ايلاف
الحديث عن حسام تحسين بك يعني الحديث عن أحد النجوم الذين كرسوا الدراما السورية محليًا وعربيًا، رغم تجاوزه السبعين من العمر، ما زال أحد الفنانين المؤثرين، كيف لا وهو الذي عمل ممثلاً وملحنًا ومدرب رقصات وفنون شعبية، عدا عن عائلته الفنية التي تضم ابنته النجمة ندين تحسين بك وشقيقها الفنان راكان تحسين بك.
حدثنا عن مشاركتك في الجزء الثاني من “زمن البرغوت”؟
دوري أحد عضوات الحارة، وفي فترة ما عندما يغيب مختار الحارة يغطي مكانه، هو ركيزة أساسية في الحي، رغم أنه ليس ركيزة أساسية في العمل كمساحة ودور، حتى عائلتي بالكاد تظهر خلال الأحداث وهو ما ينطبق على مكان رزقي، تواجده الأهم لحل مشاكل الحارة، أي أن الدور إلى حد ما هامشي كظهور، وهي مشكلة يعاني منها المسلسل فالعديد من الشخصيات تشعر وكأنها تتواجد ولا تتواجد بسبب صغر المساحات الممنوحة لها.
يشهد الجزء الثاني العديد من التغييرات في الأدوار عن الجزء الأول، كيف ترى تأثير ذلك؟
لا شيء بارز لأن العمل تتمة للجزء الأول، ستحصل مقارنات بين الممثلين بكل تأكيد، ومن البديهي أن نقول إن لكل ممثل خصوصيته فمشاهد هنا قد ينسجم أكثر مع أيمن زيدان كمختار للحارة في الجزء الأول ومشاهد هناك سيفضل سليم صبري كمختار بعد أن حل محل زيدان، وهو أمر طبيعي وموجود دائمًا، لكل مشاهد نجمه أو نجومه المفضلون.
ألا ترى أن الأعوام الأخيرة شهدت نوعًا من الاقتصار في مشاركاتك على الأعمال الشامية؟
لكل زمن دولة ورجال كما يقال، ملامحي تساعد كثيرًا على هذا، والشكل يساعد على وضعك في مكان معين، ولكن هذا العام قد أشارك في عمل درامي اجتماعي معاصر مع مخرج “زمن البرغوت” نفسه الأستاذ أحمد إبراهيم أحمد، وقد يكون مع مؤسسة الإنتاج ذاتها “قبنض للإنتاج الفني”، والأمر ما زال غير رسمي لغاية اللحظة، وكان هناك عرض قبل فترة للمشاركة بمسلسل في لبنان لكنني اعتذرت لتضارب وقت التصوير مع “زمن البرغوت”.
لماذا غبت عن الكوميديا بعد أن قدمت نفسك في العديد من الأعمال الكوميدية وقدّمت أدوارًا حصدت شعبية بين المشاهدين؟
مرت علينا فترة كانت الأعمال الكوميدية فيها هي الرائجة، وهذه إحدى مشاكلنا في الدراما السورية، فكل فترة يصبح نوع واحد من الدراما فقط هو الرائج، فإما تجد عشرات أعمال الفانتازيا تقدم خلال سنوات متلاحقة وكذلك جرى مع الأعمال التاريخية ومن ثم مع الكوميديا وبعدها البيئة وهكذا، لذلك عندما كانت الكوميديا دارجة شاركت بعدة أعمال منها سلسلة عيلة النجوم، إضافة الى جزأَي جميل وهناء ويوميات مدير عام، علماً أن هناك العديد من الزملاء الذين إن قدموا أعمالاً كوميدية فستكون النتائج متميزة.
كيف ترى الإنتاج الدرامي السوري هذا العام؟
ما زلنا لا نستطيع أن نحكم بشكل نهائي بسبب الظروف، الدراما السورية تعيش حالة من التشتت، وقسم كبير من الفنانين أصبح خارج البلد، كما أن الموضوع أولاً وأخيرًا يتعلق بالشركات المنتجة، هناك شركات راسخة في السوق وقادرة على خوض مغامرة الإنتاج في هذه الظروف، بالمقابل لا تقدر شركات أخرى على المخاطرة في هكذا أحوال، ومع صعوبات التسويق، ولنكن صريحين لا شيء هنا متعلق بالفن، كل شيء تجاري ومتعلق بالربح والخسارة، وهو ينطبق على كل شيء تقريبًا، حتى الرياضة كذلك، الأندية اليوم مؤسسات تنتج مالاً، والجميع في هذا الإطار.
بما أنك ذكرت هجرة الفنانين، ما خطر ذلك على وضع الدراما السورية؟
عندما تهدأ الأمور إن شاء الله، ستعود المياه لمجاريها، الفنانون ذهبوا للخارج لقلة فرص العمل باحثين عن رزقهم، وليس لموقف سياسي، فالفنانون بشكل عام لا علاقة لهم بالسياسة، هناك من يبحث في دبي أو القاهرة أو بيروت عن فرصة عمل وبعضهم نجح في ذلك.
هل تفكر بالخروج شخصيًا؟
أنا ابن الشام ولا أستطيع التخلي عن شامي، لا أتصور نفسي متأقلماً في أي مكان آخر غير دمشق.