بردى – دمشق – دانا وهيبة: لعب عدة شخصيات منذ بداية مسيرته الفنية لا تزال ملتصقة به لغاية اليوم، ورسخ في تاريخ السينما السورية أفلاماً أصبحت ذاكرة للجمهور العربي والسوري على حد سواء، اليوم يعود الفنان القدير دريد لحام إلى معشوقته السينما بعد غياب طويل، مع المخرج باسل الخطيب في أول تعاون فني بينهما، ومع المؤسسة العامة للسينما.
الفيلم الجديد هو “دمشق حلب”، الذي بدأ لحام بتصوير مشاهد وسيؤدي فيه دور أب يقطن في دمشق خلال فترة الحرب على سوريا، يقرر أن يزور ابنته التي تعيش في حلب، لنتابع عبر أحداث العمل رحلة طريقه إلى المحافظة السورية وما تحمل في طياتها من أحداث.
الفيلم بحسب تصريح لحام لموقع “بردى”، يتناول العلاقات الاجتماعية بين البشر في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها سوريا، ويسلط الضوء على الجانب الخيّر من حياة الناس، متمنياً أن ينقل هذا العمل عدوى القيام بالأعمال الخيرة بين الجميع، “وهي أشبه بدعوة للأخلاق الاجتماعية التي تميّز بها السوريين”.
جدية في الطرح
لحام أعرب عن سعادته بالمشاركة في هذا العمل معتبراً إياه إضافة جديدة إلى تاريخه الفني “كونه سينفذ تحت إدارة مخرج متميز له إمكانيات خاصة”، وبرر تأخر تعاونه مع المؤسسة إلى أن الأخيرة لم تُقدم له أي نص سينمائي خلال الفترة الماضية “وهي المؤسسة السورية الوحيدة التي تنتج أفلاماً سينمائية”، مبيناً أن التعاون معها سيكون له طابع خاص فهي تحرص دوماً على جدّية أفلامها وإن يتخللها شيء من الكوميديا”.
كما تطرق للحديث عن الظلم الذي يتعرض له الإنتاج السينمائي، معقباً بمجرد انتهاء فترة عرض الفيلم في الصالات يحجب العمل عن الجمهور الذي لم يحالفه الحظ بمشاهدته على الشاشة الكبيرة، ناهيك عن قلة الصالات السينمائية في وقتنا الحالي، وارتفاع أسعارها فمبلغ 2500 ليرة للبطاقة يعتبر مرتفعاً ولا يناسب كافة شرائح المجتمع، لأن “الناس البسطاء هم جمهور السينما ومع عدم وجود صالات عرض يصبح أي انتاج سينمائي هو مغامرة”.
كذلك يبتعد الفنان السوري عن الشاشة الصغيرة “بشكل مقصود”، كونه لم يجد أي عمل يتناسب مع طموحاته أو ينسجم مع قناعاته وانطلاقاً من حرصه على عدم تشويه تاريخه الفني والمحافظة عليه “مستقبلي أمامي وليس خلفي”، مبيناً أنه قرأ خلال السنوات الأخيرة ما يزيد على سبعة نصوص تلفزيونية “من الجلدة للجلدة”، لكنه لم يجد فيها ما يضيف لمسيرته ففضل الاعتذار وعدم التواجد عن فكرة مجرد الظهور على الشاشة “للأسف الواقع الدرامي بات في أسوأ حالاته”، مؤكداً أن الدراما اليوم تعاني من أزمة في النص وليس بالإنتاج وما زاد الوضع سوءاً هو استغلال القرار الرئاسي الذي ينص على شراء جميع الانتاجات الدرامية السورية “فبدلاً من أن يكون هذا القرار حافز لهم لإنتاج الأفضل حثهم على الكسل وأنتجوا أعمال أقل مستوى”.
التخلي عن الهوية
وعن المشاركة بأعمال عربية مشتركة، رحب بطل مسلسل “سنعود بعد قليل” بالفكرة لكن ضمن شروط أهمها النص الجيد بالدرجة الأولى، والتحدث باللهجة السوية، معتبراً التنازل عنها بمثابة التخلي عن الهوية، وكشف أنه سبق وتمت دعوته للعمل بمسلسلات مصرية عديدة، لكنه اعتذر لأن الشخصية تتطلب النطق باللهجة المصرية.
واختتم حديثه معنا متمنيا الوقوف مجدداً على المسرح، لأن لها سحر خاص “قلبي ينبض دائماً بالمسرح”، وكان قد وقف مؤخراً على خشبة مسرح دار الأوبرا في العاصمة السورية ضمن فعاليات “هنا لنا..نتذكر”، وأعاد إحياء شخصية غوار الطوشة التي كان لها النصيب في أكثر من عمل له واشتهر بها في الستينيات والسبعينيات.
يذكر أن الفنان دريد لحام من مواليد 31 كانون الثاني عام 1934، ويعتبر الابن التاسع لأسرة كان لها 10 أطفال، ولد لأب سوري وأم لبنانية، درس في جامعة دمشق التي جسد على مسرحها عديد من الأدوار ليعرف الجميع أن دريد يمكن أن يصبح ممثلا، أكمل دريد شهادته الجامعية في الكيمياء، وعمل محاضرا، لذا عارضت أسرته تركه لهذا العمل المضمون والمرموق والتوجه إلى التمثيل، لكنه اختار طريقه وسار فيه.
شارك لحام في 61 عملا فنيا، قدم لحام أعمالا تخلد اسمه في التاريخ الفني السوري والعربي، سواء في المسرح أو السينما، منها كثير من الأعمال الكوميدية، مثل “صح النوم”، و”حمام الهنا” و”مقالب غوار”.