعل كل الكادر مرتاحاً لينجح المشروع الذي يعمل عليه.
وأشارت إلى أن الفيلم حقق دهشة وإعجاب الكثير في مهرجان الإسكندرية لكنه لم يحقق الجائزة فيه، ولكنه سيحقق في مهرجانات أخرى.
وأكدت أنه في ظل الأزمة التي حلت على سورية دفعت المرأة الثمن الأكبر من خلال معاناتها، فهي الأم والزوج والبنت، لافتة إلى أن المرأة السورية قدمت نموذجاً للنضال والصمود والتحدي وهذا ما يقدمه الفيلم.
وتحدثت عن تأثرها بالفيلم وهي تشاهده لأول مرة: لا أخفي عليكم أنني تأثرت ببعض المشاهد التي رأيت نفسي فيها وهذا راجع لتوجيهات المخرج الذي يهتم بأدق تفاصيل الخاصة بالممثل.
المخرج جود سعيد لعب شخصية «سهيل» الذي يعاني الشلل في الفيلم واعتبر أن الدور تجربة خاصة أحببتها رغم قساوة القصة، واستمتعت فيها مع أنني لستُ ممثلاً، والفيلم من الأفلام الرائعة التي قدمت بفترة الحرب، ويصور جزءاً مهماً بهذه الأزمة السورية، وقد جئنا متحمسين ولم يخيبنا الأستاذ أيمن زيدان كنجم وكممثل وكمخرج.
وتابع: ما شجعني للمشاركة وجود علاقة خاصة تربطني مع الأستاذ أيمن زيدان، وكنتُ منذ أول لحظة في كتابته عندما قال لي ستؤدي هذا الدور ولم أناقشه، وبالنسبة لدوري فإن التجربة مع زيدان بهذا الدور خاصة جداً.
الجدير ذكره أن زيدان قدم أربع تجارب إخراجية في التلفزيون الذي عمل فيه ممثلاً ومنتجاً على مدار أكثر من ثلاثة عقود، وتشارك زيدان بكتابة النص مع سماح القتال، فيما تم تصويره في مدينة دريكيش.
وقدم فيلم أمينة، نضال المرأة السورية في ظل الظروف الصعبة التي مرت على سورية، فخلال أحداث الفيلم، تفقد “أمينة” زوجها، لتصبح بلا سند خاصة في ظل عجز ابنها الوحيد “سهيل” الذي ورثه من حرب مجنونة عاثت قذائفها في جسده بعد أن تطوع في الجيش لمساندة بلده في حربها، لتجعله غائباً كلياً عن الحياة باستثناء عين يطلقها أحيانا تعبيراً عما بداخله ويستخدمها كوسيلة تواصل مع من حوله، وعلى الرغم من أنه في نظر الجميع بطل كبير، الا أن هذا لم يمنع زوجته أن تطلب الرحيل وتصطحب معها ابنهما الوحيد، لأنها لم تعد قادرة على تحمل أعباء مرضه.
كما تواجه “أمينة” وابنتها “سهيلة” أطماع ومحاولات المتنفذ في ضيعتهم (قاسم ملحو) بالنيل منهما مستغلا عجز الابن وفقرهم والديون التي راكمها الأب قبل وفاته، وفي وجه ذلك كله، كانت أمينة هي الأم الفلاحة التي تعلو آلة “النورج” لتفصل القمح عن قشره، والطبيبة لإبنها، وخبازة التنور التي تلاحق لقمة عيشها، والطباخة في منزل الاثرياء بحثا عن دخل اضافي يسد العجز ، ورغم ذلك تبقى زارعة للأمل في درب كل من مر في حياتها.
الفيلم استعرض الوجه الآخر من الحرب بلا طلقة رصاص واحدة، أو نقطة دماء، وقدم صورة أمتعت الحضور بموسيقا مصاحبة أثارت شجن الناس وتفاعلهم مع الأحداث نسجها المؤلف الموسيقي سمير كويفاتي.